الصادق المهدي لـ “الشرق”: لجنة حكماء إفريقيا الأمل الوحيد لحل أزمة دارفور
الانتخابات هي الطريق الوحيد لحل مشكلة السلطة.. ولن نقاطعها وسنواجه التزوير
الخلافات في حزبي مجرد زوبعة يدعمها المؤتمر الوطني وسوف نعالجها
الخرطوم-صباح موسى:
أكد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي السوداني ورئيس الوزراء الأسبق بالسودان أن حزبه هو الأنشط في الساحة السياسية السودانية رغم كل الخلافات، التي وصفها بانها مجرد زوبعة في فنجان، ويدعهما الحزب الحاكم بالسودان.
وتوقع المهدى أن تعالج هذه المشاكل في شهرين، موضحا أن الأمين العام المنتخب في حزب الأمة القومي أثبت كفاءة عالية في الإدارة، وأن تصريحات نائبه مادبو تدل على اليأس، وأنه دخل الحزب بالمحسوبية.
وقال في حوار خاص لـ “الشرق” إن لجنة حكماء افريقيا هي الأمل الوحيد لحل أزمة دارفور، مؤكدا ان ازمة الاقليم يمكن أن تحل في شهر واحد لو توافرت الإرادة السياسية.
* في الفترة الأخيرة زادت حدة التوتر والمشاكل والتصريحات المضادة داخل حزب الأمة القومي. ما أسباب هذه المشاكل؟ وهل هناك مساع لاحتوائها؟
** حزب الأمة رغم انه معارض يتميز بأنه هو الأحرص على عقد مؤتمرات، وتجديد برامج، ومواكبة المتغيرات والمستجدات، ومؤتمرنا السابع الأخير، كان به 600 مؤتمر قاعدي، وهذه المؤتمرات صعدت 4100 مندوب ومندوبة للمؤتمر العام، وهؤلاء اجتمعوا، وأجازوا أجندتهم، وكانت مكونة من الدستور، ومراجعته، وتطويره، ومراجعة البرنامج ودراسته وإجازته، وكذلك انتخابات رئيس الحزب، وتم ذلك بأغلبية كبيرة، وموافقة كافة الأطراف، وبعد تكوين الهيئة المركزية، التي تتكون من 15% من أعضاء الحزب، طالبت بعض الأطراف بزيادة هذه النسبة، إلا أنه ظهرت مجموعة متحفظة على هذه الزيادة، وعندما أوضحت أننا اضطررنا للزيادات، بسبب مطالب معينة، وافقوا عليها، واتفقوا على أن يدخلوا في إجراءات الانتخابات، بعد أن قبلوا كل الأطراف المتنافسة، وفاز من فاز بمقاعد الأمانة العامة في الحزب، وتبادلوا التهاني على ذلك، وانتهى اجتماع الهيئة المركزية بهذه النتيجة، ولكن بعد ذلك بعض الناس الذين لم ينجحوا أثاروا تحفظات، حول الزيادات التي تمت، فاجتمعت بهم، وقلت لهم: اذا كنتم تعتقدون أن هذه الزيادات غيرت النتيجة، يمكن أن تدعوا للهيئة المركزية لقص الزيادات وطرح الثقة، وإذا كانت المشكلة خلافات سياسية، يمكن أن تدخلوا مع الأطراف الأخرى عملية حوار للاتفاق على تراض، واعلموا أن المؤسسات المنتخبة ستمارس عملها دون توقف، لأن الحزب عنده واجبات، فإن كنتم تريدون المراجعة عبر الهيئة المركزية، فلا مانع، وإن كنتم تريدون التراضي فلا مانع، واعلموا أن الحزب لن يقف.
مجرد زوبعة
* وهل هذه المشاكل أثرت على حزب الأمة القومي؟
** لا؛ هذه المشاكل مجرد زوبعة في فنجان، والحزب الآن أنشط بكثير، ويتبنى برنامج الوحدة الجاذبة، والجوار الأخوي، والاتفاق مع القوى السياسية السودانية، والدارفورية، وهذه الزوبعة يروج لها منافسو الحزب في المؤتمر الوطني وبعض الذين لم ينجحوا في المؤتمر العام.
* وما توقعاتك لهذه المشاكل؟
** هي محاولة عدم قبول بالنتائج الديمقراطية، وأتوقع أنها سوف تعالج بعد شهرين، وأؤكد أنه ليس هناك أي ثقل لأي إنسان خارج التنظيم، فكله خارج الحزب فردي، وأي إنسان خارج حزب الأمة هو سمكة خارج الماء.
كفاءات
* لمن صوّت السيد الصادق المهدي في انتخابات الأمين العام للحزب؟
** صوتُّ للثلاثة الذين تقدموا وسقط تصويتي، فأنا لم أقف مع أحد، فكلهم جماعتي، وعندما اتصلوا بي قلت لهم انني لم أدعم أحدا، ونرى أن إبراهيم الأمين كان أكثرهم تدريبا للكادر، ومحمد عبدالله الدومة كان أكثرهم منصبا حزبيا، وصديق إسماعيل كان أقلهم، ولكنه منذ انتخابه أثبت عن حق أنه قادر، ولديه قدرات إدارية وتعبوية ممتازة، وأثبت كفاءة عالية.
