عملية الذراع الطويل ابرزت( د خليل) كقيادة كارزمية قومية قادمة من الهامش
بعد عام من دخول ام درمان–اين وصلت قضية المهمشين؟
يقولون: ان اضعف الحلقات فى مشروع المهمشين –والثورة الدارفورية بصورة خاصة—يتمثل فى (الحركات) نفسها–كما يتمثل فى ( قيادات الحركات)–فالثورة كبيرة–وقد وجدت تفهما –واصدقاء فى كافة انحاء العالم المتحضر–وكلنا يعلم مؤسسات مجتمع مدنى عالمية–مثل (انقذوا دارفور) –فقد دخلت الثورة الدارفورية فى زمن قياسى ضمن اجندات –وضمن البرامج الانتخابية لدول عظمى مثل المانيا وفرنسا وامريكا–وتجلى نجاح الثورة الدارفورية فى وصول ملف دارفور الى مجلس الامن–وصدور كم هائل من قرارات الشرعية الدولية بشان ملف دارفور
هذا النجاح على الصعيد الدولى الخارجى واكبه فشل كبير على المستوى الداخلى (داخل الحركات)–ويعود هذا الفشل الى اشكالية منهجية وتنظيمية داخل الحركات–كما يعود الى صغر احلام بعض القيادات التى تقدم اعتباراتها الشخصية على شان القضية كلها–وقد ساهمت حكومات المركز المتعاقبة–خلال نصف قرن من الزمان فى افساد قيادات الهامش–لافراغ ثورة الهامش من مضمونها وجعلها مسالة مكاسب شخصية–وليست اصلاحا يعود بالنفع للقضية
قراءة فى تاريخ تضالات المهمشين –وثورات الزنوج بغرض دراسة تشرزم الحركات
هنالك تحليل سطحى–تغذيه الحكومة لشئ فى نفس يعقوب–يقول بان الحرب فى دارفور هى حرب وكالة نيابة عن احزاب المركز–فكرة هذا التحليل بسيطة واختزالية لابعد الحدود–خلاصتها ان حركة العدل هى الجناح العسكرى لحزب المؤتمر الشعبى-حزب الترابى—وان حركة التحرير ( الموحدة قبل مؤتمر حسكنيتة) بقيادة عبدالواحد هى الجناح العسكرى للحزب الشيوعى–والحكومة تستخدم هذه الدعالية الرخيصة قاصدة تضليل العامة من السودانيين وكذلك تضليل المجتمع الاقليمى والدولى–وشاهدنا من هذا الاستطراد ان ثورات المهمشين لا تقوم ابدا بناءا على اشارة من المركز او (لخدمة اهداف المركز)–وانما تقوم لاسباب سياسية واقتصادية واجتماعية مرتطة بالهامش–فمن السطحية بمكان الاعتقاد ان اهل دارفورقد اعلنون الثورة ضد المركز لان (تلاميذ الشيخ حسن الترابى قد انقلبوا عليه )–استخلص من هذه الخلفية الى ان الثورة الدارفورية هى ثورة حقيقية اسبابها مرتبطة بالاقليم–صحيح–ان اسباب الثورة فى دارفور ليست قاصرة على هذا الاقليم–وانما ترقى الى ظاهرة لها وجود فى كردفان–وفى الجنوب والشرق–وحتى فى الشمال–وانا هنا بصدد دراسة اسباب تشرزم حركات دارفور –وتحولها الى حركات صغيرة عن طريق الانشطار–وفى هذا الصدد افيد بالاتى
1- القارئ لتاريخ ثورات المهمشين عبر التاريخ–اساب نشوئها واساب فتائها—لا يستغرب حالة التشرزم التى عليها حركات دارفور الان–كانت البصرة هى ارض الثورات–ثورات المهمشين–الذين ينشدون (العدل والمساواة) وثاريخ الدولة الاسلامية فى البصرة حافل بهذه الثورات التى رصدها لنا الدكتور احمد العلبى فى كتابه ( ثورة الزنج)بدءا بثورة الزنج عام 70هجرية فى اخر ايام مصعب بن الزبير–ثم ثورة الزنج عام 75 هجرية بقيادة شير زنجى اى (اسد) الزنج–ثم ثورة الزنج فى خلافة المنصور –وحتى ثورة الزنج الكبرى سنة 255 هجرى بقيادة على بن محمد—القاسم المشترك لاسباب فشل هذه الثورات يعود الى (الافتقارللبنامج الثورى)–والسبب الثانى هو الافتقار الى (التنظيم )–وقد استفادت ثورات المهمشين اللاحقة فى ذات المنطقة من هذه العيوب وتلافتها–اهمها ثورة القرامطة
