مركز جبال النوبة للحوار والتخطيط الاستراتيجي
بيان مهم
لا يزال نظام الإبادة العنصري في الخرطوم يواصل حملته الشعواء مستخدماً كل الوسائل لإبادة شعب جبال النوبة الأبي, ولا شك أن الجميع في العالم قد تابع مؤخراً مسلسل الإبادة التي جرت أحداثه في منطقة البرام والذي راح ضحيته أطفال أبرياء وأصيب العديد من المواطنين جراء القصف الجوي لطائرات النظام. ونحن في مركز جبال النوبة إذ نترحم على أرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم في تلك الغارة الغادرة وذلك القصف البربري الذي ما فتيء يطال أبناء وبنات وأطفال النوبة بصورة يومية، نتضرع إلى العلي القدير أن يتقبلهم قبولاً حسناً وأن يسكنهم فسيح جناته، و نتمنى عاجل الشفاء لجرحانا.
إن ما تفعله عصابة المؤتمر الوطني بأبناء وبنات النوبة قد طفح كيله وبلغ سيله الزبى، فالقضية الان لم تعد مجرد حرب يخوضها النوبة بل أنها صراع من أجل البقاء والحفاظ على أرضنا وموروثاتنا الثقافية والتاريحية كشعب أصيل ومكون أساسي للأمة السودانية.
فالحكومة السودانية ممثلة في الحزب الحاكم لا تزال سادرة في غيها, فها هي تستنفر كل المرتزقة والجنجويد من خارج الحدود وتبعث بهم إلى المنطقة لضرب النوبة في معقلهم وأرض أجدادهم التي وجدوا فيها. وإننا كأبناء للمنطقة بالخارج نستنكر هذا السلوك الوحشي الذي يتعارض مع كل القيم والمواثيق الدولية. ونود أن نشير هنا إلى أن الدهشة تتملكنا من هذا التجاهل والصمت المريب من قبل المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان حيال ما يرتكبه نظام الإبادة في الخرطوم من إنتهاكات فظيعة بحق المدنيين العزل؛ ضارباً عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية التي ترعى حقوق الإنسان. . كما أننا نستهجن إلتزام الشعب السوداني, ومكوناته من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني الصمت في مواقف تستدعي الجهر بالحق. فأهل السودان في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور أولي وأحق بالمناصرة, عبر التظاهر وتقديم الدعم المعنوي والمادي, من الشعب الفلسطيني والمصري والسوري. وإنها لسانحة ندعوا فيها الشعب السوداني لتحمل مسؤوليته الوطنية المتمثلة في حفظ وصون كرامة الإنسان وتراب هذا الوطن الذي بدأت تتمزق أطرافه بإنفصال جنوبه عن شماله.
إننا في مركز جبال النوبة للحوار والتخطيط الاستراتيجي ندين وبأقسى العبارات كل ما يقوم به المؤتمر الوطني من إذلال للنوبة وإبادتهم بدافع عنصري بغيض. ونرى أن أمر الاستعانة بالأجنبي (جنجويد مالي) واقحامه في صراع داخلي هو الإفلاس عينه, كما أنه يعتبر اعترافاً صريحاً بالهزيمة النكراء التي تلقاها النظام على يد مقاتلي النوبة الأشاوس.
بناءً على ما تقدم، فإننا من باب التنبيه, نقول إنه إذا ما تمادى النظام في هذه الجرائم فسوف يضطر أبناء جبال النوبة لإعلان تقرير مصيرهم من طرف واحد، واراحة أهلهم من هذا الاستهداف العنصري المقيت.
ويهيب المركز بكل أبناء الشعب السوداني, وأبناء النوبة على وجه الخصوص في كافة أنحاء العالم, ومنظمات المجتمع المدني السودانية والنوبية أن يعملوا على فضح جرائم الحكومة من انتهاكات لحقوق الانسان وجرائم الإبادة الجماعية لشعب النوبة وكل المقهورين في السودان. كما ندعوهم بالتحرك سريعاً لدعم اخوتهم بالداخل ولو بأضعف الإيمان عبر الدعم المعنوي في كفاحهم من أجل البقاء وصون أرضهم وعرضهم.
عاش كفاح شعب جبال النوبة وكفاح كل المقهورين في السودان, وعاشت الثورة من أجل الكرامة. وإنه لكفاح حتى النصر، ولا نامت أعين الجبناء.
.إعلام المركز