الحركة الشعبية لتحرير السودان:ترجح التحاق جنوب السودان بالجامعة العربية
وتصف الهيمنة الاسرائيلية بانها اتهامات زائفة
تقرير: سحر رجب
نفى الامين العام لمكتب الحركة الشعبية بمصر والشرق الاوسط، عماد الخور، نفى ل” المهمشين” وجود أى علاقة على أرض الواقع بين الحركة الشعبية ودولة اسرائيل، وقال أنه حتى الان لاتوجد لدى الحركة الشعبية أو حكومة جنوب السودان، أى نية مبيته لتجسير علاقات تربط دولةجنوب السودان المزمعة باسرائيل، وعلل قائلا: انه حتى الان لم تقم فى الجنوب دولة من حقها اقامة علاقات دولية، فمازالت حكومة الجنوب تعمل وفق سياسات الدولة الام فى السودان، وان الحديث عن هذه العلاقات كلام سابق لاوانه، وعندما يحين وقته فأن دولة جنوب السودان ستكون رهينة سياسات واستراتيجيات طبقا لما يقره برلمانها بحسب مصالحها وارتباطاتها، وحينها سوف لن تكون فى حاجة لاستئذان أحد لاقامة هذه العلاقات ، وعلى الحادبين على عدم وجود علاقات مع دولة بعينها عليهم خلق المصالح التى تخدم شعب دولة جنوب السودان وتوثق علاقته بهم.
وفى تضاد مع هذا الحديث رجح الخور، أن تحذو دولة جنوب السودان حذو تشاد والصومال وجيبوتى، وهى الدول الافريقية ضمن جامعة الدول العربية، وتلتحق بالجامعة العربية، مبينا العلاقات التاريخية والدور الفعال الذى قامت به الجامعة العربية فى دعم التنمية بجنوب السودان ومساهمتها فى توقيع اتفاقية السلام الشامل فى السودان، والتى أوقفت الحرب وأعطت الحق لاهل الجنوب لتقرير مصيرهم، بالاضافة للمساهمة الفعالة فى حل مشاكل جنوب السودان وتنميته، التى ظلت ومازالت دول عربية تقوم بتقديمها على رأسها مصر ودول الخليج والسعودية، وبالتالى لم يستبعد الخور أن يكون هناك كرسى لدولة جنوب السودان بالجامعة العربية من ضمن تمثيلها فى التجمعات والتكتلات الاقليمية والدولية الاخرى،وأضاف قائلا: أن هذا التمثيل قد يكون تمثيلا دائما أو مؤقتا حسب ماتقتضيه سياسات الدولة الوليدة فى جنوب السودان.وأردف الخور، أن الرئيس السودانى الجنوبى سلفا كير، قد أشار فى لقاء له بالامين العام لجامعة الدول العربية، أشار الى امكانية وجود تمثيل لجنوب السودان بالجامعة العربية، مبينا أنه مما لاشك فيه سيكون هناك ذوى توجهات اسلامية وعربية داخل برلمان دولة جنوب السودان، وهى كتلة لايستهان بها فى الجنوب،ونتوقع مطالبتهم بوجود كرسى فى الجامعة العربية لدولة جنوب السودان، سواء كان تمثيلا نسبيا او عضوية دائمة.
من ناحية أخرى وفيما تعلق بوجود كم كبير من الوحدويين الجنوبيين بدولة جنوب السودان، كما اتضح فى نتيجة الاستفتاء، قال الخور ، بأن من صوتوا لوحدة السودان لايشكل اى من انواع التهديد لدولة الجنوب ، ففى بداية الامر كان المرجو أن تدفع الوحدة الجاذبة كل ابناء الجنوب لتفضيل خيار وحدة السودان ، ولكن بسبب ممارسات حزب المؤتمر الوطنى السودانى الخاطئة حبذ الجنوبيون الانفصال، مما دفع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير، للتصريح بأن الانفصال قد اصبح أمرا واقعا، وصوت للانفصال فى ظل وجود سياسات حزب المؤتمر المنصبة حول مزج الدين بالسياسة، وان الاقلية التى صوتت للوحدة لها الحق فى ممارسة حريتها التى منحتها اياها عملية الاستفتاء واتفاقية السلام ، وهم نسبة قليلة لن تستطيع التأثير على القرار فى دولة جنوب السودان القادمة.
اما بالنسة للمتطلبات البرتكولية لدولة جنوب السودان المزمعة، قال الامين العام للحركة الشعبية، لقد دعت حكومة جنوب السودان شعبها منذ فترة للمشاركة لمسابقة لتقديم كلمات للنشيد الوطنى للدولة الجديدة ، وقد تم الاتفاق حول نص محدد للنشيد الوطنى، أما العلم، فحتى الان نرفع علم الحركة الشعبية، التى ناضلت من أجل شعب جنوب السودان، لاعتبارات نضالية وتحررية ، وعموما فأن شعب جنوب السودان سيقرر عبر برلمانه ودستوره فيما اذا كان علم الحركة الشعبية سيستمر كعلم للدولة الجديدة ام لا، وكذلك سيكون الامر فيما تعلق بتسمية الدولة الجديدة وغيرها من مراسيم.
