ثروت قاسم
Facebook.com/tharwat.gasim
[email protected]
المبادرة الخيرة والجريئة ؟
بمبادرة خيرة وجريئة منه ، يقابل السيد الإمام قادة الجبهة الثورية في كمبالا يوم الأربعاء 23 أكتوبر 2013 .
نستعرض الخلفيات التاريخية والملابسات وتداعيات لقاء السيد الإمام مع قادة الجبهة في النقاط التالية :
اولاً :
+ في يوم الجمعة المباركة الموافق يوم 11 شهر 11 ( نوفمبر ) عام 11 ( 2011 ) ، وفي الساعة 11 والدقيقة 11 والثانية 11 ، تم الاعلان ، من ياي في غرب الأستوائية ، في دولة جنوب السودان ، عن أنضمام حركة العدل والمساواة ، لتحالف الجبهة الثورية السودانية ( تحالف كاودا ) … تحالف 11 ؟
+ تم تأسيس تحالف الجبهة الثورية السودانية ، في كاودا ، في ولاية جنوب كردفان ، في يوم الاحد الموافق 7 أغسطس 2011 ! الأعضاء المؤسسون هم الحركة الشعبية الشمالية ، وحركة تحرير السودان ( جناحي البطل عبدالواحد النور ، والقائد مني اركو مناوي ) !
وبأنضمام حركة العدل والمساواة لهذا التحالف ، يكتمل العقد الفريد المسلح !
+ في يوم الاثنين 14 نوفمبر 2011 ، وبعد 3 أيام من تكوينه ، أدان بان كي موون ، الامين العام للامم المتحدة ، تأسيس تحالف الجبهة الثورية السودانية ( تحالف كاودا 2 ) .
وعزا ذلك لسببين أثنين ، هما :
* يمكن لنظام البشير ان يرد علي اي هجوم مسلح ، ضد مواقعه ، من تحالف كاودا بضرب مواقع في دولة جنوب السودان ، مما يزيد من أحتمالات الحرب بين دولتي السودان !
* تكوين تحالف كاودا سوف يقود الي حرب بالوكالة بين دولتي السودان ، للعلاقة الوثيقة التي تربط الحركة الشعبية الشمالية بدولة جنوب السودان !
وعزا البعض هجوم بان كي موون على الجبهة الثورية الوليدة لأن الأمم المتحدة ضد حركة العدل والمساواة لمرجعياتها الإسلامية .
+ في يوم الأربعاء 2 مايو 2012 ، أستبعد مجلس الأمن الجبهة الثورية من قراره 2046، الذي يهدف لخلق تسوية سياسية بين دولتي السودان وبين دولة السودان والحركة الشعبية الشمالية .
+ في اكتوبر 2013 ، قدم الاتحاد الإفريقي توصية إلى مجلس الأمن تطلب فرض عقوبات ضد حركات دارفور الثلاثة الحاملة السلاح لرفضها التوقيع على إتفاقية الدوحة للسلام في دارفور .
الخناق يضيق على مكونات الجبهة الثورية .
+ لقاء السيد الإمام بقادة الجبهة الثورية سوف يُعطي الجبهة مشروعية وشرعية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، وربما ساعد في فك الخناق من حولها .
هذا مكسب سياسي كبير للجبهة ، مهما كانت نتيجة المفاوضات بينها والسيد الإمام !
ثانياً :
في يوم السبت 29 يونيو 2013 ، ومن منصة ميدان الخليفة في أمدرمان في ذكرى نصف شعبان المباركة ، كرر السيد الإمام للمرة المائة نداءاته الحبية الأخوية لقادة الجبهة بأن يصلوا إلى كلمة سواء مع المعارضة المدنية ، لأن الهدف النهائي واحد ، وإن تعددت الوسائل لبلوغه ؛ والمسيرة القاصدة واحدة وإن تعددت المسارات لإقامة ( نظام جديد ) ، بعد إسقاط نظام الإنقاذ ؛ نظام جديد بهياكل جديدة ، وسياسات جديدة ، ووجوه جديدة ؛ نظام دولة المواطنة المتساوية أمام القانون ؛ نظام يضمن السلام الشامل العادل
والتحول الديمقراطي الكامل .
قال السيد الإمام نصاً :
العناصر المكونة للجبهة الثورية هي أبناؤنا وبناتنا، ولا نريد لهم مزيداً من التضحيات التي في حالتي الفشل والنصر سوف تدخلهم في مواجهات بلا نهاية . كذلك لا يمكن لأية حركة مسلحة الدخول في مواجهة مسلحة مع دولة ما لم تجد دعماً من دولة أخرى ؛ فتكلفة نفر واحد مقاتل لا تقل عن ألف دولار في السنة . وتكلفة السلاح والذخائر وكافة المعينات باهظة للغاية، ولا تدخل دولة في مثل هذا الدعم دون شروط، هذا كان بالنسبة لنا من أهم أسباب قبول المصالحة في عام 1977م.
وتسآل السيد الإمام مستغرباً :
ثم لماذا مزيد من التضحيات ؟ وهنالك خيار آخر لنظام جديد ولتحقيق مطالب المهمشين؟ الخيار الآخر هو خيار قومي خال من العنف مفرداته:
* أن تقول الجبهة إنها تعمل لإقامة نظام ديمقراطي فيدرالي جديد يحقق مطالب الشعب السوداني المشروعة ، ويحقق مطالب المهمشين في السلطة والثروة والخدمات داخل وطن واحد.
* أن تقول الجبهة إن لديها قوى مسلحة لن تتخلى عنها إلا ضمن اتفاق سياسي لسلام عادل وشامل، وسوف تدافع عن نفسها وأهلها إذا هُوجمت في مواقعها.
وختم السيد الإمام نداءه بأن أكد بأنهم في كيان الأنصار وفي حزب الأمة مستعدون أن يتحالفوا مع الجبهة الثورية السودانية :
• المتطلعة لنظام جديد يحفظ حقوقها المشروعة ،
• والملتزمة بالخيار السياسي ووحدة الوطن وعدم الإستعانة بالأجنبي .
وختم السيد الإمام نداءه للجبهة الثورية مؤكداً :
إذا اتخذتم هذا الموقف ، فنحن على استعداد لهذا التحالف ، ولإبرامه فوراً ، وفي المكان المناسب.
صدق السيد الأمام في قوله ، فهو أسم على مسمى ( صادق صديق ) ؛ وتراه اليوم في كمبالا ( الوحيد ) من بين جميع قادة الأحزاب السياسية المعتبرة ، تجده بين ثوار الجبهة في كمبالا ، فالرائد لا يكذب أهله .
يفعل السيد الإمام ذلك والمخاطر الأمنية تحدق به من كل حدب وصوب . فهناك البعض ممن يتعطشون لدم السيد الإمام ، لا لذنب جناه سوى إنه يقول الحق ، ويعمل بالحق وللحق ، ببساطة لأن الوزن يؤمئذ الحق .
ذكرنا الأستاذ عباس محمود العقاد بمقولة للخليفة عمر بن الخطاب :
( يا حق … ما أبقيت لى حبيباً ) .
وحق لنا أن نقول فإذا كان هذا بسيدنا عمر بن الخطاب ، فما بالك بالسيد الإمام وهو يكابد الصراعات وقت اختلاط الحق بالباطل ؟
ثالثاً :
+ المقاومة المسلحة ناجحة في استنزاف نظام الإنقاذ ، ولكن تكوينها وأسلوبها وتحالفاتها لا تجعلها بديلاً قومياً مقبولاً.
+ تكوينها يفوح برائحة الإثنية والقبلية والمناطقية مجافياً للقومية .
تجد معظم قواعد وكوادر كل مكون من مكونات الجبهة الثورية ينتمي لقبيلة قائد المكون : الزغاوة في فصيل مني اركو مناوي وفصيل جبريل ابراهيم ، الفور في فصيل عبدالواحد النور ، النوبة وقبائل الفونج ( الوطاويط والهمج والقمز ) في الحركة الشعبية الشمالية .
وكل هذه القبائل أفريقية بإمتياز ، مما ينفر منها الشريحة الغالبة من سودانيي الشريط النيلي .
+ للأسف أرغم نظام الإنقاذ مكونات الجبهة الثورية على إتباع إسلوب الكفاح المسلح الخشن بدلاً من الأسلوب السياسي الناعم .
