حسن اسحق
بعد خطابه المرتجل والسريع،وفضحته العبارات التي لم تصادفه في تاريخه الرئاسي،فارتبط خطابه باللغة السوقية تخصص فيها من سائر رؤوساء العالم، ومثال المحكمة الجنائية تحت جزمتي، والدغمسة، وغيرها من العبارات ينبغي ان تضع في ارشيف اللغة البغيضة المرتبطة به. ما انتظره الجميع كان بعيدا عن الحلم المتوقع والامل المرتجي،كان أشبه بكابوس شخص، راودته أحلام تنحيه من الكرسي، فتعجبوا من القفز و(النط)، ابهرهم بفوضاه اللغوية، كان يخاطب الحضور في قاعة الانتهازية، ضمت مجموعات كانت تترقب تنازله لتستلم القيادة في هذه الفترة،خرجوا من القاعة وندموا علي حضورهم الذي لم يكسبهم سوي الغضب وادانة اسلوبه الخطابي، قالوا انه لم يأتي بجديد حسب قولهم، واذا كانوا يعرفون ان هذه خطاباته، لماذا انضموا الي فرقة المخدوعين من الاساس . وهناك من اراد ان يبرر محتوي خطاب المفاجأة او (النطة)، لم تكن هي الاوراق المعدة لمخاطبة الشعب السوداني، بعد انتظار اسبوعي، وكثرت التعليقات، تم استبداله في دقائق وثواني، ولم يعلم الرئيس بمحتواه في الاصل، وتحولت من مفاجأة الشعب الي مفاجاة نفسه، كان كالاصم في الاحتقال، يراهم يرقصون، ولا يعرف من يقوله الفنان، هل صار الرئيس كالاصم في(الطرب)، وهل ينطبق هذا الامر، عند قيامه بالانقلاب، هل كان يعلم خطابه الانقلابي، خطاب انقلاب؟، وهل في الداخل الرئاسي مجموعة تعمل من دون علمه، تخطط له، وهو ينفذ فقط. واخيرا علموا ان الخطاب حدث فيه خطأ، والثلاثاء القادم ستقدم ورقات اخري لشرح ما تقصده الوثبة
الانقاذية، وشرح ما يقصده الرئيس في قاعة الصداقة، ويفسر ان النقاط الهامة التي لم يفهمها البشير نفسه في وثبته التي سقط فيها من دون علمه . ان النظام كان يرغب في تغطية جراحه المعدية وسمومه تأذي منها الجميع ،والدواء الذي قدم منتهي الصلاحية، كالادوية عابرة المطارات والحدود. ان الشارع العام تعامل معه باستهتار شديد بعد الإلقاء الاخير، وقالوا انه
كان مغيبا في اللغة، ومعتقدا انه رئيس الحزب والدولة المفكر، ان رئيس كهذا لا يجيد الخطب الدبلوماسية والرئاسية، فاللغة تشبهه هي الدغمسة وتحت جزمتي، و(الدايرنا غير الله اليجي يقعلنا ) ، و(مابنسلم زول للجنائية،ولو بقي جلد كديس نسويبيهو مركوب). ان اليد السفلي الامنية ظهرت ، وانقلبت عليه في الدقائق، وبعثرت اوراقه علي السفينة الغارقة والبيت
المحروق، ومازال يبحث عن ماتبقي خطاب ليفتتح به دوري الوثبة في الثلاثاء القادم،قد يصادف دوري ابطال اوروبا…
[email protected]