البشير يعلن «سعادته» بثورتي مصر وتونس ويحذّر الجنوب من الاستمرار في مساعدة متمردي دارفور
الخرطوم – النور أحمد النور
قال الرئيس السوداني عمر البشير إن طرح الأحزاب المعارضة تشكيل حكومة قومية أو ائتلافية غير وارد، لكنه أكد فتح الباب واسعاً أمام الأحزاب للمشاركة في حكومة وفق برنامج حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وأكد البشير لدى مخاطبته أمس ضباط الجيش أن حكومته اكتسبت شرعيتها من خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أُجريت في نيسان (ابريل) الماضي، واعتبر نتيجتها التي أدت إلى فوز حزبه بالرئاسة والبرلمان «أمانة من الشعب»، قائلاً: «سنرد الأمانة الى الشعب في الانتخابات المقبلة». وزاد: «الداير (الذي يريد) يشاركنا في برنامجنا بفكره أهلاً وسهلاً».
كما أعرب البشير خلال لقاء مع طلاب الحزب الحاكم عن سعادته بثورتي مصر وتونس، وقال: «نحن سعداء وأكثر سعادة بما حدث في مصر وتونس لأنهم ضربوا الإسلاميين وضيّقوا عليهم». وأضاف البشير الذي واجهه الطلاب بأسئلة ساخنة، أن ليس له أموال في مصارف الدول الغربية وليس له إبن ليورثه وأهله ليسوا في حاجة إلى مال، مشيراً إلى أنه يخشى من حساب ربه.
وذكر البشير أن المعركة الإلكترونية بين حكومته ومعارضيه لم تنتهِ وستستمر بالحديث عن الفساد لهز الثقة بنظام الحكم. وكشف عن مشاورات مع شخصيات قومية لإنشاء مفوضية لمكافحة الفساد، وتعهد بعدم التستر على المفسدين.
وحذّر البشير «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الحاكمة في الجنوب، من دعم متمردي دارفور وهدد بمعاملتهم بالمثل. وتابع: «إذا لم ترفع يدها عن حركات دارفور فسنعاملها بالمثل».
إلى ذلك، قال زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي إن النظام السوداني سيجد نفسه محاصراً في جبهات عدة تشمل التعامل مع دولة الجنوب والتعامل مع التنوع في دولة الشمال وتحدي أزمة دارفور، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية ورياح التغيير الديموقراطي والتحدي الدولي المتعلق بالعدالة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي أمس أن أمام نظام الحكم التحرك الاستباقي العاجل لمواجهة استحقاقات هذه الجبهات من دون مماطلة أو مناورة، معرباً عن أسفه الى أن التشويه الذي حدث للجسم السياسي السوداني سيجعل السيناريو السوداني المقبل أشبه بالسيناريو الصومالي منه بالسيناريو المصري.
وأفاد المهدي بأن الحزب الحاكم في حال أجرى تشخيصاً موضوعياً للحال الوطنية سيدرك أن «استمراره في سياسات العناد والانفراد خطة انتحارية له وتدميرية للسودان»، ودعا إلى مائدة حوار قومية وتحقيق ومشاركة قومية في حكم البلاد.
ورأى المهدي أن ظروف السودان تتشابه مع بعض الظروف التي حرّكت الشارع السياسي في مصر خصوصاً ما يتعلق بالاستبداد والفساد والفقر.