داهم جهاز الأمن السوداني، يوم الإثنين، مقر حزب المؤتمر السوداني بمدينة النهود في ولاية غرب كردفان، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، وأقتادت العشرات من منسوبي الحزب للتحقيق، لكنها أبقت على أربعة منهم رهن الاعتقال.
واعتقلت السلطات الامنية زعيم الحزب إبراهيم الشيخ في 8 يونيو الحالي بمدينة النهود عقب ندوة جماهيرية انتقد خلالها قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن، وتشير “سودان تربيون” إلى أن الشيخ يواجه تهما تصل عقوبتها إلى الإعدام تحت المواد “50 و62 و 63 و66 و159 و69” من القانون الجنائي.
وقال الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني عبد القيوم عوض السيد، إن قوات الأمن داهمت مقر الحزب وحطمت أقفال الغرف المغلقة وعبثت بأوراق ومقتنيات الحزب.
وأكد عوض السيد أن الحزب بصدد عقد مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، بالخرطوم، لإعلان تصوراته للمرحلة القادمة في ظل اعتقال زعيمه إبراهيم الشيخ.
وتحولت النهود الخميس الماضي إلى ثكنة عسكرية، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق مواطنين تجمعوا أمام محكمة النهود لحضور أولى جلسات محاكمة إبراهيم الشيخ.
وحسب المتحدث باسم الحزب بكري يوسف، فإن قوة من عناصر الأمن اقتحمت مقر الحزب في مدينة النهود واقتادت 4 من قيادات الحزب بالمدينة إلى جهة غير معلومة.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات السودانية حول ما ذكره المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني المعارض.
والمؤتمر السوداني هو أحد أبرز الأحزاب التي رفضت دعوة البشير للحوار التي أطلقها في يناير الماضي وتسببت في انقسام تحالف المعارضة ما بين مؤيد ومعارض.
وفي يناير الماضي، دعا الرئيس السوداني عمر البشير كل القوى السياسية في بلاده إلى حوار بشأن خطة إصلاحية تتمثل في 4 محاور هي: وقف الحرب وتحقيق السلام، المجتمع السياسي الحر، محاربة الفقر، وإنعاش الهوية الوطنية.
وتسببت دعوة البشير إلى الحوار في انقسام تحالف المعارضة، الذي يضم نحو 20 حزبا.
ويعتقد على نطاق واسع أن المساعي الإصلاحية من قبل البشير سببها هو الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في سبتمبر الماضي؛ جراء خطة تقشف حكومية، وهي الاحتجاجات التي خلفت عشرات القتلى وكانت الأقوى التي يواجهها البشير على مدار حكمه.