ولفت الخور، الى ان القيادة السياسية لجنوب السودان هى من سيضع الرؤية الكاملة للدولة الجديدة وسياساتها بمشاركة الاحزاب الجنوبية الاخرى ، ورغم ان دولة جنوب السودان اصبحت واقعا الا ان حكومة جنوب السودان الحالية بالاضافة لاحزاب الجنوب الاخرى ، ستكون حكومة وحدة وطنية وستستمر فى ادارة شئون جنوب السودان حتى شهر يوليو القادم ، وستتضح سياسات هذه الحكومة بعد أن ترسى دولة جنو ب السودان دعائمها على ارض الواقع.
وعلى صعيد آخر وبخصوص مستقبل الدولة الام فى شمال السودان بعد الانفصال، توقع الخور، مستقبلا مظلما لهذه الدولة فى ظل وجود حزب المؤتمر الوطنى على رأسها، على حد قوله، وقال: أن المؤشرات تدل على ان دولة الشمال ستصبح دولة شبه يتيمة تتكالب عليها الحروبات والازمات من كل النواحى ومن داخل السودان من غربه ومن شرقه وحتى من الشمال الذى سيكون له مشاكله مع القصر الجمهورى فى الخرطوم ، وبالنسبة لنا فى جنوب السودان فسنرحب بالشماليين فى الجنوب، وستضع اللوائح التى تضمن معاملتهم كمواطنين من الدرجة الاولى هناك اسوة بمواطنى الجنوب، ولكننا نتخوف من معاملة مواطنى الجنوب فى شمال السودان بفعل تصريحات حزب المؤتمر الوطنى المعادية لهم والتى تؤكد هذا التخوف ، تلك التصريحات التى تدل على وجود حقد دفين على كل مواطن سودانى مهمش وأن عليه الا يرفع صوته فى الخرطوم.
كما شكك الخور، فى اتمام عملية المشورة الشعبية، بنزاهة، وهى العملية السياسية التى حددها برتكول فى اتفاقية السلام السودانية، بشأن مناطق جبال النوبة والنيل الازرق،يقوم بموجبها البرلمانيين من ابناء المنطقتين بالتفاوض مع الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى ويحددوا فيما اذا لبت الاتفاقية مطالبهم ام لا، واذا انهارت هذه المفاوضات فأن من حق ابناء المنطقتين الانفصال السياسى والحكم الذاتى ،وقال الخور، بأن هذه المطالب لم تتحقق بعد فهناك نسبة 2% من البترول يجب ان تخصص للمنطقة ولم تضاف للاقليمين طوال خمسة سنوات اعقبت توقيع اتفاقية السلام ، كما أن المؤتمر الوطنى يعتبر ان هذه المناطق هى اماكن نفوذ ه فى السودان، بالاضافة لعدم تسليط الضوء دوليا على هذه المشكلة بالقدر الكافى مثلما حدث مع مشكلة جنوب السودان، يؤدى هذا لتشجيع المؤتمر الوطنى للتلاعب بحقوق مواطنى المنطقتين، واشار الخور لمشكلتين هنا وهما ان الوالى الذى يتم تعيينه على هاتين المنطقتين لابد وأن يكون من ابناء المنطقة وذلك لاستدامة السلام واستقرار المنطقة، وهذا امر قد لايقبله المؤتمر الوطنى، كذلك اثبت احصاء سكان المنطقة وجود تلاعب وتزوير قام به المؤتمر الوطنى، مما ادى لاعادة اجراء هذا الاحصاء وهذه خطوة مبكرة فى ابداء عدم النزاهة، ولكننا موقنون بأنه اذا حدث اى نوع من التلاعب فى اجراء المشورة الشعبية فى جبال النوبة والنيل الازرق، فستنطلق شرارة أخرى لتقسيم ماتبقى من السودان، لذلك نحذر المؤتمر الوطنى من التلاعب بأرواح المواطنيين وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لهذه المناطق، كما حذر الخور المؤتمر الوطنى بعدم دعم المليشيات والدفاع الشعبى لخوض حرب بالوكالة فى المنطقتين.
وأكد الخور عدم امكانية حل مجمل القضايا العالقة بين شمال وجنوب السودان خلال الفترة الانتقالية فى الستة اشهر القادمة ، وعلى الاخص مشكلة ابيى ومشكلة الحدود والديون الخارجية والاصول الثابته والجنسية وتداخل الرعاة، مشيرا لامكانية امتداد معالجة هذه القضايا لسنين قادمة لافتا الى ان ايقاف حرب جنوب السودان قد اقتضى فترة تزيد عن خمسون عاما.
وعن كيفية تطوير البنية التحتية لاقامة دولة فى جنوب السودان، قال الخور، ان دولة جنوب السودان مازالت فى طور الميلاد ، وستستغل حكومة جنوب السودان هذه الفرصة وستبذل كل جهودها للقيام بدور تاريخى لقيام دولة قوية وحديثة فى الجنوب، وان الحركة الشعبية لحرير السودان، تعتمد على الكثير من الدول الصديقة والشقيقة فى مد يد العون لهذه الدولة فى هذه المرحلة، لاستغلال الموارد الطبيعية الغنية الموجودة فيها ، ونحن نعتبر ان الولايات المتحدة الامريكية والدول العربية فى مقدمتها مصر والاتحاد الاوربى، هم من ساعدوا فى تنمية الجنوب ونتوقع استمرار اسهامهم لحين قيام هذه الدولة فى جنوب السودان ، وان على الذين يتحدثون عن فشل متوقع لدولة جنوب السودان ان يتوجهوا بالسؤال عن اسباب هذا التوقع لكل من حكموا جنوب السودان خلال الحقب المختلفة وعن الاسباب التى ادت بجنوب السودان لهذا الحال.