وثيقة الفجر الجديد

وثيقة الفجر الجديد
سقوط القناع المستعار
حسن اسحق
….. بعد توقيع وثيقة الفجر الجديد،كتبت مقالا، اوضحت فيه الايجابيات من هذه الخطوة الشجاعة، لتضمينها آليات التغيير سلميا،عبر قوي الاجماع الوطني،وعسكريا بمساعدة الجبهة الثورية (تحالف كاودا)، وكذلك مشاركة قوي شبابية وانشطها حركة قرفنا التي في عام 2010. اجمع الكل عليها، واعتبروها بداية لتحول حقيقي في المسرح السياسي السوداني ،الذي يسيطر عليه عصابة المؤتمر الوطني، واشارت هذه الوثيقة الي كيفية حكم البلاد ، وايجاد حلول الي اشكالية الهوية التي شكلت ازمة عميقة وكارثة مهدت لاستقلال الجنوب،وليس انفصالا ، كما يردد الجميع، وفعلا ان معظم اقاليم السودان تقبع بالفعل تحت سيطرة الاستعمار الداخلي بعد ذهاب الانجليز قبل سبعة وخمسين عاما، ان احزاب ما يطلق عليها احزاب الاستقلال ، اتبعت سياسة استعمارية داخل البلاد،لتثبيت تسلطها علي الهامش ،في الجنوب والغرب وجبال النوبة والنيل الازرق وايضا الشرق،لتكون هذه الاقاليم مستعمرات داخلية،تفرض عليها الاقلية بمفهوم السياسة منهجها الاقصائي والاستعلائي بالقوة،وهذا يؤكد ،الادراك المبكر للجنوب ، بهذا الوضع وسعيه المتواصل،لايجاد طريق بديل،وفعلي للحكم والمشاركة. ان الاحزاب الكبيرة ،تسمي جزافا بهذا اللقب،حزب الامة والاتحادي ،ولحقت بهم الحركة الاسلامية السودانية ،الاخوان المسلمين،كانت تستفيد من جماهير المناطق المهمشة لتنفيذ برامجها،ومد جماهيري للانتخابات الرئاسية . ان ردة الفعل الحكومي كانت متوقعة،من هذه الوثيقة ،ثبتت فكرة اسقاط النظام الذي قارب الربع قرن ،الاساءات للموقعين،من خونة وعملاء ،واعادت النظام محلقاته المكررة،ان الاسلام مشتهدف لتطبيقه الشريعة الاسلامية ،كيان الاكاذيب ،يواصل في نفاقه الديني ،ويمتطي ظهر الرب ليخدع السودانيين،وهذا ماكشفته وثيقة كمبالا هذه الايام ،حتي هيئة علماء المسلمين الحكومية طالبة الحكومة بتدخل الجيش ،لفترة محددة ،كي لا يضيع السودان بحسب مفهوم السلطوي المنحاز للنظام ،والاحتفاظ بالمصالح المتوفرة من مادية ومعنوية في بلد الاكاذيب السماوية،وكل ردود الافعال ،ماهي الا خوف ،مما احدثته الورقة من نقلة،نعتبرها افضل في الوقت الراهن،واي تحول علي جميع المستويات في حوجة الي التضحية الحقة،لكن احزاب المركز المتهربة من الواقع الذي نأمل جميعا ان ينجح، يخشاه احزاب كالا مة والاتحادي ،المؤتمر الشعبي، وتبرر ان تغيير عليه ان يتحقق عبر الا لية السلمية ،
واستخدام السلاح لطرد النظام من موقعه غير محبذة من جانبهم،والبعض يردد نفاقا ان تجاوز الشريعة خط احمر ،واخر لا يستحي انه وافق عليها تحت ضغط الحركة الشعبية قطاع الشمال،وكل هذه التبريرات محاولة ليست مقنعة للهروب،لما يحققه التغيير من ايجابيات علي حكم البلاد،وكسر سيطرة فئة واحدة ،وابراز حجمها الفعلي،وهذا الانتقال يكذب حقيقتهم التي يرسومنها والشعبية الجماهيرية التي يستغلونها لاكثر من خمسة عقود. ان من يتحدث انه يرفض استخدام السلاح للتحول،ولايؤمن به ،شارك في هجوم المرتزقة علي نظام نميري في فترة السبعينات ،وحزب الامة نموذجا ،وتلقي دعما من نظام القذافي الليبي السابق،والصادق المهدي،الان يرفض السلاح،وحزب المؤتمر الشعبي وعلي رأسه الترابي،هو مهندس انقلاب عام 1989،هو جاء الي السلطة عبر السلاح،وانقلب علي نظام يعتبر ديمقراطي ،علي حد قولهم المزعوم،والصادق المهدي ،ابنه عبدالرحمن يشارك في السلطة وكذلك محمد عثمان الميرغني ،الحزب الاتحادي ،ابنه مساعد للرئيس. ما كشفته وثيقة كمبالا ،ان احزاب المركز ،نيتها في التغيير معدومة،وستغير بنيتها السياسية في واقع السودان الجديد،بعد ميلاد الجنوب واخذه بطاقة الاستقلال،وحملة السلاح من الحركات في اقليم غرب السودان وجبال النوبة والنيل الازرق وسيلتحق الشرق قريبا،ويقوده شباب الاسود الحرة ،ان حمله لم يكن نتيجة غضب وتهور ،وجاء بعد دراسة وتأني لوضعية العمل السياسي،وما تهرب الاحزاب في المركز من الاتفاقيات التي تبرمها وبعد ذلك تمارس سياسة التخطي والتجاوز ،لتغتالها وهي اول ايامها،والتنفيذ يفتح ابواب العمل الجماعي والكل يساهم بارائه دون حجر من احد،والمؤتمر الوطني والشعبي،والامة والاتحادي،لاتمتلك كلها ثقافة كهذه ،وتريد ان يظل الاساس تحت سطوتهم وحدهم،ويؤمنون بسياسة،ان لم نكن ،نحن موجودين،يجب ان لايستفيد غيرنا،اما ان نحكم نحن ،ان تتحول الي صومال فاشلة. وفي الاخير ،اقول ان الفجر الجديد، يميز خطوط الاحزاب التي قدمها مع المؤتمر الوطني واخري مع المعارضة،وقلب يتعاطف مع الشارع السوداني زورا ،ويدعم المغتصبين في السر. واذا كان الفجر الجديد،فكرته انبثقت من احزاب المركز ،لوجد القبول والترحاب،هؤلاء القوم عقليتهم نابذة لابناء الهامش السوداني ،والفجر الجديد ،هو المرآة بامكاتها فتح صندوق التنوع والتعدد ومشاركة الجميع،وما كشفناه سقوط القناع المزيف،الرافض للاخر ،ينافق بقبوله للاخر،ويكسر المرآة عندما تعكس وجوه الاخرين .
حسن اسحق
صحفي
[email protected]
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *