بيان رقم (1) من أطباء الثورة السودانية
في البدء نترحم على كافة أرواح شهداء الثورة السودانية في ماضيها وحاضرها ونسأل الله بالشفاء العاجل لكافة الجرحى في كل الميادين. نسأل الله النصر للشعب السوداني كي يستعيد كرامته الإنسانية حتى يتحقق العدل وحرية الرأي والتعبير والمساواة بين كافة أفراد السودانيين في مؤسسات الدولة، لا سيما في الصحة والتعليم والخدمات الأساسية للمجتمع.
نحن نتحدث اليوم عن فشل الدولة السودانية في توفير أبسط حقوق مواطنيه سواء أمن المجتمع أوسلامة افراده في الحياة. والتي يؤكد هذا الفشل هو أن قامت الأجهزة الأمنية بقتل المئات وجرح مئات أخرى وإعتقال آلآف المواطنين المدنيين منذ 23 سبتمبر الماضي لمجرد التعبير عن رأيهم سلمياً بما يجري في حياته اليومية وتأثيره السلبي إقتصاديا، إنسانياً وإجتماعيا وسياسياً. إن الإحتجاجات ومظاهرات الثورة السودانية التي حدثت بعد رفع الحكومة الدعم عن مشتقات البترول والسلع الأساسية التي تعتبر شريان الحياة للشعب السوداني منذ سبتمر الماضي ولا تزال في مناطق متفرقة من السودان، كشفت فظاعة ووحشية الأجهزة الأمنية السودانية ضد المتظاهرين السلميين.
بما أن مظاهرات الثورة السودانية كانت ولا تزال سلمية، مع ذلك نرى أن الأجهزة الأمنية تطلق الرصاص الحي بهدف قتل المدنيين لأن معظم القتلى والجرحى كانت إصاباتهم إما في الرأس أو الصدر أو البطن وهذا يؤكد أن القتل ضد المدنيين ممنهج، حيث أن معظم الرصاصات التي أصابت وقتلت كانت من عيار (9 ملي) إيرانية الصنع، التابعة حصرياً لجهاز الأمن والمخابرات السوداني. ويعتبر منع الأطباء والعاملين في الحقل الصحي بعدم تدوين بيانات الموتى والجرحى كضحايا في قضايا جنائية “بالأحرى لا تريد الأجهزة الأمنية أن يكون هناك ملفات بإسماء قتلى وجرحى المظاهرات على أساس قضايا جنائية” وهذا فعلاً إنتهاك صارخ في حقوق الإنسان. وبالتالي يصعب على جرحى الثورة أن يجدوا السلامة المناسبة للعلاج، خاصة لأولئك الذين يتم القبض عليهم وإعتقالهم في بيوت الأشباه وهم جرحى، حيث أن بعضعهم يموتون أثناء تعذيبهم. والأخطر في الأمر إن الأجهزة الأمنية تمنع وتهدد كشف عدد الموتى والجرحى فضلاً على أن هناك حدثت تغييرات إدارية في المؤسسات الصحية في محاولة فاشلة لإخفاء جرائم الأجهزة الأمنية لمصلحة النظام.
بناءً على المسؤولية الوطنية المشتركة ووفقاً للتعهد الإنساني الذي قطعناه لأنفسنا لخدمة المرضى والجرحى بغض النظر عن معتقداتهم الدينية وأفكارهم السياسية علاوة على ثقافاتهم ، لغاتهم وألوانهم، فإن أطباء الثورة السودانية مستعدون لمعالجة جرحى ومرضى الثورة السودانية قدر المستطاع وحيثما تتوفر لنا ظروف المكان والزمان. كذلك نؤكد للجبهة الثورية السودانية فإن جرحى مقاتليها هم من أهم شرائح الشعب السوداني الذين يقدمون أرواحهم في مواجهة الأجهزة الأمنية التابعة للمؤتمر الوطني من أجل حرية وكرامة الشعب ومن أجل تغيير النظام وإقامة دولة تحترم أسس القانون والحكم الرشيد، فإن جرحى مقاتلي الجبهة الثورية السودانية يعتبرون مرضى أطباء الثورة السودانية على أساس الإنسانية.
أطباء الثورة السودانية
الخرطوم 01-11-2013
[email protected]