+ وهذا هو الأسلوب المفضل لدى نظام الإنقاذ ، لأنهم يحتكرون إستعمال السلاح كحكومة في السلطة . وقد أثبتت غزوة أمدرمان ( مايو 2008 ) ، وغزوة هجليج التي إحتلتها قوات حركة العدل والمساواة في الهجمة الأولى في أبريل 2012 ، وغزوة اب كرشولا ( مايو 2013 ) فشل أسلوب الكفاح المسلح ، في بيئة دولية وإقليمية تدعو لفض النزاعات سلمياً وسياسياً بالطرق والوسائل الناعمة .
+ إستمرارية الكفاح المسلح وضمان نجاح العمليات العسكرية للجبهة الثورية يفرض عليها الإستنصار بالاجنبي سواء بدولة جنوب السودان أو بدولة يوغندة ، الأمر الذي يضعف من مرجعياتها الوطنية ، ويسهل لنظام الإنقاذ إتهامها بالعمالة لقوى أجنبية .
رابعاً :
+ حينما راهن بطل أكتوبر علي ثورة أكتوبر 1964 ونجاحها ، كان جزءاً كبيراً من اسرة المهدي وكيان الانصار لا يوافق على ذلك الخط الثوري . ولكن البطل راهن على الثورة ، غير مبال برأي قومه في الأسرة والكيان ؛ وصدقت قراءته لاحقاً ، لأنه كان يرى بعيون زرقاء اليمامة ، ما لا يراه الآخرون .
+ ويتكرر نفس المشهد في أكتوبر 2013 .
فقد نصح الملأ من قومه السيد الأمام بعدم المجازفة والسفر إلى كمبالا متوكئين على الأمر الرباني ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) . ولكن السيد الإمام راهن على الجبهة الثورية في أكتوبر 2013 ، كما راهن على ثورة أكتوبر في أكتوبر 1964 .
ونجح في الرهانين ، وبإمتياز !
خامساً :
يتوسل السيد الإمام لقاء وعقد إتفاقات تفاهم مع قادة الجبهة ، وهو الأقوى ، والأكثر شعبية ، والأكثر قبولاً إقليمياً ودولياً .
+ في يوم الثلاثاء 7 أغسطس 2012 ، أبرمت الأيقونة مريم المهدي مذكرة تفاهم مع حركة مني أركو مناوي في كمبالا ، على هدى برنامج ( النظام الجديد ) الذي أبتدره حزب الأمة .
+ في يوم الخميس 15 نوفمبر 2012 ، أبرم السيد الإمام ، في لندن ، مذكرة تفاهم مع الجبهة الثورية ممثلة بالقائد ياسر عرمان . أتفق الطرفان على عقد لقاء مشترك على مستوى القادة للإتفاق على برنامج عمل وميثاق مشترك لإقامة ( النظام الجديد ) ، المبني على الخيار السياسي ، ودولة المواطنة في سودان واحد ، والمقاومة السلمية لنظام الإنقاذ ، وعدم الإستنصار بالاجنبي .
+ في يوم السبت 5 يناير 2013 ، فاجأت الجبهة الثورية السيد الإمام بإعلانها ( ميثاق الفجر الجديد ) من كمبالا . تنكر الميثاق لإتفاق لندن ، وأحتوى على 5 بنود مدابرة لإتفاق لندن والإتفاقات السابقة مع السيد الإمام ، وهي :
• تمسك الميثاق بالخيار العسكري كوسيلة من بين عدة وسائل للإطاحة بنظام الإنقاذ ؛
• طالب الميثاق بتفكيك مؤسسات الدولة ، وبالأخص القوات المسلحة السودانية ؛
• طالب الميثاق بحق تقرير المصير لشعوب النوبة والفونج ؛
* طالب الميثاق بعلمانية الدولة وفصل الدين عن السياسة ؛
+ ولم ينص الميثاق على عدم الإستنصار بالأجنبي .
لم يملك السيد الإمام إلا أن يردد الآية 65 في سورة يونس مواسياً نفسه :
( ولا يحزنك قولهم ، إن العزة لله جميعاً )
لم يجد الإحباط طريقاً لقلب السيد الأمام ، بل واصل في التواصل مع قادة الجبهة ، وكأن شيئاً لم يكن ، حتى تكللت مجهوداته بلقاء كمبالا التاريخي .
