«الصحافة» تكشف هوية ضحايا غارة بورتسودان
السودان يتهم إسـرائيل بتنفيذ الهجوم .., صحف إسرائيلية تؤكد استهداف القصف لمطلوبين في افريقيا
الخرطوم: مي علي البرلمان: علوية مختار بورتسودان: محمد عثمان: اتهم وزير الخارجية، علي كرتي أمس، اسرائيل بتنفيذ الهجوم على سيارة قرب بورتسودان ما أسفر عن سقوط قتيلين، واكد ان الخرطوم تحتفظ بحقها في الرد على هذا العدوان، ورفضت الخارجية والجيش الاسرائيليين التعليق على اتهامات الخرطوم، لكن صحفا اسرائيلية نقلت عن مصادر اجنبية، ان جيش الدولة العبرية «هاجم السودان». بينما اعلنت لجنة برلمانية انها بصدد فتح تحقيق حول حادثة قصف السيارة داخل مدينة بورتسودان واستدعاء وزيري الدفاع والدخلية وجهاز الامن، ووجه عدد من النواب انتقادات لاذعة للاجهزة المختصة بسبب تعاملها مع الهجوم الاسرائيلي وطالبوا بمحاسبة المقصرين.
وكشف معتمد محلية بورتسودان، رئيس لجنة امن المحلية، شيبة محمد بابكر، ان التحريات الاولية للحادث اكدت ان المتوفين سودانيا الجنسية ويقطنان ولاية البحر الاحمر، الاول يدعى عيسى احمد هداب، يقطن حي سللاب مربع 4، وأحمد جبريل من ابناء ريفي الولاية، ويعمل الرجلان في التجارة.
وقال كرتي للصحفيين أمس ان «الهجوم اسرائيلي بكل تأكيد، ونمتلك معلومات كاملة تفيد بقيام إسرائيل بعملية القصف»، مبيناً ان اسرائيل نفذت الهجوم لافساد فرص رفع اسم السودان من القائمة الاميركية للدول الراعية للارهاب، واعلن عن تحرك الحكومة ورفعها القضية لمجلس الأمن.
وأضاف أن أحد القتيلين مواطن سوداني ليست له علاقة بالاسلاميين أو الحكومة، ووصف العملية بأنها مخطط إسرائيلي يستهدف «عصافير كثيرة»، سيما وأن اسرائيل تسرب للمجتمع الدولي أن السودان يدعم حركات مصنفة عندالآخرين بأنها حركات ارهابية.
في ذات السياق، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايجال بالمور التعليق على اتهام السودان لتل ابيب بالوقوف خلف قصف سيارة بورتسودان، ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأوسع انتشاراً بإسرائيل في عددها الصادر صباح أمس، نقلاً عن مصادر أجنبية، أن طائرة إسرائيلية هي التي نفذت هجوماً أسفر عن تصفية شخصين مطلوبين في افريقيا مساء امس الاول في مدينة بورتسودان الميناء الرئيسي للبلاد.
وحسب مصادر أجنبية تحدثت إلى الصحيفة فإن الطائرة دخلت المجال الجوي للسودان حوالي الساعة العاشرة مساء بحسب التوقيت الإسرائيلي عن طريق البحر الأحمر، وأبرزت الصحيفة عنواناً رئيسياً يقول: «جيش الدفاع هاجم السودان».
وأضافت أن الطائرة قصفت سيارة واحدة أو أكثر قرب مطار بورتسودان ما أدى إلى تصفية شخصين ثم عادت أدراجها بمجرد استكمال المهمة». وزادت أن الجيش الإسرائيلي رفض التعقيب على هذا النبأ.
وكان عسكريون إسرائيليون أقروا بأن طائرات إسرائيلية نفذت في يناير 2009 هجوماً على قافلة زعموا أنها كانت تحمل السلاح إلى قطاع غزة في منطقة قريبة من الحدود المصرية السودانية وقتل في الغارة 119 شخصاً.
