بادية وادي هور تبكي للراحل المقيم /علي أحمد تورالخلاء: هارون سليمان
السيرة الذاتية للراحل المقيم الأستاذ ومربي الأجيال :
الاسم :علي أحمد تورالخلاء تاج الدين
تاريخ الميلاد : 1948م
الحالة الاجتماعية : متزوج وأب لأربعة أبناء ولد وثلاث بنات وله أربعة أحفاد
المراحل التعليمية
كتم الأولية
كتم الريفية الوسطى
الفاشر الثانوية
معهد التربية : بخت الرضاء
جامعة الخرطوم : كلية التربية
جامعة عين شمس : مصر
الحياة العملية
معلما بالمدارس المتوسطة ( كردفان ، دارفور)
مدير إدارة التأهيل التربوي : الفاشر
مدير إدارة الأمن الغذائي : البنك الزراعي السوداني
مدير إدارة الموارد البشرية : البنك الزراعي السوداني
مدير إدارة التدريب : البنك الزراعي السوداني
العمل العام
نقيب المعلمين : إقليم دارفور.
عضو الجمعية التأسيسية 1986م.
شارك في قضايا العمل الإسلامي والسياسي والاجتماعي على المستوى القومي والإقليمي والدولي .
ناشط في قضايا إقليم دارفور وشارك في المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور ابتداء من جبل مرة حتى أبوجا .
ساهم في حل النزاعات بين الحركات لوقف العدائيات فيما بينهم .
أحد الذين سعوا لتوحيد الحركات المسلحة في دارفور .
شارك في أغلب المؤتمرات الدولية والإقليمية بشأن إقليم دارفور خاصة والسودان بصفة عامة.
شارك في حل كثير من النزاعات القبلية في دارفور.
رحيل صانع التاريخ :
كم هي بعيدة المسافة بين بادية وادي هور ودولة تايلند وكم هي الأقدار عجيبة في أن ينتقل الإنسان إلى بارئه قاطعا المسافة الممتدة بين منطقة بوبا وأختها فوراوية وأمها كرنوي وخالتها أمبرو وعمتها الطينة إلى مدينة بانكوك ،قلنا إذاَ قدر رباني يلبي كل واحد منا نداء خالقه حين ينادي متجاوزا حدود الزمان والمكان و تصورات العقل ومنطق الإنسان البسيط فهكذا رحل الراحل المقيم أستاذ الأجيال الذي جمع في بيته تقاليد البادية وحداثة المدينة، ضاحكا و للحياة متفائلا ومبتسما في الغدو والآصال يحكي لك عند زيارته حكايات بادية وادي هور وقصص رعاة الإبل والأغنام وتقاليد الأعياد والمناسبات في القرى الصغيرة بمنطقة بوبا بل يذكر بعضها سهوا عند الحديث مقرونة بحدث ما في ماضي التاريخ فيقول لك كنا ذات يوم في حلة (موتيو ، بيا كدا قلي ، كورنك ، حلة يابا ، شنقري ، حلة كلتومة ، كوور ، قربو جونك ، بي درقيرو ، أقوي تيير ، تري ألي ، حلة أبو بار، هنقلا ،سوبولي قوربو ، أويدا ،أمار جديد ، باو قولي ، تولاتي ، يي مارا ، سرقني كوك ، جريل …) فيحبب لك المكان ويطيب لك الزمان فتنسى ارتباطاتك الجانبية .وبحكم أنه كان من القلائل الذين يجيدون القراءة والكاتبة في منطقة بوبا وما حولها في تلك الفترة أصبح الراحل محل احترام الجميع وفي تناول ألسنة الجميع، يكتب لهم الخطابات(الجوابات) الصادرة ويقرأ لهم الواردة بقلتها ويفتي في أمور صلاتهم وسائر عباداتهم فهو الوحيد الذي يملك الورقة والقلم في البادية إلى جانب عدد قليل ممن تخرجوا من خلاوي القرآن الكريم ( الفكي ) ،أما في الخرطوم العاصمة فحدث عنه ولا حرج حيث تجد من تتلمذوا بين يده يكنون له كل الاحترام بل يجلسون بقربه في المناسبات ليحكوا معه قصص من ذاكرة الأيام ليأتوا من بعدهم من عملوا معه في الفاشر أبو زكريا وزملاء بخت الرضا و رفقاء العمل في البنك الزراعي ثم عامة الناس حتى يخال للمشاهد العادي أنه صاحب المناسبة …..هكذا عاش الراحل متواضعا ،صافي القلب ، عفيف النفس ، طاهر اليد ، كافل اليتيم إلى أن انتقل إلى جوار ربه في دولة تايلند مدينة بانكوك بعد صراع طويل مع المرض فبكت عليه بادية وادي هور وتلك الجموع الحاشدة التي تدافعت إلى منزله بأم بده السبيل في 19/1/2011 لتقديم واجب العزاء إلى جانب أفراد وجماعات من أسرته الذين قدموا من معسكرات اللاجئين بشرق تشاد ومن مدن وضواحي دارفور، فعزاؤنا للأستاذة / مريم محمود محمدين حرم الفقيد وكل أفراد أسرة الراحل وذويه وتلاميذه ومحبيه في سائر المعمورة سائلين الله أن يدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .
تور الخلاء
كفل الأرامل واليتامى في كنف : وضحكاته سقف من الندى حمدا
كم مد في نصرة المسنين يداً : وكم ضيف له بالعــــــــون قصصا
قد كان صادق القصد للأجور غدا : فالله يجزيه بالقصد الذي قصدا
كان الوفاء وحفظ العهد ديدنه : أما العطــــــاء فلا أحصي لكم عددا
وكان كــــــــرم البداوة شيمته : ومآثره بضروب الفضــــل منفردا
فذاك (علي) بدر باديتنا لبــــق : مـــا نجـــــــــــــــح حاسد إذا حسدا
قد كان مأوى للملهوف كمـــــا : يراه كــــــــــل صديق للمحن سندا
يا سحاب الخير أمطر بعد رحيلك: قيماً من الكوثر صباحا وعصرا
كـــــم حشود أقامت في تأبينه : وكــــم سجــــــود بجنح الليل سجدا
غاب الأمين شريفاً في مروءته : ندعــــــــــــــــو الله أن يوسع قبرا
أيها الراحل المقيم
علو في الحياة وفي الممـــــــات : لحق أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قامــــــوا : وفود نداك أيام الصـــلات
كأنك قائم فيهــــــــــــــــم خطيبا : وكلهم قيام للصـــــــــــــلاة
مددت يدك نحـــــوهم احتفـــــاءً : كمـــــــدهم إليهــــم بالهبات
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا : عن الأكفان ثوب السافيات
وتوقد النيران حولك ليـــــــــــلا : كذلك كنت أيام الحـــــــــياة
لم أر قبل جذعك قط جــــــــذعا : تمكن من عناق المكــرمات
وكنت للمعشر سعداً فلمــــــــــــا : رحلت تفرقـــوا بالمحسنات
غليل باطن لك في فـــــــــــؤادي : يخفق بالدمـوع الجـــاريات
ولو أني قـــــــــــــدرت على قيام : بفرضك والحقوق الواجبات
عليك تحية الرحمـــــــــــن تثري : برحمـــات غواد رائحـــــات
هارون سليمان يوسف
الرياض : السعودية
26/1/2011