سادساً :
في يوم الأثنين 14 أكتوبر 2013 ، أعلن تحالف قوى الإجماع الوطني تسلمه من الجبهة الثورية ( الإعلان السياسي ) الذي قدمته الجبهة للتحالف وباقي الأحزاب السياسية للدراسة والتوقيع في يوم الأثنين 21 أكتوبر 2013 ، الذكرى 49 لثورة أكتوبر المجيدة .
تم تأجيل التوقيع على مسودة ( الإعلان السياسي ) من الجبهة الثورية ، وكذلك تجميد التوقيع على مسودة وثيقة التحالف ( دستور السودان الانتقالي ) ، لأجل غير مسمى في الحالتين ، بسبب اعتراضات بعض الأحزاب المنضوية تحت التحالف على بعض بنود الوثيقتين .
سابعاً :
لأول مرة إعترفت القوى الدولية الأكثر متابعة للشأن السوداني ( إدارة اوباما ، الإتحاد الأروبي ، بريطانيا وفرنسا ) أن الحلول الثنائية بين حكومة الخرطوم والجبهة الثورية لا تجدي . وباركت هذه القوى حل شامل لقضايا السلام والسلطة في السودان ، بوسائل سياسية ناعمة لا مساجلات قتالية خشنة .
كما ذكرنا آنفاً ، فقد قدم الاتحاد الإفريقي توصية إلى مجلس الأمن تطلب فرض عقوبات ضد حركات دارفور الثلاثة الحاملة السلاح لرفضها التوقيع على إتفاقية الدوحة للسلام في دارفور .
ثامناً :
رد السيد الأمام على الإتهامات العشوائية للبعض ، بأنه هو شخصياً ومعه كيان الأنصار وحزب الأمة لن يخشوا أن تستخدمهم الجبهة الثورية ، أو أمراء الإنقاذ ، او غيرهم من المنكفئين حصان طروادة ؛ فالعنقاء تكبُرُ أن تُصادا ؛ وما دام الهدف النهائي لمسيرتهم القاصدة هو إقامة نظام جديد ، بسياسات جديدة ، وهياكل جديدة ، ووجوه جديدة لبسط السلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي الكامل لدولة المواطنة المتساوية أمام القانون .
خاتمة :
نداءان :
الأول موجه لقادة الجبهة الثورية ، والثاني للسيد الإمام .
النداء الأول :
ندعو قادة الجبهة الثورية للآتي :
اولاً :
+ أن يجعلوا مرجعيتهم الحصرية في التفاوض مع السيد الإمام مصلحة الوطن ، ومصلحة الوطن حصرياً ؛
ثانياً :
+ أن يتناسوا خلافاتهم الشخصية السابقة مع السيد الإمام ، فالسيد الإمام أخ لبعضهم ، وأب لبعضهم ، وصديق صدوق لهم جميعاً ؛
ثالثاً :
أن يقولوا ( سمعنا وعصينا ) للمنكفئين من بعض قادة الجبهة الثورية ( الإمام فوبيين ) وزعامات حزب الأمة المنشقين الذين يسؤهم أن تصل الجبهة الثورية إلى إتفاق مع السيد الإمام ، مما يعني تهميشهم بل تصفيرهم وقذفهم خارج الشبكة ! ؛
رابعاً :
+ أن يتذكروا إن تحالفهم مع السيد الإمام في جبهة قومية موسعة سوف يعطيهم وقضيتهم النبيلة شرعية ومشروعية محلية ، وإقليمية ، ودولية .
خامساً :
+ أن يتذكروا إن الهدف النهائي لمسيرة السيد الإمام هو نفس هدفهم النهائي ، وهو إقامة ( نظام جديد ) بعد الإطاحة بنظام الإنقاذ ؛ نظام جديد بهياكل جديدة ، وسياسات جديدة ، ووجوه جديدة ؛ نظام جديد يهدف لإقامة دولة المواطنة ، في ظل السلام العادل والشامل ، والتحول الديمقراطي الكامل ؛
سادساً :
+ أن يتذكروا إن إدارة أوباما تضغط على الرئيس سلفاكير والرئيس موسفيني والجنرال السيسي ليفكوهم عكس الهواء ، ليضمنوا إستمرار تدفق البترول الجنوبي عبر أنابيب الشمال ، وبالتالي تخفيف أعتماد دولة الجنوب على المساعدات المالية الأمريكية ( راجعوا مقالة السفير برنستون ليمان في هذا الموضوع – اكتوبر 2013 ) ؛
سابعاً :
+ أن يتذكروا أن السيد الإمام أمام كيان الأنصار المنتخب ورئيس حزب الأمة المنتخب .
