البشير اليوم في جوبا.. والحركة الشعبية تجدد رفضها سحب مرشحها لصالحه
أتيم قرنق لـ «الشرق الأوسط»: محاولة المؤتمر الوطني التحالف مع الحركة ترويج لبضاعة بائرة
لندن: مصطفى سري
اعتبرت الحركة الشعبية إصرار المؤتمر الوطني على التحالف معها في الانتخابات المزمع إجراؤها في أبريل (نيسان) لا طائل منه، ووصفت محاولة حزب البشير التحالف معها بأنها ترويج لبضاعة «بائرة» لن تشتريها الحركة. وشددت على رفضها التنازل عن ترشيح ياسر عرمان للانتخابات الرئاسية لصالح البشير.
وكشفت عن أن البشير سيقوم بزيارة إلى جوبا اليوم في محاولة أخيرة لإثناء قيادة الحركة عن مواصلة ترشيح عرمان للانتخابات الرئاسية.
وقال نائب رئيس المجلس الوطني (البرلمان)، القيادي في الحركة الشعبية، أتيم قرنق لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة البشير المعلنة اليوم إلى جوبا هي لتدشين حملته الانتخابية في الجنوب، لكن الواضح أنه ذاهب للبحث عن تحالف مع الحركة الشعبية في الانتخابات المقبلة، وأن تسحب الحركة مرشحها للانتخابات الرئاسية ياسر عرمان. وأضاف: «هذا يعبر عن قصور سياسي للمؤتمر الوطني، لأننا لسنا جزءا منه، ونحن شراكتنا مع المؤتمر الوطني لتنفيذ السلام والتحول الديمقراطي»، معتبرا أن التداول السلمي للسلطة يعني إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وأنه يحق لكل حزب أن يقدم مرشحيه في كل المستويات، بما فيها الرئاسة، وتابع: «حديث المؤتمر الوطني عن تحالف مع الحركة محاولة لبيع بضاعة بائرة، فهو يهاجمنا في الإعلام، ويعرقل تنفيذ اتفاقية السلام وترسيم الحدود، ويضع العقبات أمامها، فكيف نتحالف معه؟»، وقال: «ليس هناك ضمان أن نتحالف مع المؤتمر الوطني أو البشير، وإذا قبلت الحركة بذلك فإنها ستضيع مستقبل السودان»، وأضاف: «إذا فاز البشير فإن الحركة الشعبية موجودة.. لكننا لن نتنازل عن ترشيح ياسر عرمان للانتخابات الرئاسية، لأن غالبية الشعب في الشمال والجنوب، وكل أنحاء السودان، تؤيد عرمان».
من جهته قال القيادي في الحركة الشعبية وليد حامد لـ«الشرق الأوسط» إن البشير لم يعلن مباشرة أنه ذاهب لإثناء الحركة عن مواصلة ترشيحها لياسر عرمان للانتخابات الرئاسية، لكنه استدرك وأضاف: «من الواضح أنه ذاهب لذلك، وهم يعلمون أن الحركة موقفها واضح، وأكد ذلك رئيسها سلفا كير أكثر من مرة، آخرها في تدشين حملته في جوبا الأسبوع الماضي».
وتابع: «سبق لسلفا أن قال لقادة المؤتمر الوطني إن ترشيح ياسر قرار المكتب السياسي للحركة، وإن الوقت متأخر لسحب عرمان من الانتخابات الرئاسية»، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطني أرسل العديد من الوفود إلى جوبا للحديث عن تحالف مع الحركة، آخرها الأسبوع الماضي بزيارة مستشار البشير للشؤون الأمنية صلاح عبد الله «قوش»، وقال: «لقد سبق أن طرح نائب الرئيس علي عثمان محمد طه على قيادة الحركة بشكل غير مباشر سحب ياسر»، وأضاف أن المؤتمر الوطني شعر بخطورة موقفه في الانتخابات، لذلك فإنه ظل يهدد بعدم تسليم السلطة في حال عدم فوز البشير».
وفي السياق ذاته، أكد وزير الدولة للعمل ومرشح الحركة لولاية الجزيرة، محمد يوسف، أن برنامج الحركة الانتخابي هو توظيف طاقة الناس وفق دراسة موضوعية، وذكر أن هناك جملة من المواقع الشاغرة في مؤسسات الدولة لا يعبأ بها «الماسكون» على الأمر، لا سيما أنهم يصرون على تكسير القطاع العام، وتقديم خدمة رديئة وناقصة للشعب، وظلم المفصولين.
وأشار إلى وجود 200 ألف وظيفة شاغرة يفتقر إليها التعليم العالي، و250 ألف وظيفة للصحة، لإقامة مؤسسات خاصة بهدف الربح وخدمة مصالح خاصة مباشرة، وشدد على ضرورة إضافة الخريجين في العشرة الأعوام السابقة لقبيلة المفصولين.