كلام سمح …لكن البداية بايقاف الحرب

كلام سمح …لكن البداية بايقاف الحرب
هاشم ابورنات
لقد خاطبنا رئيس السودان الحالي عمر حسن احمد بكل المصطلحات واللغات فبدأنا معه بحديث الحسنى ولم يستجب ثم لجأنا الى التعرية والبراهين وقذفه بما هو فيه ولكن كما قال لي بعض الصحاب من قراء الراكوبة:-
لقد اسمعت اذ ناديت حيا …ولكن لا حياة لمن تنادي
وفعلا صدقوا فيما نحو اليه …ثم عندما نادى بخطابه الهيروغليفي الى الوثبة توسمنا انه يعني ان عقله قد جاء اليه فقلنا ان علينا ان نعمل بتوجيه الحق سبحانه وتعالى الى سيدنا موسى ونقول لفرعون السودان قولا لينا ولكن يبدو ان فرعون هو فرعون … رغم اننا قلنا له من قبل انك ستقول بعد فوات الاوان (امنت برب موسى وفرعون )
ففراعنة هذا الزمان بدأوا حكايتهم معنا عندما استولوا على السلطة وقالوا لمن نصحهم:-
والله نحنا جينا بالبندقية والدايرنا يمشي يشيل البندقية…!!!
ثم تعاقبت اخفاقتهم في:-
التوجه الحضاري ودغمسته بعد ان محى نفسه بنفسه
حرب الجنوب الفاشلة
الانفصال ودارفور وكردفان مشتعلة
الفساد والاقتصاد المنهار
السياسة الخارجية المتخبطة
الضغوط الدولية وفشل الربيع العربي الاخواني
هذه الاحباطات المخفقة هي الاسباب الرئيسية للسعي الى البحث عن مخرج لدى ساسة الانقاذ للترويج لمؤتمر للحوار التشاوري…خاصة ان الانهيار الاقتصادي المريع الذي تعانيه الدولة قد وصل حدا لايمكن حكام الانقاذ من فعل اي شئ دون لملمة نفسها والبحث عن سند سياسي واجتماعي مع الترويج الدولي لما يقومون به.
دعونا نتسأئل لماذا الحوار التشاوري الان والذي كان يمكن عمله منذ اكثر من عشر سنوات؟ وهل هذا هو فعلا حوار من اجل انقاذ البلاد ام من اجل انقاذ انفسهم؟
المتتبع لحقبة الانقاذ يعرف تماما ان الانقاذ تعيش وتتنفس بالارهاب والقتل والترهيب والتجويع واستعمال الة الدولة الاعلامية في غسيل نفسها من دنس ما فعلته وتفعله
لقد بدأت الانقاذ مؤتمرها التشاوري بلقاء الاحزاب السياسية التي اخترعتها وجعلت لها ديكورا بسيطا بمنح قادة الاحزاب الكبرى فرصا ليقولوا كلمتهم والحق يقال ان جماهير الحزبين الكبيرين يعادلون اضعاف حزب الانقاذ واحزاب زينته ولكن ما نرمي اليه هو ان هذا اللقاء التشاوري وما اعقبه من خطوات هو كلام كويس …. بس لا نلمس منه فائدة تذكر فهذا القاء يحدث مع احزاب لاتناصب الانقاذ العداء ولا تختلف معه الا اذا اراد اهل الانقاذ عمل سيناريو او اطلاق اسم المعارض على هذه الاحزاب وحتى الحزبين الكبيرين هما مشاركين في سلطة الانقاذ وبالبلدي كدة (الانقاذ عينها في الفيل وتطعن في ظله ) وحقيقة الامر هي ان الانقاذ بعدما شعرت بالتدهور السريع في سلطتها ارادت ان تفعل شئ وهي الان تنكره وهو لملمة الاسلاميين ومن ثم الدعوة لانقاذ البلاد لكي تخفي الفشل الذريع في مسار عملياتها الحربية ومن ثم تكسب بعض تعاطف الذين لا يعلمون حقيقة الامرمستغلين بذلك الفطرة الاسلامية التي جبل بها شعبنا.
وللاسف فان القصف الكثيف على المواطنين في كردفان ودارفور في هذه الايام- الذي مكنهم منه الشيخ تميم ومن اموال المواطن القطري- قد طال الابرياء بينما البشير يخدع الناس بأوامره الجمهورية والتي هي في حقيقة الامر لاتعدو ان تكون تحصيل حاصل مستقاة من الدستور الذي صنعوه في عام 2005 ولم يعملوا به ابدا, ومن ثم عندما قرروا انهم سيعملون به اصدروا امرا جمهوريا مشارا فيه الى الدستور ولكنه يحد في مضمونه من انشطة الاحزاب ويضعها تحت مراقبة القانون المخالف لنصوص الدستور في اصله و مخالفا له.
لقد دهشت كثيرا من تهافت احزاب الزينة على اللقاء التشاوري الذي اجراه البشير –دهشت- من تهافتهم على تحديد عدد لجان التحاور وتحديد وفد الحكومة ووفد المعارضة وكان واضحا لي ان مؤتمرهم هذا ثابت في (خطوات تنظيم) بلغة العسكر.فالامر كان مؤتمرا تشاوريا ولم يكن مطلوبا منهم تحديد مثل هذه الامور والتي يأتي تقريرها دائما بعد عدة جلسات للمؤتمرات وليس في مرحلة التشاور ,كما ان تحديد اللجان المصغرة يأتي من قرارات المجموعة والخطوط العريضة التي ترسم لمثل هذه المؤتمرات والتي تكون مبنية من اجندة المؤتمر والنقاش الذي دار في هذا المؤتمر وتوصياته العريضة والتي تحتاج لصياغة ترضي جميع الاطراف.ولكن ما علينا فتهافتهم مفهوم انه يدخل في فكرة اقتسام الكيكة وعن ما سمعوه من افكار رئيسهم
ان الاجراءات التي يقوم بها المؤتمر الوطني في شخص البشير واوامره الان هي حق اصيل لكل الشعب السوداني واذا ما دققنا قسنقول انه حق ينقصه الكثير من حقوق المواطن ولا ادري لماذا التهليل لبديهيات هي من الواجب ان يلتزم بها اي حاكم , وهي حقيقة شئ مفقود لدى شعبنا ولكنها لاتدخل ابدا في لب مشكل السودان الذي زرعته الجماعات المتأسلمة في ما قبل ايام حكمهم وفي اثناءه.
ان الاغراض الخفية من هذا الفعل هو البحث عن مسبب لمواصلة القصف والقتل لاهلنا الابرياء بدعوى القضاء على التمرد وليس للاتفاق حول حل مشاكل السودان والتي,من اهمها هو الاتفاق مع حاملي السلاح الذين لهم قضية عادلة تمثلت في ظلم ماحق وقع على اهليهم في مختلف المناطق وادى الى فقدان ارواح وممتلكات وذلك لان حكومة الانقاذ لم تنظر ابدا الى هولاء الناس كبشر بل اعتبرتهم ادوات تستغل فئة منهم لتحقيق مأربها وذلك بطرقها الدنيئة المعروفة.
ان السودان ليس ملكا لعمر البشير وزمرته ليحددوا لنا مؤتمرات حين يريدون ويصنعوا احزابا كما يشاءون واذا كانوا حقا مخلصين لهذا الوطن فمن الواجب ان يتنازلوا عن حكم البلاد ويسلمونها لاهلها ليقرروا ماذا هم بهم فاعلون لاننا نعرف ان مؤتمرهم هذا هو غشاوة في العيون وتبديل وجوه باخرين فلا الحاكم سيتغير ولا الانقاذ ستذهب ولا الاخطاء ستزول, فكل ماثل في موقع الان هو صورة مكررة ممن سبقه في الموقع وستثبت الايام صحة هذا القول عندما نسمع بانهم قدموا كل شئ وقد ابت المعارضة المسلحة ان تستجيب ولذلك فانهم سيواصلون القضاء عليها …… وهكذا مزيدا من القتل ومزيدا من الصرف ومزيدا من الفساد ومزيدا من الانهيار الاقتصادي …. وسنرى الحملان الوديعة التي جلست على كراسي الحكم الان قد تنمرت ولبست جلود الشر تماما مثل نافع وامثاله خاصة اذا ما لقي مجهودهم الخداعي هذا قبولا لدى بعض الدول النافذة او الدول الباحثة عن مصالحها والمستغلة لدول ضعيفة مثل السودان الذي باعه اهل الانقاذ وسيبيعون المزيد منه اذا نحن لم نشد الاحزمة بحق للقضاء على هذا السرطان…. والساقية لسه مدورة.
هاشم ابورنات
[email protected]
القاهرة16 ابريل 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *