القمة العربية الأفريقية

القمة العربية الأفريقية
قرارات طموحة على الورق .. الواقع المرير يسبب الأرق !.
بعد ثلاثة وثلاثون عاماً من الانقطاع اجتمع زعماء العرب والأفارقة  في قمة عربية – افريقية بمدينة ” سرت الليبية  لتنسيق الأوضاع العربية الأفريقية من اجل تأسيس شراكة إستراتيجية بين المجموعة العربية والأفريقية في فضاء استراتيجي يحمي المصالح المشتركة المزمع تأسيسها في المستقبل القريب !, ويأمل المجتمعون في القمة أن تفرز قراراتهم الطموحة  تعاوناً اقتصادياً ,وحراكاً تجارياً في أسواق المنطقة , بالإضافة إلى إعادة التواصل وتعزيز الصلات  والروابط التاريخية التي انقطعت إبان  الزحف الإمبريالي الاستعماري على العالمين العربي والأفريقي في القرنين الماضيين .
أعتذر الزعيم الليبي معمر القذافي باسم المجموعة العربية عن مغامرات أثرياء العرب في تجارة الرقيق في إفريقيا كمبادرة حسن النوايا وتلطيف أجواء القمة ..!.كانت العلاقات التجارية مزدهرة بين إفريقيا والعالم العربي والإسلامي  قبل الاستعمار الغربي , عشرات القوافل التجارية عبر الصحراء الكبرى إلى عمق إفريقيا شهرياً , وكانت منتجات إفريقيا من التوابل ” بهار ” والعاج وريش النعام والذهب والأبنوس..الخ,  أهم السلع الرائجة  في العالم العربي والشرق الأوسط يومذاك !. 
يأمل زعماء الأفارقة المجتمعون في القمة أن يجد المال العربي طريقه إلى إفريقيا , – القارة البكر التي تجذب الاستثمار الأجنبي.. والغنية  بالموارد الطبيعية , منها  الزراعية والغابية والثروة الحيوانية , والتعدين والتنقيب , . 
هل يستطيع قادة الأفارقة هذه المرة جذب الأموال العربية إلى إفريقيا ؟
ما هي المتطلبات والضمانات الجاذبة للمليارات العربية إلى إفريقيا  ..؟
هل تستطيع إفريقيا ان تستثمر هذه المليارات – ان وجدت !- وتستفيد منها بطريقة مثلى !؟ .
المليارات العربية عبارة عن ودائع في المصارف الغربية , غالباً تذهب هذه الودائع كصفقات أسلحة أو رشاوى تدفع مقابل درئ مفاسد  وفضائح القادة والزعماء العرب .
كثير من الحكومات عربية لا تثق في قدرة الأفارقة في الاستثمار أو
(Saving!) لأسباب التاريخية المعروفة , في هذا السياق كان العرب من أكثر المشككين في قدرة الأفارقة في تنظيم مونديال 2010م في جنوب أفريقيا , الذي فاق جميع ” المونديلات “كأفضل تنظيم للمونديال على الإطلاق .
في المقابل تعتبر إفريقيا من أكثر القارات العالم  إنتاجا للحروب والنزاعات لاسيما إفريقيا جنوب الصحراء التي تتصدر قائمة أزمات العالم . , وتفتقد إفريقيا إلى الأيدي العاملة الماهرة  المدربة التي تعينه على الاستثمار والابتكار .
تفتقد معظم بلدان إفريقيا لمتطلبات الجاذبة للاستثمار مثل , البنية التحتية , والشفافية والمصداقية , والاستقرار  الاقتصادي والسياسي, . وترزح تحت بيروقراطية
(bureaucracy ) والرشوة والمحاباة وتنقصها المنافسة الشريفة .
تفتقد العقلية الأفريقية إلى ثقافة
(saving  ) أو تعامل مع رأس المال بصورة المطلوبة , هذه مشكلة غالبية  المجتمعات ما قبل الرأسمالية..! , مما يجعل المليارات عرضة للخطر وبالتالي المؤسسات والشركات للإفلاس. 
صدق من قال قرارات طموحة على الورق .. والواقع المرير يسبب الأرق !!
 حامد جربو /السعودية
[email protected] 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *