الأعلان الصحفى لتحالف قوى المعارضة السودانية بالقاهرة

تحالف قوى المعارضة السودانية بمصر..!
اِعـــــــلان القــــــــاهــــرة ..
دخلت الإنتفاضة السودانية عبر موجتها الأخيرة في سبتمبر 2013 م مرحلةً كبيرة، أوشكت أن تحطم حصون النظام الأرهابي الشمولي، وقد خاض السودانيون ملحمةً تاريخية قدموا خلالها الغالي والنفيس، بعد أن واجهوا النظام ومليشياته وقمعه بعيون مفتوحة، وصدور مكشوفة، سائرين في وعر الدروب ووسط الرصاص ليسقط أكثر من 200 شهيد ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين، الشيئ الذي يعكس لنا خوف النظام وضعفه، وهو ما دفعه إلى ارتكاب مجازر في كل من نيالا ؛ مدني ؛ الخرطوم بغرض اغراقها في حمامات من الدماء، واغراق الجماهير في دوامة صدمة نفسية بعد أن حول السودان إلى بيت عزاء كبير.
ولا يمكن فصل ما حدث في سبتمبر عن سلسلة طويلة من الانتهاكات، ولا عن أخطاء وجرائم النظم المتعاقبة علي الحكم منذ العام 1953، وما أضافته إليها سياسات حكومة المؤتمر الوطني جعلت شبح انفصالات جديدة قريباً، وتشظي قد يقودنا إلى الصوملة أو “روانديات” صغيرة بعد ان زادت حدة وتيرة العنصرية والتمييز العرقي والديني ، ومع عدم استقرار الوضع مع دولة الجنوب وإحتمالات تجدد إندلاع الحرب، وفي ظل الحرب القائمة أصلاً في جنوب كردفان، وفي النيل الازرق ودارفور والتي شهدت أسوأ الكوارث الإنسانية في القرن الحالي ؛ من إبادة جماعية وجرائم حرب وتطهير عرقي واغتصاب للنساء، وتهجير قسري إلى معسكرات النزوح واللجوء، والتي إستخدم النظام فيها القصف الجوي، ومليشيات الجنجويد والدفاع الشعبي وقوات جهاز الأمن والمخابرات والشرطة والقوات بكل مسمياتها.
يجئ ذلك في ظل ظروف معيشية بائسة يعاني منها السودانيون بلا استثناء؛ من موجات غلاء وبوادر انهيار إقتصادي في الأفق، وقهر غير مسبوق يمارسه النظام عبر قوانينه المخالفة لحقوق الانسان، التي تتغلغل بين مواد أغلب القوانين ، كالقانون الجنائي، وقانون الإجراءات الجنائية ، وقانون الأمن والمخابرات، وقانون النظام العام، وقوانين النقابات والصحافة والمنظمات وغيرها، وعبر أجهزة المؤتمر الوطني، وكوادره؛ يهدف النظام من كل ذلك نشر الرعب وسط الجماهير لكسر شوكتها بالتخويف، وتضخيم جهاز الأمن وبسط يده والتستر علي فظائعه، وغرس روح الإحباط واللامبالاة في نفوس الشعب السوداني، وتقسيم الناس بزرع الفتنة والتمايزات العرقية والدينية ، إغتصاب الناشطات من النساء ، وتعذيب وإغتيال الشرفاء من أبناء الوطن .
أن بلادنا تقف اليوم على حافة الإنهيار وشبح الحرب الأهلية ، وتحتاج إلى انقاذ عاجل، وهذا لم يتم اِلا عبر توحيد كل القوى السياسية المعارضة للنظام وتنسيق الجهود لاسقاطه، عبر تصعيد وتيرة المقاومة بكافة الوسائل، وهنا يجب علينا أن نقدر دوافع فصائل الهامش السوداني ممثلة في الجبهة الثورية السودانية باستخدامها السلاح لانتزاع حقوق أهل الهامش المغتصبة، ومشاركتها القوى السياسية الأخرى في انتزاع حرياتها والعمل معاً من أجل تحول ديمقراطي يقوم على التداول السلمي للسلطة، وتحقيق السلام والاستقرار والأمن في دولة المواطنة والحقوق والواجبات المتساوية.
