أرادو نفي شائعة موت علي عثمان محمد طه فكشفوا هزيمة الجيش النكراء.!
عمر بشرى
[email protected]
لأن الذين يُديرون اجهزة الاعلام في السودان غير مؤهلين وليسو أصحاب خبرة في هذا المجال دائماً تأتي نتائج أفعالهم بعكس ما يريدون ونرى ذلك في العديد من البرامج والنشرات الأخبارية وأمس الجمعة وإثر الشائعة التي انتشرت على نطاق واسع في الخرطوم منتصف ليل الخميس عبر عدد من المواقع الالكترونية وتابعها السودانيون في الخارج بوفاة نائب الرئيس الاول علي عثمان محمد طه بث تلفزيون السودان بشكل متكرر خبر زيارة علي عثمان محمد طه لجرحي العمليات العسكرية التي جرت في هجليج قبل يومين وذلك في اطار نفي الحكومة لشائعة موت أهم شخصية في الحُكم أذاقت السودانيين الويل بخبث عجيب.
نعم السودانيين عرفوا بأن علي عثمان لم يمُت لكنهم اكتشفوا من خلال صُور الجرحى الذين زارهم بأن الجيش (السوداني) تعرض لهزيمة نكراء وقد بث التلفزيون مشاهد عدد من الجرحى في حالة صعبة للغاية. في أبلغ صُور فضح ما تحاول الحكومة الابتعاد عنه وتصوير الواقع بعكس ما هو برغم من أن عدداً كبيراً من الكتائب العسكرية التابعة للجيش رفضت الذهاب لجنوب كردفان ولمناطق القتال في هجليج، واختفت القوة الخاصة للدفاع الشعبي لأن أفرادها رفضوا الدفاع عن دولة الفساد والظلم والكبت واغتصاب النساء.
تابع مرتادي المواقع الالكترونية النفي المستميت لوفاة علي عثمان محمد طه.هذا النفي كشف عن الزمرة المُرتشية التي يدفع لها النائب علي عثمان محمد حر مال الشعب السوداني ليدافعوا عنه وهو القاتل الخبيث. وبينما كنا في مناسبة زواج في مدينة بحري مساء الخميس ونحن مجموعة كبيرة في صالون بيت الفرح نتابع الاخبار والتركيز على أخبار علي عثمان محمد طه ولقاءاته اتفق الكُل بالسواد الداكن في وجه وعلق أحد العسكرين القدامى من الذين إبعدوا عن الجيش قائلاً: (( أن أرواح القتلى الذين قتلهم علي عثمان ستطارده أين ما حل به المقام وأن سواد وجهه ما هو إلا دليل على العذاب الذي ينال منه.وهذا عقاب الدنيا فكيف بعقاب الآخرة))..؟.
أن تلفزيون (السودان) كلما يُحاول ان (يُكحلها يعميها) وفوق على القناعات التي اهتزت لدى غالبية العاملين فيه ومحرري الأخبار واعلامييه الاحساس بكذب الحكومة وظلمها البائن لكل شعوب أقاليم البلاد المختلفة، وكذلك وجود عدد من مؤيدي العنصري الطيب مصطفى داخل التلفزيون. وقد بات الوسط الاعلامي والصحفي في السودان يدرك تماماً بأن الحرب ليس لها من مؤيد إلا القادة الكبار في الحزب الحاكم والمستفيدين المباشرين منها. علاوة على أن اعلامي الحكومة يعرفون بالاسم القادة المتمردين الذين رفضوا خوض الحرب في جنوب كردفان وفي غيرها لعد ايمانهم بها. وان غالبية قادة الخدمة المدنية داخل الحكومة (كبوا الزوغة) من التحشيدات العسكرية للدفاع الشعبي.
كل هذه المعطيات تشير بوضوح للموقف العسكري والأمني الصعب لقوات الحكومة وهزميتها العسكرية والمعنوية في مسروح العمليات وقد ظهر ذلك من اعلان النطاق الرسمي للجيش الصوارمي خالد سعد في قوله (( القوات المسلحة على مشارف هجليج)) وهذا ما لا يتفق عُرفاً وتقليداً. يعني ان الجيش محاصر عسكرياً وانه الان يتعرض لهزائم متتالية وقد أكد ذلك الصوارمي (( نواجه بهجوم من جهات عديدة)). الايام المقبلة ستكشف عن واقع جديد لا أظن بأي حال من الاحوال يكون في مصلحة الحزب الحاكم.