الانتفاضات الشعبية السلمية فى الهامش تهدد أمن ولأءة الموتمر الوطنى
بقلم / حماد صابون – القاهرة
ان التجارب التاريخية فى ثورات الشعوب فى العالم تاكد بان اطالة الوقت فى احداث التغير لا يؤدى الى موت الثورة، انما الاطالة يحدث فيها تنامى وتطور فى ادوات التغير ، ولذلك وصف المراقبيين للثورة السودانية انها تسير بمعدل السرعة ( السلحفاوية ) ولكنها قادرة لبلوغ غايات الوصول لأسقاط النظام من غير شك ، وان هنالك فرق كبير بين انتفاضة الشعب السودانى فى 2012 وبين الانتفاضتين السابقاتين فى ابريل واكتوبر ويتلخص الفرق بان الثورتان كانتا فقط فى الخرطوم ولكن انتفاضة هذا العام منطلقة فى جميع اقاليم السودان لان انتفاضات الخرطوم الاولى لم تعالج الازمة السودانية وبل اتت باسم الديمقراطية وجاءت مارست اشياء ليس لها علاقة بالديمقراطية وكذلك ان معدلات الواعى فى صراع المركز والهامش لم تتطور بمستوى التطور الذى نشهده اليوم داخل منظومات الهامش المدنية ونتيجة هذا الواعى عبرت عن انسحابها من الاحزاب التقليدية ذات المرجعيات الدينية واسست لنفسها مؤسسات اخرى تعبر عن مظالمها التاريخية( حرات ) وعبرها اخترقت المحافل الدولية التى اكسبتها خبراءت الالمام القانونى والحقوقى لمناصرة قضاياها السياسية والثقافية التى لم تعترف بها المركز فى صراعها مع الهامش .
ان التطور الخطير فى الحراك المدنى الاحتجاجى فى الهامش انها كشفت للمراقبيين عدة اشياء تهدد استمرار النظام منها :
1/ تاكيد ان النظام غير مسيطر على مدن الولايات بحق وحقيقة ولا تسطيع ان تمنع تطور هذا الحراك السلمى الذى عبر عن رفضه لأستمرار النظام العاجز فى توفير ابسط مقومات الحياة للمواطن والدليل ما نشهد اليوم فى نيالا ومدن اخرى.
2/ ان الانتفاضة تهدد امن ولأءة الولايات المحسوبين للموتمر الوطنى والنظام لا يستطيع توفر الامن لوكلاءه فى ظل تنامى الاحتجاجات
3/ النظام لا يثق ثقة مطلقة فى ابناء الهامش ويخشى من انحيازهم لثورة ولذلك بدا اسلوب التصفيات لشخصيات الامنية خوفا من تسليم هذه الملفات لجهات عدلية دولية تدين جرائمهم اى تعزيز ملف المحكمة الجنائية .
[email protected]