الرئيس الراقص في حالة طوارئ:-
طالعنا في وسائل الإعلام مؤخراً مرسوم الرئيس الراقص عمر البشير الهارب من العدالة الدولية الذي أعلن فيه حالة الطوارئ في عدد من ولايات السودان الحدودية المتاخمة مع دولة جنوب السودان وهي ولاية جنوب كردفان من (أبيي,تلودي,أبو جبيهة,الليري,التضامن,الميرم,برام,كيلك) وفي ولاية النيل الأبيض (محليات الجبلين والسلام) وفي ولاية سنار (الدالي والمذموم) الرئيس الراقص عندما يختلط علية الحابل بالنابل ويبدأ “يلقط النبق” و “يشوت دفاري” يا إما طلق أو حرم أو أقال بعض وزراءه أو أساء لأوكامبو أو أمريكا أو إسرائيل أو تزوج … إلخ وتارة يتهم المخلصين من أبناء الوطن بالعمالة والارتزاق و بسبب سياسته العرجاء والمسترجلة وقراراته الغير حكيمة ومعاداته وسبه للمجتمع الدولي والمنظمات العالمية والأمم المتحدة ومجلس الأمن إضافة للمذكورين دون منطق أو وعي,أدخل البلاد في نفق مظلم شبيه (بجحر ضب ) فأصبح السودان على حافة الهاوية و منعزل دوليا وإقليماً ومحاصر اقتصادياً ومصنفه إرهابياً يعاني من جملة أزمات وأصبحت معظم حكومته مطالبة لدى المحكمة الجنائية الدولية بما فيهم هو ذاته , لما ارتكبه من جرائم فقد أباد 300 ألف من المدنيين الأبرياء من دارفور ونزح أكثر 3 مليون ولجأ نحو 700 ألف لاجئ في مختلف أنحاء العالم كما حرق ودمر أكثر من 30 ألف قرية وأصبحت رماداً كل هذا في عام واحد وما زال يواصل الإبادة والتطهير العرقي في جنوب كردفان والنيل الأزرق فقد نزح في تلك المناطق أكثر من 35 ألف , فهم يعيشون أسوأ حالات المعاناة دون مأوى أو مأكل أو مشرب وقام برفض دخول المنظمات الإنسانية لهم لكي يلاقوا حتفهم وصم أذنيه عن النداءات الدولية للسماح بدخول المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات لهم وحتى المنظمات الوطنية لم تقم بدورها مخافة من القاتل البشير , فيوجد من ضمن النازحين 7 آلاف طفل يقوم برعايتهم طبيب واحد فقط , فطالب الطبيب بزيادة الأطباء وتوفير المعدات الطبية والأدوية حتى يتمكن من إنقاذ أرواح الأطفال الأبرياء .
وعلى الجانب الآخر قام الرئيس الراقص بزرع الفتنة العنصرية والعشائرية بين مكونات الشعب السوداني وقضى علي كل موارد البلاد وأفقر شعبها تماما وجوعهم وشرد الكثيرين وقضى على الخدمة المدنية والجيش والأمن والتعليم والزراعة والصحة والتعايش السلمي والحريات كحرية الفرد والرأي والتعبير والأعلام والصحافة وقضى على هيبة الدولة وسيادتها وحول السلطة إلى حيكورة خاصة (بالحجرين) وبعض سماسرة الحرب والإنتهازيين والمُنخنقةُ والموقوذة والمتردِّية والنطيحة وما أكل السَّبعُ, وانكشف للعالم بأنه فقط مجرد (ديك العدة) كل ذلك في سبيل بقاءه في السلطة أي دكتاتورية هذه .علما بأننا نعيش في ظل حالة الطوارئ منذ العام 2003 م فعندما يعلن الرئيس الراقص حالة الطوارئ يعني ذلك مزيد من الإبادة والتطهير العرقي . فسكان المناطق التي أعلن فيها حالة الطوارئ ظلوا لعدة قرون يتعايشون مع بعضهم البعض دون مشكلات أو تدخلات كما أنهم يدركون جيدا أهمية العلاقة التي تربط بينهما لأن الذي بينهم اكبر بكثير من أهداف حكومة الإبادة والتطهير العرقي في الخرطوم فسكان المناطق هذه لا علاقة لهم بالحسابات السياسية , إن إعلان حالة الطوارئ تعني وقف تبادل المنافع و النشاط التجاري .
وللأسف ما زال حتى الآن البرلمان السوداني يقدم مقترحات إضافية بان يشمل حالة الطوارئ مناطق أخرى مثل ولايات الشرق وجنوب دارفور ومحليات أخرى في جنوب كردفان , وان تبرير رئيس البرلمان بأن إجازتهم لمرسوم رئيس الجمهورية يأتي في إطار عملية الضبط والرقابة وتنظيف جيوب المتفلتين والخارجين عن القانون . إنها لمخالفة صريحة للقانون وكل المواثيق والأعراف الدولية ومن الواضح أن نظام الإبادة في الخرطوم يريد من هذا المرسوم مواصلة المزيد من الإبادة والقيام باعتقالات عشوائية فالنظام يتخوف من تأييد ودعم المواطنين للجبهة الثورية السودانية لذلك يستهدف المواطنين الأبرياء دون ذنب ويضيق عليهم الخناق علي أن يعطي الحكومة الحق في التفتيش ومحاكمات غير عادلة لهؤلاء الأبرياء .
الطيب خميس
قيادي بحركة العدل والمساواة السودانية
[email protected]