أحمد محمود كانم
حتي لا ننسي محارق الهولوكوست التي جرت بمناطق وقري دارفور العريض علي امتداد سنين حربها الطويلة علي أيدي قوات ومليشيات حكومة المؤتمر الوطني .
هاهي الأيام والسنين تطوي تباعاً لتقف بنا اليوم علي ذكري أسوأ أيام شهدته منطقة “لبدو” التي اجتاحتها قوات ومليشيات مجرم الحرب الهارب المذعور عمر البشير .
حيث أمطرت طائراته – الانتنوف والابابيل ” رؤ
وس مواطني منطقة لبدو العزل براميل وقنابل في 17/12/2004 لتدعها أكوام رماد تغطي أشلاء العشرات من مواطنين عزل .
مع العلم أن هذا الهجوم لا يمثل بالنسبة لجرائمه في دارفور إلا قطرة من محيط أبشع الجرائم بحق الإنسانية جمعاء .
لا أجد في معاجم مفرداتي المتواضعة سوي هذه القصيدة ” محرقة لبدو ” التي حاولت من خلالها توثيق تلك الجريمة النكراء لتظل مخطوطة علي القرطاس تتلي في مثل هذا اليوم 17/12/ من كل عام ، لتحمل للرعيل القادم جزءاً من تلك المواجع التي أذاقتها حكومة البشير لأسلافهم العزل لا لشيئ سوي إنتمائهم لتلك البقعه الصغيرة التي تقع في خريطة مناطق جنوب دارفور – آنذاك- .
نص القصيدة
محرقة لبدو
.
أيا لبدو هلا علوت فخرا
بصمود بنوكي عند المدخل
غزاكي القوم من كل فج
نزلوا هناك بوادي المنهل
وحملنا نحوهم عتادا
كي لا
ينالوا منك حبة خردل
فأطلقوا النيران نحونا رشقا
وكان جوابنا صرخة قنبل
فكان الملتقى أعظم شاهد
لنزال بني العرين وأشعل
،،،، ،،،، ،،،،،
وجالت الطيران فوق رؤسنا
فأضحت النيران فوقا وأسفل
وتسابقت “الميجات” صوب ديارنا
كتسابق الظمآن صوب المنهل
فاطلقت الطيران أحدث قصف
وتصاعد الدخان كعود الصندل
فقضت علي الأملاك بكل حقد
فغدت صحراء رماد ومذبل
قتل ،ونهب ، واغتصاب، وحرق
تدمي الفؤاد وتدمع المقل
،،،، ،،،، ،،،،
قبيل الظهيرة تمت جلاؤنا
كأنما سيارة في البيد رحل
طفرت علي الخدود دموعنا
مودعة دار الحضان ومنزل
آه لذاك اليوم وويله
وبرد شتائه وقبح المقيل
ومكثنا حول “شعيرة” شهرا
وأياما مكث عسر ومهزل
فعدنا والعواصف تحثوا
علينا الرماد حثو الترمل
،،،، ،،،، ،،،،
فلا عاش من عاداك يوماً لنا
نعم التراب ومهد صبانا الأول
.
كلمات :
أحمد محمود كانم