2-بتطبيق ادبيات اسباب فشل ثورات المهمشين على حركات دارفور و بصورة خاصة على حركة التحرير–نجد ان ما جرى فى حق حركة التحرير من تشرزم واضمحلال يعود الى ذات الاسباب التاريخية التى ادت الى فشل الثورات–اشكالية البرنامج –وعدم وضوح الرؤية–ودقة التنظيم
3- لقد انطبقت اوضاع حركة التحرير فى دارفور–المنوه عنها–بشكل او باخر من قبل على نضال المهمشين فى جنوب السودان–مما تسبب فى اطالة عمر النضال الجنوبى الى خمسة عقود تقريبا–الى ان جاء الدكتور الراحل قرنق–وافلح فى ظرف تاريخى معين من تجاوز هذه السلبيات–ويحقق وحدة الجنوبيين–ويقودهم الى تحقيق حق تقرير المصير
انتهى زمن (المشروع) العقائدى–وجاء زمن (المصلحجى)
بسقوط الاتحاد السوفيتى فى نهاية العقد التاسع من القرن الماضى سقطت العقائدية الى حد كبير–وبنهاية القرن العشرين–اكتملت فى السودان فصول الرواية بسقوط (المشروع ) الحضارى الاسلامى فى السودان–وسيطر على العالم نظام السوق– القائم على المصالح –وقد انعكست ثقافة السوق على جميع مناشط الحياة فى السودان–ففى ادبيات الانقاذ سقط (الامين) من معادلة القائد( القوى الامين) — الى القائد (القوى–الياكل ويؤكلنا )–ثم اصبحت حكومة الانقاذ تسقط ثقافتها المصلحية على المجتمع السودانى كله—فقامت بتجزئة احزاب المركز الى اجسام سرطانية صغيرة–وذلك عن طريق الاغراء بالمال–ثم شمل الاغراء كوادر الحركة الشعبية نفسها—بالقطع–هذه ليست دعوة للاستسلام للامر الواقع–وانما هى دعوة لادراك وتفهم الامر الواقع الذى تعيشه حركات دارفور من حالة التشرزم–فهذه الحالة ليست قاصرة على حركات دارفور–هذا من جانب–ومن الجانب الاجر فاننا ندعو الى مقاومة ثقافة السوق والمصالح الضيقة عندما يتعلق الامر بثورة المهمشين–والاثار الانسانية المترتبة عليها–مثل قضايا النازحين واللاجئين–اننا نتطلع الى قيادات ثورية رصينة ليست للبيع والشراء ولاتجلب قضية دارفور فى اسواق الجلابة–طمعا فى الاستوزار والوظائف الفارغة بلاسلطات ولا ميزانيات–فالهموم الصغيرة كاحلام العصافير لم ولن تنتج ثورات ودول
العاشر من مايو 2008 نقطة تحول فى تاريخ السودان
شكلت عملية الذراع الطويل فى العاشر من مايو 2008 بقيادة د خليل ابراهيم شخصيا نقطة تحول مفصلية فى تاريخ نضال المهمشين فى السودان–فقد استطاعت حركة العدل والمساواة ان تنقل ساحة معركة المهمشين ضد المركز–الى قلب المركز–الى ام درمان والى الخرطوم واستطاعت ان تهزم حكومة الخرطوم فى عقر دارها–بقيادة دارفورية صرفة–واستطاعت ان تعرى النطام امام نسائه واطفاله بالخرطوم–وشاهد الشعب السودانى جحافل د خليل تدك حصون الحكومة من كردفان حتى ام درمان–وفى وادى سيدنا تم تدمير سلاح الطيران–ودخلت قوات العدل والمساواة الى قلب العاصمة–وانتج الهامش قيادة كارزمية قومية–اثبتت انها قادرة على قلع النظام من الجذور–بقوة السلاح –فلا يفل الحديد الا الحديد–فالمطلوب للعدالة الدولية–عمر البشير جاء للسلطة على ظهر دبابة–ثم تدثر بالشريعة–ولم يقدم لاهل الهامش شيئا سوى الظلم والاستعلاء–والاستبداد–وقال لن نفاوض الامن حمل السلاح–فحمل اهل الهامش بالتتابع السلاح–ولكن ثورات الهامش كانت مصابة بعلة (ثورات الهامش) التاريخية التى سبقت الاشارة اليها–الانجاز الذى تحقق فى العاشر من مايو هو تعافى ثورة المهمشين وبلوغها مرحلة النضج –وبروز د خليل كقيادة كارزمية قومية–وبالطبع هذا الوضع ازعج القيادات الديناصورية فى المركز–والتى تطرح نفسها كبديل جاهز عند سقوط الحكومات العسكرية كما حدث فى اكتوبر1964 بعد سقوط نظام عبود– وفى ابريل 1985 بعد سقوط نظام نميرى–واكبر المنزعجين كان الامام الصادق المهدى–الذى بادر بالهرولة الى القصر الجمهورى–ووضع يده فى يد عمر البشير—لانه ادرك ان عملية الذراع الطويل قد افرزت كارزمة جديدة من الهامش ليس مهمتها فقط اسقاط نظام عمر البشير بحيث تساقط رطب الثورة الجنية على حزب الامة كما هو العهد عند سقوط الحكومات العسكرية فى الماضى–وانما–هذة الثورة–لها مشروع–ولها قيادة قومية بديلة لعمر البشير–والصادق المهدى–والميرغنى والترابى وجميع القيادات الديناصورية منذ عهد اكتوبر1964
عملية الذراع الطويل مهدت لتوحيد حاملى السلاح والاندماج فى حركة العدل
من النتائج الثانوية لعملية الذراع الطويل انها كشفت هشاشة نظام الانقاذ امام الشعب السودانى –وامام المجتمع الدولى–وعبدت الطريق لتوجيه تهم الابادة الجماعي –والتطهير العرقى–وجرائم الحرب– للمطلوب للعدالة الدولية–عمر البشير–ولكن النتيجة الحقيقية لعملية الذراع الطويل انها فتحت الطريق لتوحيد الحركات المسلحة فى دارفور–فقد ظهر د خليل كقيادة كارزمية–قادرة على هزيمة الخرطوم وانتزاع حقوق المهمشين–هذا الوضع الجديد خلق زلزالا تحت اقدام القيادات المتشرزمة–التى تبحث عن زعامات وامتيازان شخصية لنفسها على حساب ثورة الهامش–فتحركت القيادات الوسيطة مع القواعد العسكرية وانضمت الى حركة العدل والمساواة–وفى اخر تقرير نقله القيادى بشارة سليمان نور المستشار الاقتصادى لرئيس الحركة–ان 95 فى المائة من حاملى السلاح فى الميدان قد انضموا لحركة العدل والمساواة–وفى الدوحة مقر مفاوضاة سلام دارفور–وبين ظهرانينا الان بعض القيادات التى انضمت لحركة العدل بعد عملية الذراع الطويل–اذكر منها على سبيل المثال القائد سليمان جاموس –امين الشؤون الانسانية –والاستاذة حكمت ابراهيم –امينة المراة–والقائد الشاب بخارى امين الشباب والطلاب
بطاقة دعوة مزينة بالورد لكل من انتمى يوما لحركة العدل
ليس مسغربا طبقا لاصول قوانين الطبيعة ان تبادر الحركات المنسلخة عن (التحرير) بالاندماج فى حركة العدل والمساواه –ان تتاخر– او تتردد الحركات المنسلخة عن حركة العدل فى العودة للحركة الام — وقوانين الفيزياء التى اعنيها هى التى تقول ان الاقطاب المتشابهة تتننافر –والاخرى المختلفة تتجازب–اننا ندعو كل من كان فى يوم ما جزءا من حركة العدل–بالعودة الى حركته الام سالما–معززا فى داره –و ان نتعاون جميعا على الانتصار على انفسنا وعلى قوانين الطبيعة–ولنتاسى بالقائد المعلم الشهيد الراحل المقيم د جون قرنق–ورفاقه البررة–ريال مشار–ولام اكول–الذين توحدوا–فانتصروا–ونالو حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان–الاشخاص زائلون–والدائم وجه الله المتمثل فى الشعب والارض والزرع والضرع—لقد قرانا ادبيات رفاقنا فى جناح د ادريس ازرق– انهم يعترفون بانهم لا يختلفون مع حركة العدل والمساواة فى المشروع–والرؤى والافكار–وانما يعترضون على اللمسة (الزغاوية) لحركة العدل— بل الملاحظ انهم لايركزون كثيرا على نقد الحكومة–وانما ينصب نقدهم على بيان اسباب تركهم لحركة العدل–والمتثل فى الهيمنة الزغاوية حسب اعتقادهم –وشاهدنا هو ان اختلافهم مع حركة العدل–باعترافهم حول اسلوب ادارة الحركة –وليس مع الحركة ومشروعها ومبادئها– لا يوجد حزب يدعى انه بلغ الكمال وليس بحاجة للنقد الذاتى والاصلاح والتجديد –ولكن يبقى السؤال :لماذا لايكون الاصلاح والتجديد من الداخل؟
