روما (رويترز) – قال الزعيم الليبي معمر القذافي يوم الجمعة أمام تجمع من ألف امرأة ايطالية وقفن غير مصدقات ان النساء الاوروبيات اجبرن على العمل كالرجال وعلى السفر وحدهن والنوم في فنادق جبرا لا اختيارا.
وقال القذافي في كلمة اثارت صيحات الاستنكار حينا والتصفيق حينا من السيدات الايطاليات اللاتي ارتدين الملابس المهندمة ان المرأة الاوروبية سيقت الى أماكن العمل في أعقاب حروب القرن الماضي التي قتل فيها رجلها.
وقال الزعيم الليبي الذي اشتهر باتخاذه حرسا خاص من النساء فقط انه بعد الحرب العالمية التي قتل فيها العديد من الرجال أجبرت النساء على ترك منازلهن والعمل من أجل اعالة أطفالهن.
وأضاف القذافي أن المرأة أجبرت على أداء عمل الرجال وأن ذلك يعني الاعتداء على طبيعتها.
وقال القذافي الذي يزور ايطاليا رسميا للمرة الاولى ان نظاما أفضل كثيرا قد يتيح للمرأة الاختيار الحر ما اذا ما كانت ترغب في العمل في مهن الرجال كقيادة القطار.
وقال الزعيم الليبي انه لا يصح أن تعامل الزهور معاملة الشعير وحكى أنه زار مرة مصنعا للمتفجرات تحت الارض في أوروبا الشرقية وشاهد النساء العاملات وقد تغطين من الرأس الى القدمين وغطت الاتربة شعورهن وتساءل اذا ما كانت هذه هي الحرية المنشودة وتساءل عن السبب الذي من أجله تعمل نساء في مصنع للمتفجرات.
واستجاب الجمهور النسائي الذي ضم وزيرات وسيدات أعمال كبار أولا بصيحات الاستهجان لكنهن صفقن وشجعن القذافي عندما قال انه يؤمن بتساوي الحقوق بين الرجال والنساء الذين يجب أن تكون لهن حرية الزواج والطلاق بارادتهن.
لكنه أضاف متسائلا عن السبب الذي من أجله خلق الله البشر جنسين بينما كان من الممكن أن يخلق الجميع من جنس واحد وقال ان علينا أن نحترم الاختلاف بين الجنسين.
كان القذافي قد عقد اجتماعا مشابها خلال زيارته عام 2007 الى باريس حيث قال انه يسعى الى انقاذ النساء الاوروبيات.
واحتفظ الزعيم الليبي بنبرة متمردة طوال رحلته الى ايطاليا حيث وصل وهو يحمل على صدره صورة لاحد أبطال المقاومة ضد الاحتلال الايطالي وأعلن أن الامر لو كان بيده فسيلغي الاحزاب السياسية ليعطي الايطاليين السلطة المباشرة.
وطالبت مضيفته في يوم الجمعة مارا كارفانا- فتاة الاستعراض التي أصبحت وزيرة للفرص المتكافئة- بحقوق المرأة في أفريقيا وذلك خلال كلمتها الافتتاحية وجلست جامدة الوجه تماما خلال خطاب القذافي.
بعض الحاضرات صرخن “لا” ضد بعض تصريحات الزعيم الليبي لكن العديد منهن كان على استعداد لقبول كلمته كنموذج للتبادل الحضاري واشادن به للقائه بهن.
وقالت لورا فيتيو سيدة الاعمال البالغة من العمر 65 عاما “لقد وقع بالتأكيد في بعض الهفوات. انه يأتي من عالم مختلف للغاية وربما هو غير مستعد لشكل تحرير المرأة الذي لدينا في أوروبا.”
واضافت “الظلم الحقيقي ليس في أداء النساء وظائف الرجال بل هو في أنهن يعاملن معاملة مختلفة ويتقاضين أجورا مختلفة مقابل ذلك.”
وقالت ماريا فرانشيسكا برجاماسكي التي تبلغ من العمر 24 عاما “كنت مرتابة في البداية لكنني أصبحت سعيدة لانه تحدث عن الحقوق المتساوية في الزواج والطلاق. وامل أنها كانت رسالة ايجابية. فخلال الخطاب لم أستطع فهم ما كان يحاول قوله بالتحديد.”