إلى اين ستتجه الأعراق والإثنيات السودانية: عبدالحميد موسى – السويد
[email protected]
السودان البلد الافريقي المترامي الاطراف كان مساحته مليون ميل مربع ويوصف بسلة الغذاء العالمي ولقد تباهى به الانقاذ حيث كان شعارهم ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع بعد استيلائهم على السلطة في 30 يونيو 1989 ! في وقت اعلنوا فيه تطبيق الشريعة الانقاذية على ضعفاء مسلمي ومسيحيي السودان ولأصحاب المعتقدات الاخرى على حد سواء. واستمروا على فرض اللغة العربية كلغة وحيدة في السودان كما استنفروا كل طاقات البلاد مالا وبشرا حيث اعلنوا الجهاد عبثا ضد مواطني الجنوب باسم الدين الاسلامي رغم براءة الدين عنهم، ثم بتعبئة الشعب السوداني بالاناشيد والشعارات الدينية واستغلوا لمن هم يزعمون انهم يدافعون عن الشريعة الاسلامية والزموا بماقتلة الجنوبيين لمن هم لايؤمنون بانقاذهم وجندوا جماعة تنظيم القاعدة لإبادة شعب الجنوب وجبال النوبة واقليم دارفور الذين جلبتهم الجبهة الاسلامية الى السودان تنفيذا لمشروعهم الحضاري الهادف الى تغيير التركيبة العرقية .
يتكون السودان من الإثنيات والاعراق المختلفة حيث تصل تعدادها حوالي خمسمائة قبيلة، ويتحدثون بنحو 140 لغة مختلفة بينها اللغة العربية. يعتبرالقبائل العربية هم اقلية في السودان، ولولا فضل الاسلام لما كانت اللغة العربية منتشرة على مستوى السودان. وبالاحرى تعريب القبائل الافريقية بتزييف التاريخ وارجاء اصولهم الى الجزيرة العربية لخدمة اغراضهم الخاصة ليس للاسلام فيه يد من قريب اوبعيد .
إن سياسة ما يسمى بمشروع الحضاري بقيادة الدكتاتور عمرالبشير فعلا قد اضر بالاسلام وسمعته في السودان. وان استمرارهم في الحكم باسم الدين وممارستهم الابادة الجماعية والتطهير العرقي لشعوب كلا من جنوب السودان ، جبال النوبة ، شرق السودان واقليم دارفور خاصة الحروبات القبيلة التي دعمتها وتدعمها المؤتمر الوطني ضد قبائل المساليت والفور والزغاوة منذ 1989 – 2003 وكافة القبائل الافريقية لدارفوركان ولايزال دعمهم مستمرا من الدولة، لكن ليس هنا مجال لذكرها، كما ان الكلمات التي سمعتها من بعض القبائل العربية في 1995 اثناء هجومهم لقرى دارمساليت لا تزال في ذاكرتي بقولهم يامساليت انكم تدافعون لانفسكم بزخائرالاغنام واننا نهاجمكم بذخائر من المصانع الحكومية! وانتم تقولون الله معكم واننا نقول الحكومة معانا! وترددهم بالفاظ جاهدوا النوبة العبيد الكفار ذلك كان لها تأثيرها فعلا عن سمعة الاسلام والعرب ، لان رئيس الدولة عربي ويتكلم على المللأ انه يطبق شريعة الاسلام وافعاله ينافي الاسلام!
حول تصريحات الرئيس السوداني عمرالبشير في احتفال الحصاد بمدينة القضارف في الايام القليلة الماضية، كان كلامه فيه نفاقا كبيرا ويعتبر انها من اخطر التصريحات ضمن تصريحات المؤتمرالوطني غير المسئولة والخاص بالثقافات والاعراق. الجميع يعلم من ان الذين وقفوا حوله اثناء خطبته المشئوومة في سوق المحاصيل بالقضارف يمثل نسبة 85% من القبائل الافريقية، حيث قبيلة المساليت وحدها تمثل في الولاية نسبة 50% من السكان، واضافة القبائل الافريقية الاخرى جمعاء. كون أن الزملاء سبقوني في ذكرالقبائل بالقضارف لا اريد الخوض فيها اكثر، وكل سوداني على علم بمن هم اهل مملكة كوش شمالا ومملكة الفونج جنوبا والسلطنات التي حافظت خريطة السودان في الاقليم الغربي من السودان وكذلك البجا شرقا. هذا بجانب جنوب السودان بمكوناته العرقية وتعدد ثقافتها ودياناتها، مع ذلك تم اقصاء كل الثقافات واللغات السودانية من خارطة الثقافة الوطنية بحيث اصبحت ممنوعة رسميا حتى التلفظ في فصول المدارس السودانية لعشرات السنين واللغة العربية وثقافتها مفروضة على السودانيين ولا تزال حتى اليوم.
وفي تصريح البشير، لا تعدد اعراق، ولا ثقافات، دين واحد، ولغة واحدة، هي العربية بثقافتها هذا يعتبر بمثابة إعلان حرب مفتوحة على الشعب السوداني وان كانت مفتوحة اصلا، و ستكون نتائجه وخيمة بلا شك . وكون الشريعة الاسلامية المصدرالوحيد للتشريع في السودان ، هذا نفاق واضح. لأنه الرئيس هو من نكس بالشرائع السماوية وفي مقدمتها الشريعة الاسلامية والقوانيين والاعراف وحقوق الانسان والاخلاق آمرا بقوله لا اسير ولا جريح من أهل دارفور، فعلا ابيد اطفالا ، نساء ، شيوخا، انعاما وزرعا على حد سواء . لو طبق الشريعة على نفسه لم يبق من روحه وجسده شيء. لأنه قاتل وسارق المال العام وبها بنوا الشركات الخاصة لهم داخل السودان وخارجه ومليارات الدورات في بنوك خارجية باسمهم!!! بينما يصدرون بترول السودان والشعب السوداني يموت مرضا وجوعا، حيث يتم تطبيق الشريعة للضعفاء من الشعب السوداني من قتل وجلد وقطع للايدي، والفاعليين الحقيقيون ينجون باسم شريعة الانقاذ حتى ان قتلوا المئات من الارواح البريئة او سرقوا مئات آلآف من البهائم والممتلكات وعشرات المليارات من الدورات وعلى راسهم الرئيس نفسه واصبح يضلل الناس بأن من لا يؤمن بشريعة المؤتمر الوطني عليه فليراجع ايمانه ويتوضأ ويشهد! هذا الحديث قديم يارئيس العصابة كفى عشرون عاما من النفاق باسم الاسلام لانه بريء منك وقومك.
الهدف من هذا التصريح الاعوج هو التخندق باسم الدفاع عن الاسلام خلف المواطن البريء واخذ الشعب السوداني كرهينة له والانتحار به في مواجهته الشرسة مع ثوار دارفور، الجبهة العريضة، مشروع السودان الجديد ضمن خارطة الجنوب الجديد المتمثل في شعوب الهامش الذي يقوده قادة الحركة الشعبية في الشمال اضافة المجتمع الدولي حول سمعته السيئة والمتعلق بالتهم الموجهة له ولطاقمه في ارتكابهم جرائم ضد الانسانية والحرب والابادة الجماعية لسكان اقليم دارفورغرب السودان من المحكمة الجنائية الدولية، بجانب الفساد الاداري والمالي وملف الارهاب هوالآخر يسيء علاقته مع المجتمع الدولي وبذهاب ورقته الذهبية هي اتقاقية نيفاشا الى خارج حدود سيطرتهم كان مثل هذه التصريحات متوقعا من المؤتمر الوطني لحماية بقائه في السلطة لكن الذي كانوا يعملون به ويخفونه قد ظهر علنا ضمن المشروع الحضاري حيث اعلن البشير من قضارف بقوله لا ثقافات اخرى ولا لغات اخرى غير العربية كلغة رسمية. ولكن الى متى يظل الشعب السوداني بين مطرقة المشروع الحضاري وسندان شريعة الإنقاذ المشئوم؟
الخاتمة: إذا يريد الساسة الوطنية السودانية والشعب السوداني ان تبقى السودان موحدا رغم توجهه للانقسامات، عليهم ان يعملوا جميعا لاسقاط النظام واقامة دولة مدنية ديمقراطية تحترم فيه كل الثقافات والاعراق واللغات والديانات مع ضمان تقاسم السلطة والثروة بالتعادول بين كافة الاقاليم السودانية. وان تجاهلت فان استمرار النظام في السلطة سيؤدي الى تلاشى السودان وستولد هناك دولا اخرى ولا سيما اقليم دارفور، كردفان، جبال النوبة ،انقسنا والشرق. لأن الشعوب اصبح يفكر في مجموعة من الحلول في الوضع السياسي االسوداني الحالى!!.