وبشان اللمسة الزغاوية فى حركة العدل يلزمنى بيان الاتى
1- البعض يعيب حركة العدل والمساواة فى نقطتين الاولى هى اللمسة الزغاوية فى الحركة — والثانية هى الخلفية الاسلامية لدكتور خليل–وبعض القيادات فى الحركة–انا اعتقد ان هذه النقاط هى مصدر قوة للحركة و لدكتور خليل اذا تفهمناهما جيدا–ووقتنا التوقيت الصحيح لمعالجة السلبيات–بعد ان نتفهم دواعيها—واعنى انها مصدر فوة للحركة –بمعنى انه لا يمكن ان يعاب د خليل لانه افلح فى استقطاب قبيلته–للحد الذى دفع القبيلة لتدفع المال بسخاء شديد — ويتقدم ابناؤها الصفوف للموت فى سبيل (القضية) ويتحمل افراد القبيلة عذابات جماعة صلاح غوش ومحمد عطا– وسوف ياتى اليوم الذى تنصف فيه قبيلة الزغاوة –وتقدر مساهمتها فى الغيير–اما الخلفية الاسلامية لدكتور فهى التى اهلته ليكون الوارث لثورة المهمشين فى دارفور والسودان عموما–وجعلته القادر على تجاوز اسباب فشل ثورات المهمشين عبر التاريخ والتى سبقت الاشارة اليها — فالتجربة العملية تقول : لا يهزم ( المركز) –الا القائد الذى تربى فى المركز–وتفهم عقلية المركز من داخل مؤسسات المركز — والدليل على ذلك هو تجربة الحركة الشعبية– فالدكتور قرنق و قيادات الكتيبة 105 قد تمكنوا من تجاوز اسباب فشل ثورات المهمشين بسبب انتمائهم للجيش السودانى اكبر مؤسسة منظمة ومنضبطة وظفتها مؤسسة الجلابة للهيمنة–كما ان الدكتور غرنق كان استاذا فى جامعة الخرطوم رمز عقلية المركز– وبالمقابل فان انتماء دكتور خليل السابق لمؤسسات الجلابة فو المركز كان مصدر قوة له– فالدكتور خليل مارس العمل السياسى والنقابى منذ ان كان طالبا فى كلية الطب –ثم مارس مهنة الطب فى العاصمة–وجرب الخدمة المدنية –وتقلد مناصب وزارية فى ( اقليم دارفور والاقاليم الاخرى )– فهو ادرى الناس بالميزانيا التى كانت تخصص للخدمات (الصحة والتعليم–والكهرباء—الخ))فهو ادرك الناس بفشل المشروع الحضارى تجاه المهمشين–بل ادرك اختلال الثروة من خلال الممارسة–فقد كان الانقاذيون يبنجون المهمشين باسم الدين فى افاليم المهمشين– وبالمقابل نفذوا شوارع الاسفلت–واقاموا السدود حيث يريدون–بانتقائية عنصرية نتنة
2-اعتقد ان اخواننا–اصحاب (مذكرة السبعة) كانوا ضحية (للمناخ الصحراوى–حارجاف صيفا وشتاءا) والذى هو سمة كل الحركات بما فى ذلك الحركة الشعبية رغم انها تعمل فى مناخ استوائى– والمناخ الصحراوى الذى اعنيه هو المناخ داخل النفوس–ففى المجتمعات الصوفية–التى تهتم بالتربية–ولاتسعى للسلطة–يتحدث الناس عن الاخوة–وعن المحبة–وكل اهل السودان يرددون القولة المنسوبة للشيخ العبيد ود بدر ( الماعنده محبة –ما عنده الحبة) اى ليس لديه مثقال ذرة من الدين–وهى صياغة سودانية للقولة المسيحية (الله محبة)–ولعل المجتمع الجمهورى يعتبر من اميز المجتعات الصوفية الخضراء الندية التى تعتبر الاتجاه المعاكس لمناخ الحركات الصحراوى—يمكن لان الاخوان الجمهوريين كانوا اكثر الجماعات احساسا (بالغربة وبالتالى اكثرها