أجراس الحرية والميدان تقرران تعليق الصدور احتجاجاً على المصادرة
(صالح عمار- حريات)
علقت صحيفتا (أجراس الحرية) و (الميدان) صدورهما احتجاجاً علي مصادرة عدديهما ليومي الاربعاء والخميس الماضيين.
و قالت قيادات صحفية ان الاجراءات الاخيرة ضد الصحف تمضي عكس عقارب الساعة وتسونامي التغيير الذي يجتاح المنطقة، ووصفت الحوار مع حزب المؤتمر الوطني (بالعقيم وغير المجدي في ظل هذا الوضع).
واوضح نائب رئيس تحرير صحيفة (أجراس الحرية) الاستاذ فايز الشيخ السليك ـ في مؤتمر صحفي عقد ظهر أمس السبت بمباني صحيفة الميدان ـ أن عددي الاربعاء والخميس تمت مصادرتهما بواسطة جهاز الامن من المطبعة، ولهذا قررت ادارة الصحيفة تعليق صدورها (احتجاجاً علي مصادرتها ولحين وضوح الرؤية).
ووصف السليك مصادرة الصحف والتضييق علي الحريات (بالدوران عكس عقارب الساعة)، ودعا لايقاف الحوار مع المؤتمر الوطني ووصفه (بالعقيم وغير المجدي في ظل استمرار اجراءات التضييق علي الحريات) وشدد السليك علي أن الحوار تحت ظل هذه الاوضاع معناه انقاذ النظام من (تسونامي التغيير الذي يجتاح المنطقة).
وناشد نائب رئيس تحرير صحيفة (أجراس الحرية) الصحفيين للقتال من أجل ضمان حرية الصحافة، وأشار الي أنهم سيصعدون قضيتهم بكافة الوسائل السياسية والاعلامية والقانونية المتاحة، غير أن السليك نفي أي اتجاه لمقاضاة جهاز الامن، وقال انهم لن يعيدوا سيناريو الطعن الذي تقدموا به من قبل للمحكمة الدستورية ضد فرض الرقابة علي الصحف بواسطة جهاز الامن، والذي أصدرت فيه المحكمة قراراً بدستورية الرقابة.
من جهته، أبدي رئيس مجلس ادارة صحيفة (الميدان) الدكتور علي الكنين دهشته من مصادرة الصحيفة قبل قراءاتها، واوضح أن الغرض من مصادرة الصحف هو استنزاف مقدراتها المادية.
واعلن الكنين عن توقف صحيفته عن الصدور غداً، لحين دراسة الخطوات التي سيتم اتخاذها، غير أنه شدد علي توفر خيارات أخري لصحيفته للتواصل مع قرائها.
وحول دعوات المؤتمر الوطني للحوار، قال الكنين أن الحكومة تتحدث عن الحريات وتقوم أجهزتها الامنية بعكس ذلك وأضاف : (وصلنا لحيرة للتناقض مابين حديثهم عن الحريات ومايقومون به من مصادرات ومضايقات).
في السياق، أصدرت شبكة الصحفيين بياناً ادانت من خلاله بشدة مصادرة صحيفتي (أجراس الحرية والميدان) من قبل جهاز الأمن والمخابرات، واعتبرت الشبكة في بيانها أن مصادرة الصحيفتين مخالفة للدستور الإنتقالي والمواثيق الدولية التي صادق عليها السودان، وطالبت جهاز الأمن بالذهاب إلي القضاء في حالة تضرره من أي مادة نشرت بالصحيفة، وفقاً لنص البيان. كما ابدت الشبكة قلقها من إستمرار إعتقال الصحفي بجريدة الصحافة جعفر السبكي لأكثر من خمسة أشهر، ودعت لاطلاق سراحه اوتقديمه لمحاكمة عادلة.
وتوجه اتهامات للحكومة والاجهزة الامنية بقمع حرية التعبير والصحافة في السودان، واعتقال صحفيين دون تقديمهم للمحاكمة وتعذيبهم، واغلاق الصحف، وفتح بلاغات ضد الصحف والصحفيين، وفرض رقابة مسبقة لفترات زمنية طويلة. ويحتل السودان موقعاً متأخراً في قائمة الترتيب الدولي للحريات الصحفية.