القمة الأفريقية في طرابلس تدعو إلى عقد مؤتمر دولي لبحث حل مشكلة القرصنة بالصومال
طرابلس: سوسن أبو حسين
أمضى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ثلاث ساعات برفقة قادة أفارقة والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في قاعدة هويلس سابقا، ومطار معيتيقة الدولي، والذي كان في عقد الستينيات من القرن الماضي، أكبر قاعدة جوية للولايات المتحدة خارج أراضيها، حيث بدأ الاحتفال بالعيد الأربعين لثورة الأول من سبتمبر، بعد منتصف يوم أول من أمس، ودام حتى حان موعد ساعة الصفر، أي الثانية والنصف من صباح يوم أمس، وهو توقيت ساعة الصفر لخروج الأميركان من قاعدة هويلس.
وقال القذافي في كلمة ألقاها بالمناسبة: «إن المكان الذي نحن فيه الآن هو قاعدة معيتيقة الجوية، وقد كان اسمها قاعدة هويلس الجوية. وهويلس، ضابط أميريكي قتل في باكستان أو أفغانستان أو في أي مكان آخر». وأضاف «عندما كنت ملازما حاولت أن أدخل هذه القاعدة في محاولة لاستطلاعها من الداخل، لكن جاء العسكريون الأميركان وأقفلوا البوابة في وجهي، وقلت لهم أنا ضابط في الجيش الليبي، فقالوا «نعم لأنك ضابط في الجيش الليبي، لا تدخل القاعدة الأميركية»».
وزاد القذافي قائلا «لما قامت الثورة في مثل هذه الليلة عام 1969، وفي مثل هذه الساعات، قامت قوات الثورة بتطويق هذه القاعدة. وعندما رأت القاعدة أننا نطوقها من جميع الجهات، استعدت هي أيضا للدفاع عن نفسها، حيث قاموا بنصب الرشاشات، وإقامة المتاريس حول محيط القاعدة». وأوضح: «قلنا لهم ممنوع الطيران من القاعدة بعد الآن، فصارت طائراتهم جاثمة على الأرض، فجاءنا السفير الأميركي، وقال «طائراتنا سوف تخرب إذا بقيت بهذا الشكل، ولا بد من أن تطير، فقلنا له ممكن نسمح لكم بالطيران، لكن أي طائرة تطلع لا ترجع للقاعدة، وقد وافقوا على هذا الشرط وأصبحت طائراتهم تقلع من هذه القاعدة وتذهب إلى قواعدها في أوروبا». وهكذا أخليت هذه القاعدة من الطيران، وبالتالي اضطروا للإجلاء حتى قبل المدة المحددة لهم. وأضاف: «لقد سمينا القاعدة معيتيقة لأن هناك طفلة بهذا الاسم سقطت عليها طائرة أميركية في هذه الأحياء السكنية التي حول القاعدة».
وشهدت طرابلس أمس تنظيم عرض عسكري يتكون من الوحدات الرمزية الأفريقية والعربية والأوروبية، وقطع لمعدات من قوة حفظ السلم والأمن في أفريقيا، ووحدات من البحرية، والمشاة، والعربات المدرعة، وناقلات الجنود. وحلقت خلال العرض، الذي تابعه الزعيم الليبي وضيوفه في الساحة الخضراء، 80 طائرة عسكرية ضمنها طائرتا رافال تابعتان للجيش الفرنسي.
إلى ذلك، تعرضت صداقة إيطاليا الجديدة مع ليبيا، مستعمرتها السابقة، لمأزق أمس،حين رفضت طائرات قواتها الجوية التي دعيت للاحتفال، إطلاق دخان أخضر بدلا من ألوان علم إيطاليا الأحمر والأبيض والأخضر. لكن سفير إيطاليا، قال إن ليبيا أصرت على أن تطلق طائرات العرض دخانا أخضر فقط. والأخضر هو لون علم ليبيا.
وقال السفير فرانشيسكو باولو تروبيانو لوسائل الإعلام الإيطالية «اليوم هو عيدهم الوطني، ويريدون لونهم فقط. لكن موقفنا واضح».
ومن جهة أخرى، اختتم العقيد القذافي مساء أول من أمس في طرابلس قمة طارئة للاتحاد الأفريقي، خصصت للنزاعات في القارة، دون اتخاذ إجراءات من شأنها إنهاء الحروب التي تشهدها أفريقيا. وشهدت جلسة اختتام القمة انضمام رئيس فنزويلا هوغو تشافيز، ونظيره الدومينيكي ليونيل فيرنانديز، اللذين قدما للمشاركة في إحياء الذكرى الأربعين لتولي الزعيم الليبي السلطة.
وهتف تشافيز في خطاب ألقاه بالمناسبة بعدة شعارات تندد بالامبريالية، ودعا إلى الوحدة الأفريقية. وقال «إن أفريقيا الموحدة هي أفريقيا الحرة»، وحيا «40 عاما من الثورة الخضراء» في ليبيا.
وأضاف تشافيز «لقد أكدنا دعوة مجمل رؤساء الاتحاد الأفريقي إلي أن نلتقي يومي 26 و27 سبتمبر (أيلول) في فنزويلا». وتابع «لقد اخترنا جزيرة ماغاريتا لتنظيم هذا الاجتماع». وحضر افتتاح «الدورة الخاصة» للاتحاد الأفريقي نحو ثلاثين رئيس دولة وحكومة أفريقية، بينهم الرئيس السوداني عمر البشير.
وتبنت القمة مع انتهاء أعمالها، «بيان طرابلس»، وخطة عمل «للتوصل إلى حلول عاجلة للأزمات والنزاعات» في أفريقيا دون أن تحرز تقدما ملموسا مقارنة بالقمة العادية التي نظمت في سرت بليبيا في يوليو (تموز) الماضي.
وقال وزير أفريقي رفض كشف هويته لوكالة «فرانس برس»: «لا جديد» مضيفا أنه عبر تنظيم هذه القمة «أراد الليبيون ضمان حضور رفيع المستوى في احتفالات الأول من سبتمبر». ودعت خطة العمل، التي تم اعتمادها خصوصا الدول الأعضاء التي وعدت بالمساهمة بجنود في قوة السلام الأفريقية، إلى الوفاء «سريعا» بوعودها و«توفير الدعم الضروري لهذه القوة وللحكومة الصومالية الانتقالية، بما في ذلك موارد مالية وقوات وتجهيزات وتدريب».
وكان الاتحاد الأفريقي دعا مرارا في السابق إلى تعزيز القوة الأفريقية في الصومال التي تتولى بقواتها البالغ عددها خمسة آلاف جندي (المقرر 8 آلاف) خصوصا حماية مقر الرئاسة وميناء ومطار مقديشو. ودعت القمة إلى عقد مؤتمر دولي لبحث حل مشكلة القرصنة في الصومال.
وبشأن دارفور (غرب السودان)، أكد القادة الأفارقة ضرورة ضمان «تقدم سريع في الجهود الهادفة لتحقيق السلام والأمن والعدل والمصالحة في دارفور». وفضلا عن الرئيس السوداني، حضر القمة التي عقدت تحت خيمة عملاقة نصبت في ميناء طرابلس، رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي.
في المقابل، تغيب رؤساء جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، والسنغال، عبد الله واد ونيجيريا، أومارو يار ادوا، وأوغندا، يويري موسيفيني.
الشرق الأوسط