اللينقي والكيري – بكسر الكاف والراء – مفردات دارفورية تطلق علي كل سلعة او هدية مصدرها السرقة أو النهب أو الإحتيال والتي عادة ما تباع بأسعار بخس .
وبما اننا بصدد تناول موضوع الهمبتة و مكافئة (اللينقي) لبعض المصفقين كان لا بد لنا من الوقوف بتعمقً حول ما هي منابع المليشيات المغذية للحكومية وكيف يتم استقطاب ومكافئة من يزج للمليشيات بفلذات اكبادهم .
* غالبا ما يتسامي قلمي استنكافا عن الكتابة حول من صنعتهم أحداث السودان الأخيرة ، في ظل حكومة نظام لطالما تطاولت فيها أبنية رعاة الشاة ، حتي صاروا ينعتون بألقاب كبيرة كالعميد ، اللواء …الخ ، دون أدني مؤهلات ، لا لمحمدة قدموها للوطن بل لإتقانهم طرق وأساليب سلب واغتصاب وقتل الشعب فأضحوا بذلك في القمة بدل القمامة ، بعد أن كانوا لا يجيدون سوي (الهمبتة ) وسرقة الحمر والأغنام .
*إلا أن ما أرغمتني لإرغام اليراع للتقيئ مدرارا ، تلكم الحفاواة التي تلقتها هدايا المدعو اللواء حميدتي والذي أغدق للادارات الأهلية ب 20 بوكس دبل كاب 2016 لكل ولاية من ولايات دارفور .
قوبلت تلك الخطوة بالتهليل والتكبير وشيئ من الطرب الكيزاني التي اهتزت لها كتوف ومؤخرات الحضور من الإدارات الأهلية وحكومة الولاية ، في منظر يوحي للناظرين أن حميدتي هو نفسه رئيس الجمهورية ، سيما وأن الحفل شرفها رأس حكومة ولاية جنوب دارفور آدم الفكي وقيادة الفرقة 16 مشاة ولفيف من الادارات الأهلية التي ما فتئت تصفق للنظام القاتل إلا القليل القليل منهم .
وما اغتيال مفجر ثورة دارفور في مطلع التسعينيات الباشمهندس / داوود يحي بولاد ورفاقه إلا واحدة من نتاج خبيث فعال بعض الإدارات الأهلية ، فقد حل بولاد بدار أحدهم ضيفا مستجيرا ظناً منه أن الإدارة الأهلية ما زالت كما عهدها قبل مجيئ حكومة المؤتمر الوطني ، الي أن وقعت الواقعة بأن طعن من حيث المأمن ، حيث هرول المضيف نحو إخبار أجهزة النظام بحضور كنز ثمين (بولاد) بمنزله ليسرع الأخير باغتياله دون مراعاة لحرمة الضيافة التي عرفت بها الإدارة قديماً ، فكان أن تقهقرت عجلة ثورة دارفور عشر سنوات إلي الوراء ، مقابل مكافئة النظام للمضيف المخبر بتمكينه من القفز بين المناصب الدستورية آخرها والي لإحدى الولايات رغم اميته المميته ، كثمن لذلك الكنز .
* صنعت حكومة البشير فور قدومها مليشيات موازية للجيش النظامي لتحل محل الفاعل في حالة انهياز القوات المسلحة للشعب ، وقد نجحت في إقصاء كل من خالف هواها من ضباط الجيش والشرطة فركلهم إلي سلة الصالح العام ، وتعددت مسميات هذه المليشيات ابتداءً بالدفاع الشعبي ، فالمجاهدين ، فقوات صديقة ، فالجنجويد ، مروراً بحرس الحدود ، وابو طيرة ، وانتهاء بالدعم السريع او بالأحري الدعم (الشنيع) .
إلا أن المغذية الوحيدة للحكومة بتلك المليشيات ظلت وراء الستار طيلة هذه الفترة في ثوب المحايد الصالح وبكل أسف هي الإدارة الأهلية .
* فقد جعلت الحكومة من الإدارات الأهلية مطية مطعية لاعتلاء ظهور الشعب وقد نجحت في اذعان جل الإدارات للسير حسبما تراه الحكومة ترغيبا وترهيبا .
وقد خصصت لكل المواليين هدايا في حال نجاح وأد الثورة شريطة أن يجودوا للنظام بكل ما يطلبه من مال ورجال ، وفي سبيل أن تنال الحكومة رضاهم أطلق أيديهم علي أموال الأبرياء فأمتلأت كروشهم قبل يتوجوا بهدايا بمثابة ثمن أرواح الضحايا من أبناءهم .
للحديث بقية .
سنعرض في المقالة القادمة السيناريو الذي نفذته الحكومة عبر تقديم حميدتي لمكافئة الإدارات الأهلية ودلالاتها .