لذلك رأينا ؛ نحن مجموعة من الفصائل السياسية في العاصمة المصرية القاهرة، عاصمة الصمود والحرية ؛ أن نعلن وحدتنا ، تحت اسم ( تحالف قوى المعارضة السودانية بمصر)، وأن تحالفنا يهدف إلى وضع نواة لتحالفات أكبر لكل القوى السياسية والشبابية المعارضة، وتقديم رؤية للعمل علي إنقاذ السودان عامة، نقدم وفقاً لها الدعوةً لكل الحادبين على مصلحة الوطن للحوار والتوافق علي متطلبات المرحلة ، ونعلن أننا سنعمل علي دعم ثورة الشعب متحدين مع كل القوى السياسية الاخرى في كردفان، والنيل الأزرق، ودارفور، والشمال، والوسط، بما فيها المسلحة، والمدنية من أجل اسقاط نظام البشير الارهابي الشمولي، كما نناشد قوى الإجماع الوطني والشباب والنقابات في الداخل وقوى الجبهة الثورية إلى الاتفاق حول مشروع وطني للأطاحة بالنظام ووضع خارطة طريق للمرحلة الإنتقالية ، وندعو إلى عقد مؤتمر للمعارضة للاتفاق على متطلبات اسقاط النظام وترتيبات المرحلة الإنتقالية، ونؤكد أن تحالف قوى المعارضة السودانية في مصر) يقوم على المبادئ التالية :-
1- السودان بلد متنوع الثقافات، والأعراق، واللغات، والأديان، والإقرار بهذا التنوع واحترامه هو الضمانة للحفاظ على وحدته ، وسلامته، وأمنه، واستقراره.
2- المواطنة هي أساس الحكم في السودان، وأساس الحقوق والواجبات المدنية والسياسية.
3- كتابة دستور دائم ، يمثل عقداً اجتماعياً يكون الحكم والقانون الأعلى، وروح القوانين الأخرى، وأن يقر الدستور مبدأ التنوع العرقي والثقافي والديني، ونبذ التعصب الإثني، والتطرف الديني، والارهاب بكافة صوره، ويعزز قيم الدولة المدنية، والحريات، والديمقراطية، مؤكداًعلى المواطنة أساساً للتكاليف واكتساب الحقوق، محترماً وحامياً للتعددية السياسية، والثقافية، متضمناً كافة المواثيق الدولية والمعاهدات المرتبطة بحقوق الانسان.
4- اقرار نظام حكم ديمقراطي ، يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية، يقوم الحكم فيها على أساس المواطنة، لا العرق، أو الدين، أو الطائفة، ويحترم حق التعبير والممارسة والتنظيم لكل القوى السياسية والجماعات الفكرية، والثقافية، تنتج نظاماً للحكم الراشد، يتم فيه تداول السلطة سلمياً عبر إنتخابات حره ونزيهه.
5- التأسيس لثورة ثقافية تكون منصة انطلاقها هوية سودانية ، تحترم إمتداداتنا العربية والأفريقية، وتراثنا الثر، وتنوعنا الثقافي والديني والعرقي، وتشجع الحوار الثقافي ، وتحفز حركة الفنون والمسرح، والفكر والإبداع .
6- ضمان مشاركة المرأة في كل نواحي الحياة؛ بما في ذلك صنع القرار السياسي والاقتصادي، وتمييزها تمييزاً نوعياً يحقق لها كرامتها، ويثمن دورها الكبير، عبرتمثيلها في أجهزة السلطة التشريعية والتنفيذية بنسبة منصفة وكافية، والغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، ومكافحة العنف ضدها، بما فيه اللفظي، والجسدي، وسن تشريعات تؤكد حقها الكامل في الحياة، والعمل، والنشاط العام.
7- الاصلاح القانوني عبر إعادة هيكلة القضاء وسائر الأجهزة العدلية وتطهيرها ومراجعة النظام القانوني مراجعة شاملة، خاصة القوانين المقيدة للحريات مثل القانون الجنائي وإجراءاته لسنة 1991، وقانون النظام العام، وقانون الأمن الوطني والمخابرات، وقانون الصحافة والمطبوعات، وقانون مشروع الجزيرة، وقانون النقابات، وقانون العمل الطوعي والانساني، وكل القوانين التي تنتهك حقوق الانسان، وتصادر حق التعبير والتظاهر السلمي، والتجمع والعقيدة، وسن تشريعات قانونية تؤكد على حقوق الانسان، والحريات العامة، بما فيها العمل والتعبير والاقامة والتملك، والتجمع، والتظاهر السلمي، وتتواءم مع كل المواثيق الدولية.
8- اجراء حوار مع السودانيين في دولة الجنوب، من أجل التوصل لصيغة مقبولة للشمال وللجنوب، لتحقيق علاقة جديدة تقوم على الندية والمساواة، والحوار من أجل خيار ” كونفدرالي” يقوم على الحدود المفتوحة، والجنسية المزدوجة، والتعاون الاقتصادي والدبلوماسي المشترك، والوحدة النقدية، والتنسيق الأمني والعسكري؛ على أن يكون ذلك مدخلاً لكونفدرالية مع دول المنطقة عموماً.
9- قيام علاقات مع دول الجوار تقوم على الندية والاحترام المتبادل، مع خصوصية علاقتنا مع الدول التي تربطنا بها ثقافية وصلاة دم ، وجغرافيا ، على أن تتطور تلك العلاقات على أعلى مستويات التكامل الاقتصادي ، والتعاون من خلال المؤسسات الدولية والاقليمية.
10- التوقيع على كافة المعاهدات الدولية ، بما في ذلك ميثاق روما حول المحكمة الجنائية الدولية.
11- اصلاح النظام التعليمي، وتبني مناهج تعليمية تحترم التنوع الثقافي والديني، وتلغي الهيمنة الثقافية، وتؤكد على حقوق الآخرين في أن يكونوا آخرين، وتشيع ثقافة حقوق الانسان، وتشحذ في الدارسين روح الابتكار، والمعرفة، ومواكبة التطورات العلمية والتنكولوجية، مع كفالة حق التعليم الأساسي المجاني للجميع ، والزامية التعليم في المراحل السنية الصغرى.
12- تشجيع أنشطة الشباب الثقافية والاجتماعية، ودعم دور الرياضة ؛ لاسيما تلك المهتمة بالمناشط المختلفة، ودعم الأندية المختلفة، إقراراً بأهمية الرياضة، ودور الشباب.
نعلن فى الراهن السياسي الآتى :
أولاً- نترحم علي شهداء الوطن الذين كتبوا التاريخ بدمائهم ؛ ونحيي ثورة الشعبية ، ونعلن دعمنا اللامحدود لها عبر كل الوسائل الممكنة، بالتنسيق مع الأبطال في الداخل فيما يتعلق بالإعلام والحراك الدبلوماسي. وندعو في ذات الوقت كل السودانيين في المهاجر والمنافي بالتفاعل مع المد الثوري ، وتقديم الدعم المطلوب.
ثانيا : نؤكد بأن الحراك الشعبي الذي يجري في السودان هو حراك من أجل الحرية والعدالة والكرامة الاِنسانية .
ثالثا – نناشد المجتمع الدولي ممثلاً في الأمم المتحدة إلى إرسال لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في السودان، من قتل وجرح للمئات، وتقديم المتورطين في الأحداث إلى محاكمة عادلة .
رابعا – نناشدة جامعة الدول العربية والإتحاد الأفريقي أن ينحازوا الي الشعب الثائر الذي خرج على نظام الخرطوم في مسيرات سلمية ، معبيرا عن رفضه للسياسات الإقتصادية والغلاء، والماطلبة بالحريات العامة والخاصة. ونذكر أن ما يحدث في السودان لا يقل خطورة عن ما يحدث في سوريا أو ليبيا، لا سيما وأن للنظام في الخرطوم سوابق ممثلة في التطهير العرقي في جبال النوبة، وحروب الإبادة في دارفور واستحدام الطيران الحربي لقصف المدنيين داخل الكهوف في جنوب كردفان والنيل الأزرق.

 

القوى الموقعة على إعلان القاهرة.
1- الحزب الشيوعي السوداني.
2- حزب الأمة القومي القومي.
3- الحزب الإتحادي الديمقراطي.
4- التحالف الوطني السوداني.
5- حركة العدل والمساواة.
6- الحركة الشعبية لتحرير السودان.
7- حركة تحرير السودان برئاسة عبد الواحد نور.
8- حركة تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي.
9- الجبهة الشعبية المتحدة
10- مؤتمر البجا.
11- حركة قرفنا.
12- المسار الثالث.
13- الحزب القومي السوداني.

القاهرة .. اكتوبر 2013.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *