______ الثورة تختمر في العقل __________

____صرير القلم ________
بقلم :مصعب طه علي

علي الرغم من التشأؤم واليأس الذي اعتري كثير من الفئات الراغبة والطامحة في انجازالتغيير الا انني علي ثقة كبيرة من ان الثورة السودانية تنجز علي نار هادئة وتسبك ان جاز لنا القول علي جمر غير متوهج

هذا الثبات العميق او ما يتوهمه البعض -ثباتاً او خوفاً-من قبل الشارع له مايبرره ويمكن ان نقول ان اقوي تلك المبررات :
بالدرجة الاولي
هي فكرة البديل والتي عمل النظام بكل هالته الاعلامية ومرتزقته الاعلاميين علي ترسيخها
كماً وكيفا وقد ساعد علي ترسيخ هذه الفكرة المواًقف المتباينة لقوي المعارضة وغياب برنامج الحد الادني وعدم التوافق في الطرح وكثرة المبادرات التي ماان تلد مبادرة تكون محل اجماع حتي تجهضها قيادات المعارضة بمبادرة اخري
وتتواصل المبادرات وفي اتجاه اخر تتواصل الابادة الجماعية لشعب السودان الذي اصبح يقتات الفتات الان
فمن لم يمت بطائرات الانتنوف والميج 21 مات بالجوع والمسغبة وضنك المعيشة
فقد اصبح الشعب السوداني اثنان لاثالث لهما قطط سمان استكرشت واستجعبت من المال العام هذه القطط تقتات علي عرق ودم المواطن السوداني البسيط اما الطرف الاخر وهي الغالبية من اهل السودان التي اكتوت بنير المستعمر الداخلي وبفساده الذي ازكم الانوف وبالنظام الذي ضرب الارقام القياسية في الفساد (فات الكبار والقدرو)
وكذلك من معوقات او من العوامل التي اخرت الانفجار الجماهيري هو :
وبكل وضوح خوف الجماهير خاصة من ناحية الحركات المسلحة والجبهة الثورية وخوف الشعب من الصوملة المحتملة مع وجود ابواق اعلامية تنعق بهذه المقولة انأ الليل واطراف النهار والحالة الليبية التي علي مرمي حجر من نظر السودانيين وقيادات سياسية مرتشية لا هم لها الا تخويف الشارع من القادم وقد اغدق النظام المال الكثير الوفير لهذه القيادات نظير احباط وتثبيط الشعب من التفكير في الثورة والتغيير
وبرغم التطمينات التي ارسلها قادة الجبهة الثورية والتي مفادها وقف الحرب حال سقوط النظام الا ان هذه التطمينات لم تصل الي العامة بل وصل نقيضها عبر دعاية عنصرية سمم بها النظام عقول كثير من السودانيين
فالنظام الغارق من مفرق رأسه حتي اخمس قدميه في العنصرية وفي لجج ادران القبيلة المنتنة عمل علي ترسيخ سياسة تخويف الكل من الكل في حين انه جعل الكل يلجأ اليه لحماية نفسه
كذلك مما عطل الانفجار الكبير عدم وضوح الرؤية وضبابية المشهد السياسي والسياسيين الاكثر ضبابية في بلادي
ففي بلادنا يمسي الرجل معارضاً يسلق الحكومة بألسنة حداد ويصبح وهو يسبح بحمد تلك الحكومة نظير كرسي وثير ومخصصات وبدل وامتيازات
يصبح حكومياً ويمسي اصلاحياً
واحياناً اصلاحياً لأشعار اخر او الي حين التلويح بالوزارة والاستوزار
الصوملة والبلقنة واللبننة التي يبشر بها النظام للاسف وجدت رواج لدي قطاع مقدر من العامة
ساعده في ذلك غياب الجانب الاعلامي لدي الثورة والثوار وقد نسي قادة التغيير المرتجي ان الناس علي دين اعلامهم وان الاعلام الان صار هو الذي يصنع الحدث وليس الذي يغطيه
وعلي الرغم من النوم والثبات العميق الذي لازم الشارع لم نمـل وقطعاً لن نفعـل
فقد كان ومازال وسيظل رهاننا علي الشعب السوداني لأنجاز ثورته التقدمية
الحضارية تلك الثورة التي لاتقصي احد والتي يتساوي فيها السودانيون جميعهم بأختلاف مشاربهم في الحقوق والواجبات تلك الثورة التي تستمد قوتها ليس من واقع جيرانها
ومايسمي بالربيع العربي بل من واقعها المجتمعي وزخمها التاريخي المتمثل
في ثورتي اكتوبر 1964م وابريل 1985م
اذكر اننا في الجامعة _ولازلت_ كنا نردد:
لوحتي ما حتقوم الا القيامة تقوم
حنظل نغنيلك تشرق شموس ليلك حرية يا خرطوم
حــــــــــــــــــرية ياخرطوم
الثورة وعد الحق والحق مع المظلوم
يمهل ولايهمل درس الاله مفهوم
حينما كنا نردد هذه الهتافات تلقاائياً تجد كل الطلاب وعلي قلب رجل واحد
تتحول عاطفتهم تجاه الثورة لكن هذه العاطفة _لا تشبه الاعاطفة اهل العراق
تجاه الحسين_ قلوبهم معنا وسيوفهم علينا
لكن من ناحية اخري يمكن ان نقراء هذا التعاطف بأن الثورة اكتملت فيالقلب وبقي ان يصدقها العقل
وبدهياً ان اي ثورة لن تكتمل حلقاتها
وتنجز مهامها مالم تكتمل شكلاً وموضوعاً ويقبلهاالقلب ويصدقها العقل
والثورة السودانية الان بيقين تام يمكن ان نقول انها في المرحلة الثانية مرحلة وهي مرحلة
تصديق العقل
ومعروف ان العقل لاتوثر فيه العاطفة الجياشة والاحاسيس المرهفة لذلك
يأخذ وقت طويل لأتخاذ قرار التصديق والتسليم بحتمية الثورة السودانية
وتكسير وهدم الثقافة الاجتماعية القائمة الان
وكسر حلقة النفاق الاجتماعي
ولذلك علي القوي الحية الفاعلة وقوي التغيير العمل برؤية استراتيجية
وعمق اكثر وتفهم الشارع والتبسط في طرح المفاهيم الجديدة المناط بها
انها البديل للمفاهيم السائدة الان
خاتمة:
سيظل الرهان علي هذا الشعب قائم وماخاب رهاناً كان طرفه شعبنا الابي
وان الجياد الاصيلة تأتي في المنعطفات الحادة والاكثر خطورة ويقيني ان هذا المنعطف هو المنعطف الاخطر والاكثر خطورة في تاريخ السودان من لدن الاستقلال وتكوين الدولة الوطنية الحديثة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *