ايعقل ان تعتقل وتعذب سمكة البردة

ايعقل ان تعتقل وتعذب سمكة البردة
حسن اسحق
 خبر مؤسف ورد في الصحف الصفراء ان سمكة (البردة) كانت السبب في اغتيال وموت طلا ب جامعة الجزيرة الاسبوع الماضي ،ويحمل الخبر في طياته الكذب المباح والنفاق الصريح والمجافي لحقائق الاحداث الاخيرة واستهتار بالنفس البشرية ،وتهربا من المسؤولية كي لا يفتح ملف للتحقيق وكشف الملابسات من الالف للياء ،ويشير الخبر اللعوب ،حسب تقرير الطبيب الشرعي بمشرحة ود مدني ،رجح ان تكون سمكة البردة التي تحمل شحنة كهربائية قد صعقتهم داخل الماء ،ما ادي الي شل حركتهم وموتهم غرقا،ولم يقف الامر علي هذا الحد ،واضاف ان طلاب دارفور ليسوا معفيين من الرسوم ،وذلك لانتهاء اتفاقية ابوجا بتوقيع الدوحة التي حددت الاعفاء للطلاب النازحين بالمعسكرات ،حسب ما صرح به اتحاد طلاب الجزيرة . ان التصريح في حد ذاته ،به استخفاف واستهتار بارواح الطلاب المناضلين بحقوقهم المكفولة ،واستفزاز لاسرهم ،والاستهوان بالا رواح التي ضاعت في زمن ،هم الاحق بالوجود ،لبناء وطن يسع الجميع ،واخرين ،هم المفترض او الاحق بالذهاب ،هذا لا يعني سلب حقهم الطبيعي في الحياة .ايعقل ان تقتل سمكة البردة المزعومة اربعة طلاب ،هل السمكة ،هي التي اعتقلت الطلاب الي اماكن ليست معروفة ،عذبتهم ونكلت بهم ،وبعدها فارقوا الحياة ،والقي باجسادهم البريئة في ترعة قرب النشيشيبة ؟هل كل هذا قامت به هذه البردة،ويالها من سمكة ،تخصصت في قتل الطلاب مائيا ،الخبر لم يتطرق الي اعتقال السلطات ويذكر الطلاب ان الجثث التي وجدت داخل الماء ،كانت بها اثار تعذيب ،ولم اسمع في حياتي ان سمكة لها قدرات ومهارات في تشويه جسم الانسان او تعذيبه، اذا كانت هذه السمكة هي الجاني،لماذا رفضت سلطات الولاية تسليم تقرير الطبيب الشرعي لهم ،كي تتضح صورة الاختفاء المجهول ،انها ليست بسمكة ،لكنها سمكة الانقاذ ،المؤتمر الوطني ،وانها بردة جهاز الامن ،التي اذاقت الصحفية هندوسة ،من شحناتها الكهربائية .ان الهدف من نشر خبر يحمل في مضمونه الاكاذيب الاكيدة ،محاولة السلطات رفع يدها عن كل مادار في الايام السابقة ،وتضليل للرأي العام المهتم بقضية هؤلاء المناضلين الشرفاء ،ضحوا من اخواتهم واخوانهم ،لغد افضل في المسيرة التعليمية ،كانوا علي علم ان مصيرهم ليس افضل من سبقوهم ،ضحوا في سبيل كرامة وانسانية الجميع،الرسالة في غاية الوضوح،لولاها ،ما تضامن معهم كل طلاب الجامعة بمجمعاتها المختلفة والتنظيمات السياسية الطلابية ساندوهم في
حقهم المكفول . صقر اسرائيلي يتجول في سماء ولاية غرب دارفور،والسلطات تكتشف وجوده ،ويحمل جهاز للرصد والتعقب ،كل يوم يحيكون تفاصيل تخلو من الامانة، ليصدقهم المواطن السوداني ،باعتبارهم حاميي شرع الله وتطبيق تفاصيله في دولتهم الدينية الكاذبة،بسببها دمروا السودان ،البعض ادرك تمثيلية الصقر الذي حضر الي السودان المترامي الاطراف من تل ابيب،والي غرب دارفور بالذات ،قاطعا كل هذه المسافات دون ان يرصده اي رادار او جهاز تعقب ،ومن الذي يتحمل عواقب هذا الدخول غير الشرعي ،وهل اسرائيل بهذا الغباء تضع جهاز ،وتكون علامته صنع في دولتها،من يحترف التجسس لن يفوته شئ كهذا ،وفي مفهوم التجسس والرصد يعتبر من البديهيات ،وفي كل مرة يخرجون علينا باكاذيب قمة في التلاعب بالعقول ،هم الكاذبون قد لا يصدقونها .ان اسطورة سمكة البردة التي روج لها النظام ،والصقر الذي يحمل في طياته اجهزة تعقب ،شبيهة بمسلسل الكلا ب الضالة ،قبل عامين عندما اقتربت الانتخابات ،سيطرت الكلاب علي عناوين الصحف ،وجدت الكلاب الضالة فرصة متساوية مع المرشحين في الا،نتخابات المضروبة ،لسيطرة الحدث علي الشارع العام ،في كل مرة يبتكرون شئ جديد ،وليس بحقيقة ،بسبب الضغط المعيشي، ثمة مواطن انتفض غاضبا ،واصبح يردد ان قصة الذهب هذه احدي الاكاذيب التي تعودنا عليها ،وظهرت مع رفع الدعم عن المحروقات وبقية الاشياء،مرددا،تحول النظام من بث الحلقة الاخيرة لمسلسل الكلاب ،وبدأ في بث حلقات الذهب في حياة المواطن العادي . وما هذه البردة الي سلسلة بسيطة المؤلفات فاقدة الامانة والصدق ،ولا ادري ما الاكذوبة التي تنشر اعلاميا في المرة المقبلة. الحدث المحزن ،اكد ان طلاب الجامعات السودانية ،رغم سيطرة الحكومة علي اتحاداتها الطلابية ،اثبت الطلاب انهم علي مسؤولية، بتضامنهم في تظاهرات ترفض اراقة الدماء ،وشوارع العاصمة احتشدت بالطلاب والمتضامين رافعين شعار مقتل طالب مقتل امة ،لم تفرقهم تكتيكات الامن، بحجة عنصرية رخيصة ان المتظاهرين اذرع للحركات المسلحة ،وينفذون اجندة خارجية ،كل هذا لم يكن عائقا وعقبة في خروجهم مع بقية اخوانهم،لادراكهم ان اصحاب القضايا لا يموتون ابدا ،مهما بلغ الطغيان ذروته وقمته، هؤلاء نهايتهم السقوط ،ويفتح ملف السمكة لاظهار الحقائق ،وتقديم كل من اجرم في حق الطلاب من دارفور او بقية مناطق السودان الحبيبة علي قلوبنا،الانسان هو الانسان ،سواء من الجبال والنيل الازرق والشرق الشمال والوسط
حسن اسحق
صحفي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *