طلبت بريطانيا من الحكومة السودانية اتاحة وصول الأمم المتحدة إلى جبل مرة بدارفور للتقصي حول مزاعم استخدام القوات الحكومية لأسلحة محرمة دوليا هناك.
ودمغت منظمة العفو الدولية، في أواخر سبتمبر الماضي، القوات السودانية بقتل عشرات المدنيين، بينهم أطفال، في هجمات استخدمت فيها أسلحة كيميائية في منطقة جبل مرة بدارفور، وهو ما نفاه الجيش السوداني ووزارة الخارجية بشدة، وسط مطالبات للمعارضة بإجراء تحقيق حول الاتهامات.
وسبق أن دعمت فرنسا إجراء تحقيق دولي حول ادعاءات استخدام السلاح الكيميائي في جبل مرة بدارفور.
وبحسب بيان من سفارة المملكة المتحدة بالخرطوم، السبت، فإن و
زير الشؤون الأفريقية بالحكومة البريطانية توبياس ألوود عبر لوكيل وزارة الخارجية السودانية عبد الغني النعيم لدى لقائه في لندن عن قلقه العميق إزاء الوضع في جبل مرة.
وقال البيان إن ألوود دعا الحكومة السودانية خلال اللقاء إلى “منح الأمم المتحدة وغيرها من الجهات حق الوصول الكامل إلى مناطق جبل مرة لرصد الأحداث والنظر في الإدعاءات، كإدعاء استخدام الأسلحة الكيميائية”.
وبالرغم من اعلان الجيش السوداني في أبريل الماضي إقليم دارفور خاليا من تمرد الحركات المسلحة بعد أن أكد سيطرة قواته على “سرونق” آخر معاقل حركة تحرير السودان في جبل مرة، إلا المنطقة لم تخلو من المناوشات بين الطرفين.
ويقع جبل مرة، وهي منطقة غنية بالمياه وتتمتع بمناخ معتدل، بين ثلاث ولايات في دارفور، تشمل شمال ووسط وجنوب دارفور.
إلى ذلك نصحت المملكة المتحدة الحكومة السودانية باغتنام خارطة الطريق الأفريقية والتوصل لاتفاق وقف عدائيات في المنطقتين ودارفور ومن ثم إقرار تسوية سياسية شاملة في البلاد.
وطرحت الوساطة الأفريقية خارطة طريق في أغسطس الماضي للتوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمعارضة السياسية والمسلحة حول الحوار والسلام، ووقعت على الوثيقة أولا الحكومة منفرد، قبل أن تلحق بها قوى “نداء السودان” لاحقا.
وأشار وزير الشؤون الأفريقية البريطاني إلى حرص المملكة المتحدة على تطور العلاقات مع الخرطوم وأن تصبح المملكة شريكا رئيسيا في تطوير “سودان آمن ينعم بالرخاء”.
وتابع: ” تحقيقا لهذه الغاية شددت للحكومة السودانية على أهمية أن تغتنم فرصة خارطة الاتحاد الأفريقي للاتفاق على وقف الأعمال العدائية في دارفور والمنطقتين، على أن تدخل جميع الأطراف في حوار سياسي شامل حول مستقبل الدولة”.
وأضاف أنه استعرض مع وكيل وزارة الخارجية السودانية العلاقات الثنائية بين الخرطوم ولندن، موضحا أن الحوار بين البلدين كان مفيدا، ورحب بالتزام الحكومة السودانية بتوسيع وتعميق التواصل بين الطرفين.
وبدأت بالعاصمة البريطانية، هذا الأسبوع اجتماعات الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين السودان المملكة المتحدة، الرامية لتعزيز العلاقات بين البلدين وبحث وكيل وزارة الخارجية السوداني، الذي قاد وفد السودان لهذه الجولة مع الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية السير سايمون ماكدونالد في أولى أعمال اللجان قضايا وموضوعات ذات اهتمام مشترك.
وأكد بيان السفارة ترحيب ماكدونالد بالسفير عبد الغني النعيم في المملكة المتحدة في زيارته إلى لندن لحضور الجولة الثانية من محادثات الحوار الاستراتيجي بين البلدين.