* وما تعليقك على تصريحات د.مادبو بأنك تريد أن تكوّن إمبراطورية داخل الحزب بأولادك وبناتك وأزواج بناتك؟
** هذا الكلام يدل على أن د.مادبو صار يائسا فهو الأسرة الوحيدة التي دخلت الحزب بالمحسوبية، وكان أخا مسلما وهو طالب، ودخل الحزب لأن والده كان قريبا من الإمام الهادي، ونتيجة لذلك عين مادبو وزيرا للدفاع، ودخل الوزارة بالمحسوبية، وليس لأنه عضو بالحزب، وكان مادبو مخالفا ومعاديا لحزب الأمة وهو طالب، ودخل الحزب على جناح والده. أما أنه يتكلم عن أبنائي وبناتي وأصهاري، فقد حدث ما حدث وهو موجود، فإذا علم ذلك وسكت فهو نفاق، وادعاؤه لهذا الكلام الآن باطل، فلم يأتِ أحد بالتعيين فكانت انتخابات، وعملنا تغييرا في الكيان السياسي بأن الإمام يجب أن ينتخب، فكلام مادبو دليل اليأس.
عدو
* وماذا عن ابنه الوليد الذي دارت بينه وبين بشرى ابنك مشاكل وصلت إلى الأمن الآن؟
** الوليد لم يكن حزب أمة، ولم يدخل، وظل يعادي حزب الأمة والأنصار، وصنف نفسه عدوا للكيان كله، ولذلك لم يدخل معنا في شئ.
* هل تعتقد أن المؤتمر الوطني خلف ما يحدث من مشاكل في حزب الأمة؟
** المؤتمر الوطني كان يعلم أن هؤلاء الناس كانوا أكثر رفضا للعلاقة بين الأمة والوطني، وكذلك مع مبارك الفاضل، ومع ذلك بعد الزوبعة، هؤلاء الناس ارتاحوا لشماتة الوطني، ومبارك، وحاولوا أن يعملوا معهم أعمالا مشتركة.
* هلا وصفت لنا ما يحدث من مشاكل داخل الحزب؟
** أصفه بأن الذين خرجوا عن الحزب شبعوا وقفزوا من المركب، وأن بعض الناس فسروا الحرية تفسيرا خاطئا، وأنا الوحيد الذي لم أُقِلْ أي عضو بسبب الحرية، ولست مستعدا لذلك، والحرية عندي الرأي والرأي الآخر، والمسألة ليست كما يقولون أنها تجديد فلدينا القدرة على ذلك.
لجنة
* عرضت عليهم إما إعادة الانتخابات أو التراضي. إلى أي مدى يمكن أن تتنازل في هذا التراضي؟
** المشكلة ليست خاصة بيني وبينهم هناك لجنة لذلك وهي المتولية الأمر.
* هل هناك نية للتوحد مرة أخرى مع مجموعة مبارك الفاضل؟
** قلت لهم من يُرد العودة، لابد أن يعترف بالشرعية، بأن يعودوا فرادى وليس كمجموعة، ووافق منهم يوسف تكنة، وعلي حسن تاج الدين، وهم الآن داخل حزب الأمة يمارسون نشاطهم داخل الحزب.
ملتقى جامع
* ننتقل إلى الهم العام في السودان كيف ترى الصورة؟
** الحل هو الملتقى الجامع للسودانيين، فدارفور الآن في طريق مسدود، وكل مفاوضات السلام بالبلاد غير واعدة، هناك أمل وحيد عن طريق مبادرة حكماء إفريقيا، لأنها درست الأوضاع أولا، وسوف تقدم اقتراحا للاتحاد الافريقي، واقترحنا عليهم أن يكون هناك ملتقى دارفوري جامع للقوى السياسية والمسلحة والقبلية والحركات تحت إعلان مبادئ. أما عن أبيي فيمكن أن يعود التحكيم بها إلى المربع الأول، نتيجة لعدم تفسير الحكم، ونريد تنويرا لكيفية التعايش بها.
الانتخابات هي الطريق الوحيد لحل مشكلة السلطة، ولكن حدث لها تشويه في المنطقة، فهناك استحقاقات يجب أن تدفع، ولن نقاطع الانتخابات بل سنقاطع التزوير فيها، وإذا لم تدفع استحقاقات الانتخابات.
تعجيز
* منذ أيام طالب تحالف من المعارضة السودانية وأنت منهم بحل أزمة دارفور أولا قبل الدخول في الانتخابات. ألا ترى أن هذا الشرط يمكن أن يكون تعجيزيا، خاصة أن حل ازمة دارفور يحتاج إلى وقت؟
** إذا توافرت الإرادة السياسية ستحل أزمة دارفور في أقل من شهر.
* هناك اجتماع مزمع عقده في جوبا بين الحركة الشعبية والمعارضة السودانية هل تحدد ميعاد انعقاده وهل هو تجمع آخر؟
** لا لم يحدد زمن الانعقاد فهو متروك للجنة المنظمة، وهذا الاجتماع ليس تجمعا آخر، وإنما هو لقاء للتفاكر حول مشاكل الوطن.
إعلان مبادئ
* وما تعليقك على الجهود المبذولة لتوحيد الفصائل الدارفورية؟
** في إطار إعلان المبادئ محاولة توحيد الفصائل الدارفورية مضيعة للزمن، وتوحيد الهدف يتلخص في قبول كل الأطراف لإعلان مبادئ موحد، كل المجهودات التي تصب في اتجاه الحل السلمي مرحب بها، ولكن التحضير والاستعداد مهم جدا، وهذا ما لمسناه فقط في مبادرة حكماء إفريقيا.
الشرق القطرية