احساسا بالحاجة لتعويض افرادها بالحنان) — البيئة فى مجتمع الحركات هى بيئة قتل –ودماء– وجرحى–واسرى –مجتمع خالى من الموسيقى والادب والانشاد والفن والرقص—الموسيقى او الاصوات التى اتقن الناس سماعها وتمييزها–فى بيئة الحركات هى اصوات الات الدمار المختلفة–صوت الهاون–وصوت الراجمة– وصوت الكلاش—الخ–الخ فقد جاءت مذكرة السبعة فى عصر ما بعد انهاء العقائدية–بعد سقوط الاتحاد السوفيتى–وفشل المدرسة (الاخوانية) فى السودان–( فى زمن مبارك شاتوه)—ومبارك المشار اليه هو مبارك الفاضل—فقد وصلت هذه العبارة فى شكل رسالة (اس ام اس) عندما تخلصت الانقاذ من مبارك الفاضل بكل بساطة–والخلاصة التى اود الوصول اليها هى ان اساب انفصال–وفصل اصحاب مذكرة السبعة لا تبرر المفاصلة لو لا روح المناخ الصحراوى الذى هو سمة مناخ الحركات بلا استثناء–فى الجنوب وفى دارفور–ان حركة العدل تدرك وتتفهم هذه الاوضاع–وترى فى ذات الوقت الجانب الايجابى فى هذا المناخ الصحراوى–ونعنى به– ان مناخ الجفاف يشكل ارضية صالحة للنقد الذاتى–فالمجتمع المخملى له عيوب عباده الافراد من قمة الهرم –المرشد) وتنازليا تنتقل القداسة منه للقيادات العليا والوسيطة–وهكذا– ان المناخ الصحراوى هذا هو الذى مكن اصحاب مذكرة السبع من نقد حركة مسلحة دون ان يتعرضوا للتصفية او الاذى –وخلاصة القول–هى ان السيد رئيس الحركة قد تحدث مرارا عن ترحاب حركة العدل بكل رفاق الدرب والنضال الذين غادروا الحركة–اننا لا ندعوهم الى( بيت الطاعة)–وانما ندع وهم الى العودة الى حركتهم –ونطالبهم بالصمود داخل الحركة–النقد الذاتى يقوى الحركة ولايضعفها ابدا–والنقد له اصول وقواعد–وله اداب–واتباعها والاتزام بها هو مصلحة وطنية عليا–لفائدة الشعب السودانى
3- ان حركة العدل والمساواة هى حركة قومية–تطرح نفسها كبديل لاحزاب المركز–التى شاخت مثل شيخوخة زعمائها من جيل اكتوبر 1964 والحركة بهذه الطموحات لا يمكن ان تكون (زغاوية)–وقد تركت حكومة الخرطوم نفسها العزف على البعد الزغاوى –لقناعتها ببوار هذه البضاعة–وشاهدنا ان قبيلة الزغاوى فى كل انحاء الدنيا( اذا اسقطنا الحدود) لا يتجاوز عدد افرادها نصف مليون– وبالتالى–فان من العبط — فى بلد المليون ميل –وعدد السكان البالغ حوالى اربعين مليون –وفى زمن التحول الديمقراطى –ان تقدم حركة العدل سمة زغاوية للحركة
اكملت حركة العدل العدة للعبور بملف المهمشين
الرسالة التى اود نقلها للقارئ هى ان حركة العدل والمساواة قد اكملت الاستعداد لتحقيق النصر– وذلك بتحقيق مطالب المهمشين فى كل السودان–وفى دارفور بصورة اخص –على اعتبار ان التهميش ليس قاصرا على دارفور–واهم انجاز تحقق فى الفترة القصيرة الماضية كان توحيد الحركات الحاملة للسلاح فى الميدان–وسوف تسعى الحركة فى الايام المقبلة للم الشمل الدارفورى
خاصة القيادات التاريخية للحركات المسلحة– ولن تدخر الحركة جهدا فى التواصل مع كل من يرغب فى الوحدة –هذا –وسوف اتناول –باذن الله–فى مقالى يوم السبت القادم اقاق السلام فى (مفاوضات الدوحة) بين حكومة الوحدة الوطنية–وحركة العدل والمساواة–وسوف احاول الاجابة على السؤال–هل كانت لحركة العدل اقصائية عندما فاوضت الحكومة منفردة؟– كما ساتناول اسلوب (الحرب عن طريق المفاوضات)– فى الدوحة — والذى تمارسه النخبة النيلية منذ عام 1955
ابوبكر القاضى
الدوحة- قطر