وفي بورتسودان، عثرت فرقة مهندسين تابعة للجيش على ذخائر غير منفجرة في أربعة مواقع وسط مكان الحادث، أبرزها في شارع الأسفلت وشرعت فوراً في العمل على إبطال مفعولها دونما أن يؤثر ذلك على حركة المرور السريع التي انسابت بشكل طبيعي، بينما شرعت فرق وزارة التخطيط العمراني في الإشراف على انسياب حركة المرور وتسهيل مهمة فرق المهندسين العاملة بالموقع.
وافادت مصادر المركز السوداني للخدمات الصحافية بوجود تقدم كبير في التحقيقات والتعرف على أسباب الحادثة.
وكشف صلاح سر الختم، والي الولاية بالانابة للمركز أن وفداً عالي المستوى وصل إلى الولاية من وزارتي الداخلية والدفاع وجهاز الأمن والمخابرات الوطني للتحري حول الحادثة بجانب لجنة التحقيق التي شكلتها الولاية.
وتفقد سر الختم موقع الحادث امس ووقف على انسياب حركة المرور السريع ووجه بتذليل كافة العوائق لضمان استمرار انسيابها.
في سياق متصل، انسابت الحياة بصورة طبيعية في مدينة بورتسودان والمناطق المجاورة بلا تأثر بالحادثة ودون ان يتوقف أحد عن مزاولة أعماله وانشطته اليومية، إلا أن عدداً من الاهالي أبدى قلقه من تداعيات الحادثة على الأمن والحركة الاقتصادية في المدينة، خاصة السياحة.
في ذات السياق تحفظ رئيس لجنة الامن والدفاع بالمجلس الوطني محمد مركزو عن التعليق على الحادثة بحجة ان اللجنة لا تريد التأثير على مجريات التحقيق، ولكنه اشار لاتصالات تمت مع الجهات المختلفة لجمع المعلومات ووصف الاعتداء بالعدواني، وقال انهم يؤيدون اي اجراء يمكن ان تتخذه الدولة في هذا الصدد، واكد ان اللجنة ستفتح تحقيقا حول القضية وتستدعي الجهات المختلفة لتوضيح ملابسات العملية ومن ثم رفع الامر للبرلمان لاتخاذ القرار المناسب.
وقال نائب رئيس لجنة الدفاع كمدان جودة ان اللجنة ستشرع في تجميع المعلومات حول الحادثة وستطلب من الجهات المختصة وزارات الدفاع والداخلية وجهاز الامن تمليكها الحقائق حول القصف تمهيدا لوضع تقرير مفصل، ووصف الاعتداء بغير المقبول.
من جانبه، اعتبر النائب البرلماني المستقل عماد الدين بشرى الحادثة دليلا على افتقار البلاد لاجهزة الانذار المبكر التي تكشف الاختراقات، بجانب قوة العمل الاستخباراتي الاجنبي في السودان بدليل ضرب الهدف بدقة.
واكد ان الامر يتطلب الحسم والمحاسبة للمقصرين وعدم المرور على الحادثة مرور الكرام، باعتبار ان الامر يدخل في صميم سيادة البلاد و حمايتها من اي عدوان خارجي.
وافاد رئيس كتلة المعارضة اسماعيل حسين فضل ان الحادثة تعتبر تطورا خطيرا لاسيما وانها تكررت، واكد انهم فور استئناف جلسات المجلس الوطني الاسبوع المقبل سيدفعون بطلب لاستدعاء زيري الدفاع والداخلية «للتأكد من ان كان هناك هدف حقيقي لاسرائيل داخل السودان يجعلها تنتهك سيادة البلاد بهذة الصورة».
وتسأل فضل عن جدوى الانفاق الكبير من الموازنة على بند الامن والدفاع بينما تعجز الاجهزة الامنية عن تنفيذ مهامها الاساسية في حفظ امن وحماية البلاد، وشدد على ان القضية تحتاج مسألة حقيقية لتحديد بواطن الخلل، قائلا «لا يعقل ان يصرف على تلك الاجهزة كل ذلك الصرف وتأتي طائرة اسرائيلية وتضرب عمق مدينة بورسودان وتعود ادراجها سالمة».