إلى جماهير الشعب السودانى..
لا زالت حكومة الإنقاذ المجرمة تمارس بطشها و تسلطها على الأبرياء و العّزل من أبناء شعبنا الصامدين الذين يقاومون الظلم بصدورعارية و بإيمان ثابت لا يتزحزح، هدفهم الوحيد هو إقتلاع هذا الظلم من جذوره وتخليص الشعب من هذا الظلم و الطغيان.
تاج الدين عرجة الطفل الذى ولد فى قرية (كرنوى) بولاية غرب دارفور فتفتحت عيناه فى الدنيا ليجد الظلم محاطاً به من كل جانب، الإنقاذ جاسمة على صدر أمته ظلماً و طغياناً فقضت له على أحلام الطفولة وهو يروى ذلك على لسانه فى الفيديو التوثيقى الهام و يقول “أنه رجع من مدرسته التى إعتاد الذهاب إليها إلى قريته ليجد حيث لا قرية وجد أهله مجرد بقايا أشلاء مكومة بعد أن هاجتمها القوات الحكومية و مليشيات الجنجويد فأحرقوها على بكرة أبيها فتحولت إلى رماد، ضاعت ممتلكات أسرته البسيطة التى كانت تعينهم على شظف العيش وإيذاء هذا الوضع المأسوى لم يكن للبطل تاج الدين خياراً آخراً غير أنه يذهب مع ما تبقى من أسرته إلى المعسكرات لعله يأمن من بطش و فتك مليشيات الحكومة من الجنجويد و غيرهم، بعد أن قد فقد أمل الحياة، أمل أن يرجع مرة ثانية إلى المدرسة شأنه شأن أطفال جيله، لكن يبدو لا أمل فى هذه الحياة لأمثال البطل تاج الدين فإستقر بمعسكر (آردمى) دون تعليم ودون أدنى مقوم للحياة الإنسانية، ويختتم حديثه بأن أسوأ يوم شاهده فى حياته هو اليوم الذى أجبر فيه على ترك قريته ليتحول إلى لاجيئ لا وطن له و لا مكان”.
غادر البطل تاج الدين معسكر (آردمى) مودعاً والدته و إخوته بعد أن فقد أبيه متوجهاً صوب عاصمة بلاده الخرطوم ليشاهد بنفسه كيف ترسم سياسات إبادة أهله من الوجود فعرف فى ذلك اليوم الخامس و العشرون من ديسمبر أن هنالك إجتماع بقاعة الصداقة بالخرطوم يضم مجرمى الحرب عمر البشير و إدريس دبى، فصمم البطل تاج الدين دخول هذه القاعة لمواجهة الظلم فى مكانه وهو يعلم يقيناً أن هؤلاء الظلمة محاطون بترسانة قوية من رجال الأمن و البوليس و كل ما هو يعيقه من تنفيذ خطته و لكن البطل لا يكترث لمثل هذه المعوقات فقد ترك هذه الهواجس خلفه و نفذ مباشرة إلى مكان الإجتماع مقترباً من المنصة التى يجلسان عليها و ما أن فرغا من حديثهما فقد توجه إليهم البطل تاج الدين مخاطباً لهم بأنهم “سبب المسأة التى يعيشونها فى دارفور، أنتم سبب الحرب و الدمار و القتل و التشريد لأهل دارفور” قال كلماته القوية هذه فى وجه الجبابرة الظلمة و لم يبالى، إقتادوه رجال الأمن أمام مشهد الجميع دون أن يحركون ساكناً إلى المجهول فإختفى هذا البطل من على المشهد.
نحن فى تحالف قوى المعارضة السودانية فى الولايات المتحدة الأمريكية نحيى هذا البطل المفخرة و نطالب سلطات النظام بالكشف عن مكانه وإتاحة الفرصة لأهله لمقابلته كما نطالب فى ذات الوقت بإطلاق سراحه فوراً ليعود إلى أهله آمناً سالماً، وسنعمل مع أصدقاؤنا الناشطون فى أمريكا على تصعيد الموقف لعى نحو يشمل كل الأصعدة من منظمات حقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة و كل الفعاليات المناهضة لإنتهاكات حقوق الإنسان من قهرو إعتقال و تعذيب، يكفيه أنه فقد أسرته و فقد مستقبله فلا يعقل أن تصادر كل حقوقه و يحرم حتى من حق أن يقول كلمة لا لمن تسببوا فى قتل أهله و ضياع مستقبله و جعلوه مشرداً فى هذه الدنيا.
تحالف قوى المعارضة السودانية
الولايات المتحدة الأمريكية
يناير 18، 2014
[email protected]