الخرطوم – النور أحمد النور
تعهد الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت الاسراع فى تنفيذ اتفاقات التعاون التي وقّعا عليها سابقاً، في حين أقر البرلمان السوداني عملية سحق تحالف متمردي «الجبهة الثورية» والقضاء عليه في عملية «الصيف الحاسم». والتزم البشير وسلفاكير خلال لقائهما على هامش القمة العربية-الافريقية الثالثة التي عقدت في الكويت الاربعاء، بعقد اجتماعات بين وزيري دفاع البلدين والأجهزة الأمنية المشتركة، في الخرطوم خلال الفترة المقبلة لتسوية خلاف يعطل فتح الحدود والتبادل التجاري.
وأعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي عقب عودة البشير من الكويت امس، عن خطوات جديدة للإسراع بتنفيذ اتفاقات الرئيسين. وأضاف أن القمة ناقشت عدداً من القضايا أبرزها إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح بين البلدين، مشيراً إلى اتخاذ «خطوات تنفيذية جديدة في هذا المجال».
وكان السكرتير الصحافي للرئيس السوداني عماد سيد أحمد، تحدث الأسبوع الماضي عن ترتيبات لعقد قمة رباعية في الكويت تجمع البشير مع نظرائه من جنوب السودان وأوغندا، إضافةً إلى رئيس الوزراء الإثيوبي، إلا أن تقارير إعلامية كشفت أن خلافات سودانية–أوغندية، حالت دون التئام القمة.
واعتذرت الخرطوم عن تلبية طلب كمبالا عقد لقاء يجمع البشير مع نائب الرئيس الأوغندي ادوارد سكاندي، بحجة «زحمة جدول الأعمال».
وكانت الرئاسة السودانية ترغب في التزام أوغندي بعدم دعم وإيواء المعارضة السودانية المسلحة، فيما تفضّل أوغندا وجنوب السودان أن تقتصر الجهود على الدعوة إلى استئناف المفاوضات بين الخرطوم والمعارضة المسلحة.
من جهة أخرى، أطلق البرلمان السوداني يد القوات النظامية لـ «تطهير» البلاد من الحركات المتمردة، مؤكداً أن «الجيش يمتلك حالياً زمام المبادرة ويهاجم المتمردين في مواقعهم ولا يدافع كالسابق»، حتى باتت قوات تحالف متمردي «الجبهة الثورية» محاصرة.
وقالت نائبة رئيس البرلمان سامية أحمد محمد، إن حركات التمرد باتت ضعيفة جداً، مشيرةً إلى «التخبط في هجماتها وهروبها من ساحات المعارك الحقيقية»، مشيرةً إلى أن «الصيف سيكون حاسماً للتمرد».
وقلل رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان محمد الحسن الأمين من أثر هجوم «الجبهة الثورية» على مدينة أبوزبد في ولاية غرب كردفان وقصف كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، ووصفه بأنه «محاولة لإظهار القوة».
في غضون ذلك، أعلن سكان في مناطق يسيطر عليها المتمردون في جنوب كردفان أن 6 أشخاص قُتلوا، ثلاثة منهم من أسرة واحدة وأصيب 18 آخرون في قرية كجورية في محافظة الدلنج جراء قصف سلاح الجو الحكومي المنطقة.
وقال الزعيم القبلي خميس سوبا إن الطيران العسكري قصف المنطقة مدة خمسة أيام، ما تسبب بدمار في الممتلكات والمزارع ونفوق عشرات المواشي ونزوح حوالى 2700 شخص.
على صعيد آخر، قال الطيب مصطفى وزير الدولة السابق للإعلام وخال الرئيس عمر البشير، إن النظام السوداني «عسكري ديكتاتوري فاسد ولا يمكن اصلاحه»، مشيراً إلى أن علاقته بابن أخته تأثرت بسبب اختلافاتهما السياسية. وأضاف مصطفى الذي يرأس حزباً تبنى الدعوة إلى انفصال جنوب السودان، أن «أحداً من الحزب الحاكم لا يجرؤ على الوقوف في وجه البشير. انهم يفعلون ما يشاء، وهذا جعله ينفرد بالحكم والقرار النهائي في أي شيء له وكل من يخالفه الرأي يتم طرده».