الترابي يشارك وغموض في موقف المهدي والميرغني والشيوعي يقاطع…السودان: انقسام في صفوف المعارضة حول مقاطعة الانتخابات
الخرطوم ـ “الشرق” ووكالات:
انقسمت أحزاب المعارضة السودانية بشأن مقاطعة الانتخابات العامة في البلاد، ففي حين أعلن حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي انه يعتزم خوض الانتخابات على كل المستويات، أطلق حزبا الأمة برئاسة الصادق المهدي ، والاتحادي الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني إشارات متضاربة بشأن مقاطعة الانتخابات، وذلك بعد يوم من إعلان الانسحاب من الانتخابات الرئاسية السودانية. أما الحركة الشعبية لتحرير السودان، فقد أعلنت انسحابها من السباق الرئاسي مع المشاركة في الانتخابات على كل المستويات الأخرى في الجنوب والشمال باستثناء دارفور، بينما أعلن الحزب الشيوعي مقاطعته الكاملة للانتخابات على كل مستوياتها.وعلى ضوء المواقف الحالية فقد انحصر السباق على الرئاسة بين الرئيس عمر البشير مرشح حزب المؤتمر الوطني وعدد من المرشحين المستقلين الذين لا يحظون بفرص كبيرة في منافسة البشير.
وانقسم اثنان من أكبر الأحزاب السودانية أمس الجمعة بشأن مقاطعة التصويت في نفس اليوم في الانتخابات البرلمانية والإقليمية. وظهر أكبر حزبين معارضين وهما حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي منقسمين أمس الجمعة بشأن مقاطعة عمليات التصويت الأخرى أيضا مما زاد من حالة عدم اليقين التي تخيم على الانتخابات.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان سكوت جريشن وصل الى الخرطوم في محاولة لإنقاذ الانتخابات. ولم يتمكن حتى الآن من تحقيق مصالحة بين المعارضة وحزب البشير الحاكم حزب المؤتمر الوطني. ومن الممكن أن يؤدي أي قرار من جانب حزب الأمة والحزب الاتحادي بمقاطعة الانتخابات بكل مستوياتها إلى تقويض الانتخابات كما يمكن أن يدفع المراقبين الدوليين إلى إعادة النظر في مهمتهم. وقال مصدران في المعارضة لرويترز إن حزب الأمة على الأرجح لن يتخذ قرارا بمقاطعة كاملة للانتخابات مع وجود الانقسام الحالي. وقال أحد المصادر “استثمرت الكوادر الدنيا (في أحزاب المعارضة) وقتها ومالها الشخصي في حملاتهم… ربما يشهدون ثورة إذا قرروا المقاطعة الكاملة.” وقال الحزب الاتحادي أثناء اجتماع لأحزاب المعارضة يوم الخميس إنه سيقاطع الانتخابات تماما. لكن مصادر بالحزب قالت إنه بدا أمس الجمعة مذبذبا بشأن المقاطعة. ويجري الحزب محادثات مع المعارضة ومع حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وجاءت هذه الخطوة بعد الإعلان المفاجئ يوم الأربعاء للحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الأكبر في جنوب البلاد عن سحب مرشحها للانتخابات الرئاسية ياسر عرمان ومقاطعة كافة الانتخابات في دارفور مبررة ذلك بالصراع الدائر في الإقليم وبمزاعم بوقوع تلاعب. وكان الكثيرون يعتبرون عرمان المنافس الرئيسي للبشير الذي أصبح فوزه الآن شبه مؤكد. وسخر مسؤول رفيع في حزب المؤتمر الوطني من أساليب المعارضة وقال إن المعارضة تنسحب لأنها متأكدة مسبقا أنها في سباق خاسر. وأضاف إبراهيم الغندور لرويترز إن ذلك لا يؤثر على شرعية الانتخابات نفسها. ومن خلال مقاطعتها للانتخابات الرئاسية ترغب هذه الأحزاب في نزع الشرعية عن محاولة الرئيس السوداني عمر حسن البشير للفوز بفترة رئاسية جديدة.والبشير مطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال حملة مواجهة التمرد في دارفور. وينفي البشير وجود اختصاص للمحكمة الجنائية الدولية بالمسألة.