أكدت لجوء عشرات الآلاف من مواطني جنوب السودان إلى دولة الشمال بسبب المعارك
الخرطوم: أحمد يونس
أدت هجمات الميليشيات وأعمال العنف في دارفور، التي اندلعت منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى نزوح أكثر من 213 ألف شخص، حتى التاسع من أبريل (نيسان) الحالي، في مناطق وولايات مختلفة من إقليم دارفور السوداني المضطرب.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) في تقريره الدوري، الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط»، أن العنف وتجدد عمليات القتالية بين القوات الحكومية والحركات المسلحة، فضلا عن الهجمات التي تنفذها الميليشيات المسلحة والحروب القبلية في ولايات غرب وشرق وشمال دارفور، وبعض أجزاء ولاية جنوب دارفور، أدى لبلوغ عدد النازحين الجدد 213400 نازح.
وحسب التقرير، فإن عمليات قتالية قادتها ميليشيات موالية للمستشار الرئاسي المتمرد موسى هلال، أدت إلى نزوح ما يزيد على 65 ألف مواطن من منطقة «سرف عمرة»، في قتال بين قبيلة «القمر»، والقوات شبه العسكرية التي يقودها هلال، بيد أن 58 ألفا منهم عادوا إلى مساكنهم بعدها.
وفي التقرير ذاته، أدت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي «يوناميد» بأن نحوا من ألفي شخص لاذوا بموقع فريق «يوناميد» في مليط بولاية شمال دارفور، معظمهم من النساء والأطفال، بعد أن فروا من مساكنهم في منطقة باو والمناطق المحيطة بها، عقب هجوم شنته عليهم ، قتل خلالها بعض الأشخاص ودمرت بعض القرى تماما.
وذكر التقرير أن ما ب 3100 زح ما زالوا يقيمون قرب قاعدة تابعة ليوناميد في منطقة خور أبشي في ولاية جنوب دارفور، بسبب هجوم شنته جماعة مسلحة معسكر النازحين، الشهر الماضي.
من جهة أخرى، أكد التقرير تواصل تدفق اللاجئين من دولة جنوب السودان إلى السودان، بسبب استمرار العدائيات، بمعدل يصل 150 شخصا يوميا بولاية النيل الأبيض وولاية جنوب كردفان، مما أدى (بحسب إفادة مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة) إلى بلوغ عدد النازحين الجنوبيين في السودان قرابة 64 ألفا منذ اندلاع النزاع في الجنوب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وذكر التقرير أن الوضع الإنساني الذي نجم عن القتال تحسّن بصورة ملحوظة خلال الأسابيع الماضية، إلا أن الأوضاع لا تزال غامضة، ويتعذر الوصول لكثير من المناطق في شمال ووسط دارفور، وأن المنظمات الإنسانية حققت الوصول إلى 229 ألف نازح، ولا يزال أكثر من 40 ألف شخص لا يتاح الوصول إليهم.
وذكر التقرير أن فريقا مشتركا من صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الغذاء العالمي، قدّر حاجة 58 ألفا نزحوا من منطقة الطويشة واللعيت، ما زالوا بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة وملحّة.