+ تكون كيان الأنصار الذي يقوده السيد الإمام في ديسمبر 1880 ، وتكون حزب الأمة في فبراير 1945 ، قبل ميلاد معظم إن لم يكن كل قادة الجبهة الثورية .
+ كان شعار حزب الأمة المرفوع وقتها ( السودان للسودانيين ) ، وكان شعار الحزب الوطني الأتحادي والأحزاب الإتحادية الأخرى وقتها ( السودان تحت التاج المصري والملك فاروق ملك مصر والسودان ) !
+ حاز حزب الأمة في آخر إنتخابات ديمقراطية ( 1986 ) على 44% من مقاعد البرلمان ، رغم توكيدات البعض بأن النميري قد قضى قضاءاً مبرماً على حزب الأمة ، بقوانينه التي دمرت الإدارة الأهلية .
+ ونفس الكلام يتم ترديده الآن ، بإن حزب الأمة قد فقد قواعده في مناطق نفوذه التقليدية ، التي صارت مناطق نفوذ الجبهة الثورية في دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان . ونسى هؤلاء وهؤلاء أن معظم القواعد والكوادر الحاملة السلاح والقادة الميدانين في الجبهة الثورية من الأنصار … ودونك القائدة الميدانية الأشهر ( أم جيش ) التي إستقالت من حركة عبدالواحد النور لأنه يتهم السيد الإمام بالوصاية والأبوية ، وهو الوحيد من بين قادة الجبهة الثورية الذي لم يقابل السيد الإمام حتي تاريخه .
+ ومع ذلك ، وربما لذلك يسعى السيد الأمام لملاقاتهم ، ببساطة لأنه كبير في المعاني والمفاهيم والقيم ، قبل أن يكون كبيراً في الحجم والعمر والتاريخ .
هنا تكمن عظمة الإنسان العظيم !
+ الغرض من هذه المقدمة الطويلة هي الطلب أن ينضم قادة الجبهة الثورية لمسار كيان الأنصار وحزب الأمة … الأعرض والأكبر ، والمسار المقبول دولياً وإقليمياُ ومحلياً ؛ بدلاً من الطلب من كيان الأنصار وحزب الأمة الإنضمام لمسار الجبهة الثورية ، مع العلم إن المسيرة واحدة والهدف واحد .
ورحم الله إمرأ عرف قدر نفسه !
ثامناً :
ليس عند السيد الإمام مال ولا خيل يهديها .
الذين ينتظرون الوظائف والراحات يمتنعون !
تاسعاً :
+ يفعل قادة الجبهة الثورية خيراً بأن لا يردوا السيد الإمام خالي الوفاض ، وأن لا يتركوا غصن الزيتون يقع من أيادي السيد الإمام ، وأن يقلبوا الهوبات للوصول إلى إتفاق مع السيد الإمام ، وقد راهن عليهم وعلى قضيتهم النبيلة ، بحياته وبكل مرتخص وغال .
الكرة في ملعب قادة الجبهة الثورية .
النداء الثاني :
قال السيد الإمام نصاً :
سنمضي في جمع أكبر قاعدة سياسية، ومدنية، ونقابية، ونسوية، وصوفية، وقبلية للنظام الجديد، ووسائل تحقيقه، في إطار قومي أوسع، ونرحب بكل من يريد الانضمام لهذه الجبهة الواسعة.
ندعو السيد الإمام لأن يعبر الريبكون ، وينجح في إستقطاب الجبهة الثورية ، وإقناعها بالإنضمام إلى مساره القاصد ، وجبهته القومية العريضة الواسعة ، لإستشراف المستقبل الواعد ، مستقبل أكتوبر الخضراء ، لكي تغني أرض بلاد السودان ، وتشتعل الحقول .. قمحا ووعداً وتمنـي ؟
هل ينجح السيد الأمام وتنجح الجبهة الثورية في الوصول إلى تحالف قومي عريض وواسع .
الرد على هذا السؤال المفتاحي في مقالة قادمة !