إبراهيم الكرسني
لقد تابعت كغيرى من المهتمين بالشأن السوداني العام المقالات النقدية اللاذعة التى دبجها مؤخرا الكاتبان الطيب زين العابدين وعبد الوهاب الأفندي، قدحا فى تجربة حكم الإنقاذ، التى يبدو أن الضرر الذى جرته عليهما، وعلى بقية من يشايعهم من قادة تنظيمهم الجديد، لا يقل عن حجم الضرر الذى لحق بالسودان وشعبه، وتأملتها جيدا، علنى أصل الى إجبات محددة حول مجموعة من الأسئلة، من قبيل ما هو المقصود منها؟ وما هو الهدف الذى ترمي إليه؟ ولماذا تمت كتابتها ونشرها فى هذا الوقت بالتحديد، علما بأن كوارث الإنقاذ قد بدأت منذ شهورها الأولى، وكان هذان الكاتبان تحديدا يعلمان بها تفصيلا و يقينا؟
هنالك عدة نقاط أود أن ألفت نظر القارئ الكريم إليها قبل أن أدخل فى صلب موضوعنا اليوم، وهي:
1- أن مسمى ’الإخوان المسلمين‘ قد تم نجره فى مصر خصيصا لتغبيش وعي الجماهير عن طبيعة تنظيمهم الماسوني، بل هو فى واقع الأمر أخطر منها بكثير، كما أوضحت تجربة حكمهم المريرة و الظلامية فى السودان. هذا من ناحية، أما من الناحية الأخرى فإن الهدف الأول لنجرهم هذا المسمي فهو لخداع بسطاء المسلمين بإسم الدين وإستدرار عطفهم لكسب تأييدهم فى الوصول الى أهدافهم التى هي للماسونية أقرب منها لأهداف الدين الإسلامي الحنيف، وتمييز أنفسهم عن بقية أفراد المجتمع المسلم بالفطرة، حيث أطلقوا شعارهم الشهير،”الإسلام بحر ونحن كيزان نغرف منه”. ومن هنا أتت كنيتهم الشهيرة،”الكيزان”.
2- إنهم لا يلتزمون كثيرا بهذه المسميات وإنما ينجرونها نجرا حسب مقتضى الحال، ودونك قارئي العزيز تلونهم وتقلبهم فى الأسماء و المسميات لتنظيمهم الإجرامي فى السودان بدءا من حركة الإخوان المسلمين، ثم جبهة الميثاق الإسلامي، ثم الإتحاد الإشتراكي السوداني، ثم الجبهة الإسلامية القومية، ثم المؤتمر الوطني/الشعبي، وأخيرا الحركة الإسلامية. بمعنى آخر فإنهم يغيرون جلودهم كما الحرباء تماما طالما أن ذلك يحقق هدفهم المتمثل فى خداع الجماهير و المتاجرة بالدين الإسلامي الحنيف لأغراض دنيوية بخسة و رخيصة.
3- إعتماد الكذب الصراح كمنهاج عمل لهم وفقا لفتاوى تستند الى الدين الإسلامي الحنيف، زورا وبهتانا، يصدرها شيوخهم الكذبة وفق مقتضى الحال، وبإنتهازية مكشوفة وإستغلال ردئ للدين دون أن يطرف لهم جفن، حتى إكتسبوا ’قوة عين‘ يحسدون عليها من واقع ذلك الكذب الممنهج.
4- تمكن هؤلاء القوم، من خلال هذا النهج الردئ و المتهافت، من الإطاحة بنظام حكم ديمقراطي منتخب، وسرقة السلطة السياسية بليل، وخداع الناس جميعا بأنهم قد فعلوا ذلك بإسم القوات المسلحة السودانية، وهي منهم براء، كما براءة الإسلام منهم، و الذي ظلوا يتاجرون بإسمه منذ ذلك اليوم المشؤوم وحتى اللحظة الراهنة.
5- حينما دانت السلطة المطلقة لهم فعلوا بإسم الإسلام ما لا يخطر بعقل بشر سواء من خلال إستعمالهم للقوة الخشنة المفرطة ضد خصومهم السياسيين ووصولهم حدا بلغ حد الإغتيال و التصفية الجسدية، حتى وإن كان ذلك لتصفية حسابات شخصية محضة، كما حدث للشهيد مجدي محجوب مع إبراهيم شمس الدين!
6- تقول الفرنجة، “إن السلطة تفسد…والسلطة المطلقة تفسد فسادا مطلقا”. فما بالك، قارئي العزيز، حينما تكون هذه السلطة ذات طابع عسكري دكتاتوري، وفوق هذا وذاك متلبسة لبوس الدين الحنيف؟ عندها تكون الفاجعة الحقيقية التى يكون ضررها على الدين أكبر من ضررها على المجتمع نفسه. لقد أفرزت هذه السلطة المطلقة المتلبسة بلبوس الدين فى السودان مفهوما غاية فى الغرابة، وهو مفهوم ’التمكين‘، الذى لا يستند الى أي علم، أو تجارب بشرية ناجحة، أو حتى ما عرف من قيم الدين الإسلامي الحنيف التى تنادي بالعدل و المساواة بين البشر بغض النظر عن الجنس أو اللون، لا لفضل لمسلم على آخر إلا بالتقوى، وليس بالإنتماء السياسي، أو الحركي، أم الأسري، أو الشخصي، كما فعل هؤلاء الأبالسة فى السودان.
7- إنطلاقا مما ذكر أعلاه فإنني أناشد جميع قادة الفكر و الرأي فى السودان، والعلماء الأجلاء، والأكاديميين بالكف عن ربط هؤلاء المجرمين بالدين الإسلامي الحنيف بأي شكل من الأشكال، وإن كان ذلك على مستوى التنظيمات السياسية، أومنظمات المجتمع المدني الأخري. فهل هنالك إساءة للإسلام أكبر من أن تجد مؤسسة ما تنهب ثروات السودان، وتسرق قوت شعبه ليل نهار، ومن ثم تطلق على نفسها إسما يقترن بالإسلام لذر الرماد فى العيون، ولدغدفة مشاعر بسطاء المسلمين فى السودان، من قبيل’بنك…الإسلامي‘،..’مؤسسة…الإسلامية‘..’سوبرماركت..الإسلامي‘..’شركة…الإسلامية‘، حتى بلغ السخف بهم أن أسموا كوافير تسريح النساء بأسماء إسلامية! فهل هنالك عبث وإستخفاف بقيم الدين الإسلامي الحنيف ومقاصده النبيلة أكبر من هذا؟
ولنأتي الآن الى صلب موضوعنا المتمثل فى تحديد الهدف المحوري للكتابات الأخيرة للطيب زين العابدين والأفندي، وسنأخذ المقالة الأخيرة لعبد الوهاب الأفندي، والتى أعادت نشرها صحيفة الراكوبة الغراء بالأمس الموافق 14/2/2012م كنموذج لهذه الكتابات.
تمحورت المقالة حول سياسة ’التمكين‘ التى سنتها الإنقاذ فى بداية عهدها، وإستمرت تعمل بهذا النهج طيلة ثلاثة وعشرين عاما إلى أن إكتشف رئيسها الهمام بالأمس القريب حجم الضرر و المآسي التى جرتها ليس على جهاز الخدمة المدنية فقط، وإنما على المجتمع السوداني بأسره، وعلى مستقبل التنمية الإقتصادية و الإجتماعية فى البلاد لعقود طويلة قادمة، لأنها وببساطة شديدة قد أصبحت أسلوب حياة لكل من له علاقة بهذا النظام الفاسد المستبد.
إنني أشك كثيرا فى أن الإنقاذ ستقوم بمراجعة سياساتها الخاطئة فى مختلف المجالات و الميادين، ويأتي فى قلبها بالطبع سياسة ’التمكين‘ سيئة الذكر، لأن البداية الصحيحة تكون ليس بمعسول الكلام وحده، كما ورد على لسان السيد الرئيس مؤخرا، وإنما بالإعتراف بالخطأ أولا، والإعتذار عنه علانية وعلى رؤوس الأشهاد ثانيا، ومن ثم تحديد الوسائل التى سيتم بمجبها جبر الضرر وتعويض جميع من تضرر من هذه السياسة الظالمة تعويضا عادلا، ورد الإعتبار إليه إجتماعيا وأخلاقيا. أما أن يأتي الحديث على عواهنه، فإن الشعب السوداني قد شبع من الحديث الفارغ الذى لا يقدم ولا يؤخر من أي إنقاذي أتى، حتى لو كان ذلك رئيس البلاد نفسه!
لقد إكتشف هؤلاء الأبالسة عقم سياسات التمكين و القوة الخشنة المفرطة التى جربوها لفترة تزيد على العقدين من الزمان ولم تجر على البلاد وشعبها سوى المأساة تلو المأساة، و النكبة تلو الأخرى، ومن ثم بدأوا فى إعادة النظر فى إستراتيجيتهم التى أدخلت البلاد فى عنق الزجاجة و التفكير فى كيفية الخروج من هذا المأزق. عندها تفتقت عبقرية كتابهم ومفكريهم، كالطيب والأفندي، فى إستراتيجية جديدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بلوة الإنقاذ!
تتمثل هذه الإستراتيجية فى إبعاد من يسمونها ب’الحركة الإسلامية‘، ومن ينتمون إليها، من جريمة الإنقلاب العسكري الذى نفذته نفس هذه الحركة فى الثلاثين من يونيو من عام 1989م، وكذلك غسل يدها، وأيديهم، من جميع الجرائم الفظيعة وغير المسبوقة فى حق الوطن و المواطنين. وتتلخص هذه الإستراتيجية فى توجيه النقد اللاذع للإنقاذ كتجربة سياسية، ولقادتها الحاليين كأكباش فداء يفتدون بهم المجرمون الحقيقيون الذين خططوا لهذا النظام الفاسد المستبد، وأشرفوا على جميع الجرائم التى إرتكبها، وأصدروا له الفتاوى الدينية التى تبرر إرتكابها. وقد كان هؤلاء الكتاب جزءا لا يتجزأ من تلك العصابة المجرمة
إنها إستراتيجية ’القوة الناعمة‘ التى يحاولون من خلالها إحياء تنظيمهم الذى أسموه ’الحركة الإسلامية‘، والتى يحاولون أن يوهمونا بأنها قد ماتت وإندثرت من قبل قيام الإنقاذ! وفى تهافتهم هذا يودون إقناعنا بأن ’الحركة الإسلامية‘ بريئة من هذا الإنقلاب وتبعاته براءة الذئب من دم إبن يعقوب! وبالتالي فإن تسجيل جريمة الإنقاذ على مجهول سيساعد كثيرا فى نجاح هذه الإستراتيجية التى تقوم على إفتراض أن الشعب السوداني لا ذاكرة له، وأنه فوق هذا وذاك، مسامح كريم! ويعتمدون فى ذلك على أسلوب الإستهبال السياسي و الكذب الصراح الذى أصبح منهجا لهم، ومكنهم من حكم البلاد طيلة هذه الفترة الكالحة، بل وبلغ بهم الإستخفاف بعقول الشعب السوداني مبلغا يفوق حد الوصف، كما تدلل على ذلك المقالة الأخيرة لعبد الوهاب الأفندي، وهي خير برهان على صحة ما نقول.
وسأورد لك، عزيزى القارئ، نماذجا فقط من هذا المقال، لكيلا أرفع ضغطك، المرتفع أصلا بفضل جرائم هؤلاء القوم، لأدلل بها عن محاولة خداعهم مرة أخرى لهذا الشعب العظيم وبيعنا ’الإنقاذ2‘، ولكن هذه المرة فى ثوب جديد ناعم الملمس كالحرير. يقول السيد الأفندي فيما يتعلق بالتمكين بأنه مجرد زعم و’أسطورة‘، وأيم الله إنه قال أسطورة، ألصقت بالإسلام والإسلاميين، لاحظ عزيزي القارئ ربطهم للإسلام بكل ما يكتبون ويفعلون، وهم لم يكن لهم نصيب منه. وإليك ما قاله هذا الرجل فى هذا الشأن، ” المحصلة النهائية لكل هذا هي أن ‘التمكين’ المزعوم لم يكن للإسلام والإسلاميين كما هي الأسطورة الشائعة، بل لطائفة واسعة من المنتفعين وأهل الطاعة والمستعدين لإرسال عقولهم وضمائرهم في إجازة مدفوعة الأجر”.
إذا كان من يسمون أنفسهم بالإسلاميين لم يستفيدوا من هذا التمكين، فمن هو المستفيد ياترى؟ إن ما أود أن أقوله فى هذا الشأن أن السيد الرئيس لم يتراجع عن هذه السياسة الإجرامية، ولو قولا على الأقل فى الوقت الراهن، إلا بعد أن مكن جميع ’الإسلاميين‘ من مفاصل الحكم، و الخدمة المدنية، والجيش و الشرطة، وحتى الشركات و المؤسسات التجارية، و لم يجد إسلاميا واحدا ’فضل‘ ليمكنه بعد تطبيق هذه السياسة لفترة زادت على العقدين من الزمان!
ثم يأتي السيد الأفندي ليقول لنا بأن تمكين الإسلاميين مجرد ’أسطورة‘، أو ليأتي السيد الطيب زين العابدين ليصفهم ب ’الأطهار‘، ويذهب خطوة أبعد من الأفندي ويدعوهم الى إعادة تنظيم أنفسهم وإستعادة تنظيمهم الذى سرقوه ’إخوانهم‘ فى الضفة الأخرى من بحر الإنقاذ المتلاطم الأمواج! وقد ذهب الأفندي فى محاولة إبعاد نفسه ومجموعته من حكم الإنقاذ مذهبا إفترض فيه إرسال عقول وضمائر الشعب السوداني فى إجازة، ولكنها غير مدفوعة الأجر، حيث قال وبجرأة يحسد عليها،” وقد علمت من إسلامي مخضرم يعمل بالخارج إنه التقى أحد وزراء الحركة الشعبية بعد اتفاقية السلام فطلب منه مازحاً- أن يوجد له وظيفة في وزارته، فرد الوزير بعفوية صادقة: ‘إن جماعتك هؤلاء لا يريدون الإسلاميين!’… فتأمل عزيزي القارئ، أليست قوة عين يحسد عليها؟
لكنني أرجوك، عزيزي القارئ، أن تتأمل معى هذه الهضربة،”
ولكن رغم شكوى كبار المسؤولين من ‘انتقادات’ الإسلاميين، فإن موقف غالبية الإسلاميين كان في مجمله سلبياً. فكثيرون قبلوا بما فرض عليهم إقصاء، وانزووا إلى شأنهم الخاص، إلا حين توكل لهم مهام محددة. آخرون قبلوا بالأدوار التي أوكلت لهم، سواءً في المؤسسات العامة أو الخاصة، ولم يشغلوا أنفسهم بالاتجاه العام للأمور أو السياسات المحورية، فكان هذا أشبه إلى حد كبير بالاهتمام بالشأن الشخصي. على سبيل المثال فإن كثيراً ممن عملوا في ملف الجنوب، وهو في نظري أهم ملف في عهد الإنقاذ، لم يكونوا يطرحون أسئلة حول التوجهات الاستراتيجي حول الجنوب، ولم يكن هناك منبر لهؤلاء لمناقشة التوجهات الكبرى والقرارات المحورية حول هذه القضية. ويمكن أن يقاس على ذلك من تولوا مهام أخرى أقل شأناً. آخرون اختاروا الانصراف إلى ‘الجهاد’ في الجنوب فيما يشبه التوجه ‘الانتحاري’ هرباً من تعقيدات لم يستطيعوا التعامل معها”.
