اذا لاينجو من الضرب حتي البروف فكيف أنجو من الذبح أنا الخروف
بقلم:شول طون ملوال بورجوك
كثيرا ما يشتكي العالم الثالث بضجر وغضب ، مرة بصوت جهير واحيانا يكتفي بأنين أوطنين . يئن في أن اختطف العالم الاول خيرة أبناءه منه قسرا ، وهم علماء نوابغ في شتي ضروب العلوم وكلٌ في محيطه خبير عليم فهيم .. يهاجرون علي مضض الي العالم الغربي قارات اخري :اوربا ،امريكا كندا او استراليا في رحلة اللإياب ، احيانا يقولون قبل الفراق لاعزاءهم باي باي وداعا لو ليس في قول امر خطير وتارة خلسة حين تصبح كلمة وداع واعلان سفر مصحوبا ومعنونا بكلمة خطر فلا تنطق لا تقال او تذاع. ان لم يحفظ المسافر سره سر الليل ،سر الهجرة و السفر الي بلاد المهجر جيدا ،فربما ينتهي به اهماله كتمان الخبر الي غياهب السجون و هناك يلازمه سكن الزنازين وبئس المصير!! والاسواء من ذلك هو إن رافقه نحس او سؤ طالع فربما يصبح اعرابه عما قريب خبرا لكان او احدي شقيقاتها كأن يقال عنه كان المرحوم اقتصاديا لامعا او ان يقال لن يفرح فلانٌ كثيرا ما دام زيد اخوه يُفتقد….
لايزال العالم الثالث حتي اليوم يفقد يوما بعد يوم شهرا بعد شهر وعاما بعد عام أميز كوادره الذين لولا هجرتهم كانوا نهضة وتقدم لبلادهم و معاولا لبنائها وإعمارها. ولا تزال حكوماته تشتكي وتكتفي فقط بالشكوي والبكاء ولاتكلف نفسها يوما مجرد طرح سؤال علي سبيل: لماذا هؤلاء يفرون ؟ وعلام يذهبون و يهربون الي هناك بعيدا تاركين وراءهم ما هو احب الي نفوسهم، اوطانهم ،مهد طفولاتهم، أرض ذكرياتهم و أهلهم وأحبتهم؟..
من طرفهم يهرب حكام بلاد الدنيا الثالثة ،يخافون من هذا السؤال و عنه يسكتون قصدا ويبدو ان الاسباب لدي الجميع في الصمت مفهومة ومعلومة ا و لا ن الرد عليها يحرج و ربما يثير في الاخرين بعض الفضول .وبما اننا نيابة عنهم قد سألنا كما ترون كذا وجب علينا الاتيان بالرد واوعدكم اني عليه سوف أجيب و فيه لن أفيض و لن اتحرج طالما لست بحاكم و لست ايضا بجاره المليوني من كل الاتجاهات!!! بل إني احد الملايين الغلابة مثلكم..
السبب الاول كما أظن واري هو بالمكشوف انهم ، اي من يحكمون، لا يحترمون للرجال عقولهم ولا يبصرون ما في العقول فلا يجنون تلك الثمار والحبوب اليانعة و الكامنة فيها وثانيا لانهم، اي من بايديهم بمقاليد الامور قابضون، يؤمنون فقط بالسلاح مصدرا للقوة و دوام الحكم وطول الزمان في قصر المُلك و السلطان، لا من ارادة شعوب ولا من علم من الكتب يدرس ا وينهل من بين السطور، لا من حجرات الدرس بعد طول الجلوس، لا من المعامل ولا من القاعات بعد سيمسترات اوفصول..
في عالمنا الثالث لا يهم مَنْ أتي بماذا من الفصول ومن الكتب بل الذي يهم ويٌقدر كل التقدير كم تلبس انت علي كتفيك من نجوم ؟ كم منها مرصعة و تلمع؟ كم يمكن مشاهدتها بعيون مجردة اولمسها باصبع الان علي كتفيك؟ .وانطلاقا من هذا الفهم المبسط والمختصر جدا ولهذا السبب يمكن لجندي فاقد الإنضباط و الفكر، ضئيل الفهم ، قصيرالنظر فعل وقول كل ما هو مسئ لعالم لقبه البروفسور طالما رتبة البروفسور ليست علي كتفيه تشاهد ،هي خفية غير منظورة لا تري بل بعيدة في رأسه هناك داخل الجمجمة في المخيخ.. وبما ان للبروف رتبة غير مرئية علي كتفيه اذن ان سألت صاحبك يوما قم للبروف وفه التبجيلا… فسيرد عليك قائلا : هذا الذي تتحدث عنه يا هذا اقرب منه عندي كل كواكب الفضاء او قل كوكبا ككوكب المريخ!!!! ..
أما انا وأنت يا صديقي من لا لقب ولا عنوان لنا ،اي انت لست ولا انا ببروف ولا مدير ولا خفير في بيت وزير فأحدد وأترك ماهيتك وما هيتي عنده لخيالك فان قال لك خيالك انك عنده بشر او انسان فقل له كذبا كذبا كذبا قلت يا خيالي لانني سبقتك الي مخيخه وهو مكانٌ كما تعلم للكل مركز العقل و التفكير والتدبير، قل له عين الحقيقة بلسانك لا تخف، كررله وردد :اني وحدي يا خيالي بعيني الاثنتين المجردتين قد ابصرت مكانتي عنده وعرفتها انها كألتي اعطيها انا لخروفي عندي في بيتي في ركن قصي هناك في حظير..انا عنده يا خيالي مواطن ملكي شقيق للجن الكلي الللابس ملكي!! أ فلا تري صديقي كيف اخرجوك وحرموني فضأعت منا ،كلانا، ومن بين ايدينا بين كرام البشر عناويننا !!فهل نترك عينوننا تذرف غزار الدموع؟ ام نشعل في ليلتنا الدامسة كل ما في ايدينا من شموع؟….
[email protected]