أكرا، غانا (CNN)– ربط الرئيس الأمريكي باراك أوباما، دعم بلاده لجهود التنمية في الدول الأفريقية، بمدى التزام هذه الدول بقواعد الديمقراطية، والتزام قادتها بمكافحة الفساد، مؤكداً في الوقت نفسه، أن القارة الأفريقية لن تكون معزولة عن العالم.
ففي خطاب وجهه السبت، أمام برلمان غانا، وهي أول دولة أفريقية جنوب الصحراء يزورها الرئيس الأمريكي منذ توليه منصبه رسمياً، دعا أوباما قادة الدول الأفريقية إلى وضع حد للممارسات غير الديمقراطية، ومكافحة الفساد، وانتهاج سياسات تقوم على مبدأ “الحكم الرشيد.”
وقال الرئيس الأمريكي، الذي وصل إلى العاصمة الغانية أكرا مساء الجمعة، قادماً من مدينة “لاكويلا” الإيطالية، حيث شارك في قمة مجموعة الثمانية، إن التنمية تعتمد أساساً على مبادئ الحكم الرشيد، الذي اعتبر أنه “أمر غاب عن كثير من الدول، ولفترة طويلة.”
وفيما شدد أوباما على حق كل دولة في “تبني الديمقراطية التي تناسبها”، قائلاً أن بلاده لن تفرض نظاماً بعينه على دول القارة الأفريقية، فقد أكد أن الدعم الأمريكي للتنمية سيكون مرتبطاً باحترام القواعد الديمقراطية، وأضاف أنه “ليس بالانتخابات وحدها تُقام النظم الديمقراطية.”
وقال الرئيس الأمريكي: “رغم التقدم الذي أحرزته بعض الدول في مناطق مختلفة من أفريقيا، إلا أننا ندرك أن هناك العديد من الملفات التي ما زالت تحتاج إلى مزيد من العمل لإنجازها”، مشيراً في هذا الصدد إلى بعض الأزمات التي تشهدها القارة السمراء، مثل مشكلة إقليم “دارفور” غربي السودان، والمشكلة الصومالية.
واعتبر أوباما دولة غانا، الواقعة على الساحل الغربي للقارة الأفريقية، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 24 مليون نسمة، وكانت أحد أكبر مراكز تجارة العبيد، “نموذجاً للدول الديمقراطية في أفريقيا”، حيث كانت من أوائل الدول الأفريقية جنوب الصحراء، التي نالت استقلالها عام 1957.
كما أكد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لجهود مكافحة العديد من الأمراض المتوطنة في القارة الأفريقية، ومنها أمراض الملاريا والسُل والشلل، مشيراً إلى أن العديد من دول القارة حققت تقدماً ملحوظاً في المجال الصحي.
وذكر أوباما أن واشنطن تدعم الجهود الصحية من خلال “استراتيجية عالمية”، مضيفاً في هذا الصدد قوله: “سوف نسعى إلى وقف الوفيات الناجمة عن أمراض مثل الملاريا والسل، والقضاء على الشلل، كما سنعمل على مكافحة الأمراض الاستوائية، التي أُهملت، وسوف نقدم استثمارات لدعم حماية الصحة العامة.”
وكان الرئيس الأمريكي قد استبق خطابه أمام البرلمان الغاني، بتصريحات أعقبت لقائه مع مضيفه الرئيس جون آتا ميلز، في أكرا، حول الهدف من زيارته للدولة الأفريقية بقوله: “أردنا التأكيد من خلال زيارتنا لدولة أفريقية، بعد قمة مجموعة الثمانية، ومباحثاتي في موسكو، أن أفريقيا ليست معزولة عن العالم.”
أوباما يسحر شعوب أفريقيا بـ5 آلاف رسالة إلكترونية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– في تزايد لحالة الهوس التي أصابت الجماهير الأفريقية تزامناً مع زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما إلى غانا، تلقى البيت الأبيض ما يزيد على خمسة آلاف رسالة نصية قصيرة، يخاطب فيها سكان القارة السمراء الرئيس الأمريكي الأسمر، وفقاً لما أفاد به مسؤولون في الإدارة الأمريكية السبت.
وتنوعت محتويات ومصادر هذه الرسائل، فمنها من حمل طابعاً شخصياً، مثل واحدة تقول: “أوباما، بما إنني شابة صغيرة، فإنني أحلم بأن أصبح رئيسة دولة كذلك، فأنت تمثل تشجيعاً كبيراً لي”، بينما كان لرسائل أخرى طابعاً سياسياً، إذ استنجدت إحداها بأوباما قائلة: “عزيزي السيد الرئيس، إن إقليم دارفور يشتعل مجدداً.. وأنا بانتظار الأمن والسلام اللذين وعدتنا بهما.”
وحملت إحدى الرسائل طابع المطالبة بالتدخل باتجاه مزيد من الإصلاحات في القارة الأفريقية، حيث ذكرت: “يجب عليك أن تشجع القادة الأفارقة بأن يحسنوا مستوى التعليم والقدرة على الحصول عليه.”
وحسب ما علمت CNN، فإن الرسائل كانت قد وصلت من غانا والسودان وجنوب أفريقيا، والتي بلغ عددها حتى الآن خمسة آلاف رسالة في ظرف 24 ساعة، وتنوعت مصادرها، فمنها ما كان رسائل نصية عبر الهاتف الجوال، بينما وصل آخرون عبر موقعي “Twitter” و”Facebook.”
وأشار مسؤولون بالإدارة الأمريكية، إلى أنهم قاموا بتوظيف أرقام مختلفة حول أفريقيا، ليمكنوا الناس هناك من التواصل إلكترونياً مع أوباما، خصوصاً وأن الرئيس الأسمر يحظى بشعبية كاسحة هناك، إذ أن أباه كان من شرقي كينيا.
وأفاد المسؤولون، عبر موقع البيت الأبيض الإلكتروني، بأنهم أخذوا بجمع العديد من الأسئلة، وذلك لمعرفة ما يشغل سكان القارة السمراء، ولمساعدة الرئيس على إمكانية التواصل معهم ومع همومهم.
يذكر أن زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى غانا، كانت قد أطلقت نوبة من “الهوس” في القارة الأفريقية، إذ عمد الباعة الجائلون في الشوارع إلى عرض كميات من الأعلام الأمريكية الصغيرة، ولبس الأفارقة قمصاناً تحمل صور أوباما.
وأفرزت زيارة أوباما التي سبقها مدح الرئيس الأمريكي للديمقراطية في غانا، دعوات شعبية لمراجعة السياسات الحكومية في دول في غرب أفريقيا.
وقال أدريان لانداري، مدير فندق الشاطئ بالعاصمة الغانية أكرا، إن “الناس أعدوا ملابس خاصة لمناسبة زيارة أوباما.. إذ أن كونه ينحدر لوالد أفريقي، واختار غانا لتكون محطته الأولى في أفريقيا، فذلك يعني امتياز لنا.”
وُتعد زيارة أوباما لغانا، الأولى له منذ توليه منصبه رسمياً مطلع العام الجاري، والثالثة لرئيس أمريكي، بعد زيارة بيل كلينتون عام 1998، كما توقف الرئيس السابق جورج بوش في الدولة الأفريقية العام الماضي.