إن محاولة السيد الأفندي إبعاد نفسه ومن معه من جسم الإنقاذ المهترئ أجبرته بأن يقول الشئ ونقيضه فى ذات الوقت. وإن لم يكن ذلك كذلك فكيف يكون ل”كثيرون قبلوا بما فرض عليهم إقصاء، وأنزووا الى شأنهم الخاص” أن توكل لهم “مهام محددة”، كما أشار الى ذلك فى ذات الجملة! هل يعقل ذلك وبالمنطق البسيط ؟ هل يعقل أن تهمش إنسانا حد درجة الإنزواء، ثم تكلفه فى ذات الوقت بمهام محددة؟؟ أرجوك قارئي الكريم أن تتحسس “القنبور” الذى يفترض وجوده على رأسك السيد الأفندي!؟ هذا ناهيك عن وصف السيد الأفندي ل “جهادهم” فى الجنوب ب”التوجه الإنتحاري”. وسؤالي له لماذا لم تقل هذا الحديث على الملأ حينما كانت تدور رحى محرقة الحرب فى جنوب البلاد لتقضى على شباب البلاد من الجانبين، وتقضى كذلك على الأخضر واليابس بها.
لكن ثالثة الأثافي تمثلت فى محاولة إنكار السيد الأفندي بمعرفته المسبقة بالإنقلاب أو هويته فى شهوره الأولى جملة وتفصيلا. وهاك ما قاله فى هذا الشأن، “بعد مرور بضعة أشهر على انقلاب يونيو 1989 الذي أوصل نظام الإنقاذ القائم إلى السلطة، وصلت إلى الخرطوم في زيارة بعد غياب عن السودان لقرابة عامين. وكنا وقتها لا نزال على كثير من الشك حول هوية الانقلابيين وتوجهاتهم، رغم تواتر المعلومات عن كون الإسلاميين وراء الانقلاب.”
تواترت للسيد الأفندي معلومات، وهي صادقة وموثوق بها بكل تأكيد، بحكم موقع السيد الأفندي القيادي بهذه الحركة منذ أن كان طالب بجامعة الخرطوم، ولكنه على الرغم من ذلك كان،”على كثير من الشك حول هوية الإنقلابيين وتوجهاتهم”…. فتأمل…إنه رجل صادق بالفعل!! هذا الرجل قد دافع عن جرائم الإنقاذ فى أسوأ أعوامها، حينما كان مستشارا بسفارة السودان بلندن، وإستفاد إستفادة شخصية من سياسة التمكين التى يهاجمها الآن، ثم يأتى ليقول لنا بأنه لا يعرف عن هوية الإنقلابيين وتوجهاتهم شيئا!
ما أود تأكيده للسيد الأفندي ومجموعته فى نهاية هذا المقال هو أن إستراتيجية ’القوة الناعمة‘ التى تفتقت عنها عبقرية ’الإسلاميين الجدد‘ لن تنطلى على أحد. وأن محاولتكم إعادة إنتاج نظام ’الإنقاذ2‘ سوف تبؤ بالفشل المؤكد بإذن الله، لأن محاولتكم الفطيرة هذه لن تنطلى على أحد، وأن أكاذيبكم المفضوحة لن تصمد أمام شمس الحقيقة الساطعة التى عرفها شعبنا عن طبيعتكم، وطبيعة تنظيمكم، الذى تحاولون بعثه مرة أخرى بعد أن إندثر. وإنكم إن ظننتم أنكم بفعلتكم هذه ستخدعون الشعب
السوداني مرة أخرى، فإنكم واهمون. وإنما بفعلتكم هذه فإنكم لن تخدعوا سوى أنفسكم وسوى” المنتفعين وأهل الطاعة والمستعدين لإرسال عقولهم وضمائرهم في إجازة مدفوعة الأجر” فى نهاية المطاف.
15/2/2012م