ماذا تبقي للطيب مصطفي من ملفات لإنجاز مهمة تفتيت السودان بعد الانفصال؟
خصومة الجيران ليبيا و تشاد و أثيوبيا والأهم منهم مصر إذا تمادي فيما يفعل وسيودي البلد في داهية كما فعل بجنوبها…
أولا: الشيء الذي جعل الجنوبيين يكرهون الوحدة عمايل الخال الطيب مصطفي…
منذ أن جاءت الإنقاذ انفلت لسان الطيب مصطفي كالسوط ومسلط علي الإخوة الجنوبيين منذ الوهلة الأولي تارة باسترجاع الماضي وسرد انتصارات الإسلام في الجنوب وكأن الجنوب بلاد الأندلس التي أرسل إليها عبد الرحمن الداخل وطارق بن زياد وحجا فل الجيوش الإسلامية التي غزتها
فالخال والد بين أبناء الشمال قبل الآخرين في المقام الأول … واستفرد الطيب مصطفي بالساحة باعتباره خال الرئيس ليس الا.. وليس باسم حرية الكتابة والتعبير واللسان الصحفي الحر… بل كون الماسكين علي زمام الرقابة يعملون لابنه ألف حساب ويخافون الوقيعة من الخال..فالخال والد في عرف السودانيين.. ولكن هل احترم الخال هذا العرف وعمل له ألف حساب؟ ..طبعا لا وألف لا .. بل والعكس إنما استغل هذا القرب والرهبة التي كسته باعتباره خال الرئيس ومن الأسرة الحاكمة..وحتي الابن البار بخاله لم يفطن إلي ماذا سيؤدي ما يفعله الخال وما يتركه من ترسبات وتراكمات بركانية لابد وان تتفجر في أي لحظة..
قد كان يستحمله الجنوبيين باعتبار انه لديهم مهمة وفترة زمنية معينة لا بد وأن تمر حتي يتم تحقيق حلمهم الذي تحول بأفعال الطيب مصطفي من وحدة جاذبة إلي عقدة طاردة … وليس هذا فحسب … بل ما كان يردده الطيب مصطفي كان يؤكد لهم يوما بعد الآخر أن الفوارق بين الشمال والجنوب ليست عرقية ودرجة مواطنة أولي أو ثانية إنما أخطر من ذلك …وهو الفارق ألعقيدي أو الديني والنظرة إليهم بأنهم ليسوا أهل كتاب فحسب بل ووصفهم الطيب مصطفي ودمغهم بدمغة الكفر والتي لا يوجد مسوق أو مقياس في الدنيا لأن يكفر إنسانا إنسان… وحتي الإسلام قد نهي عن ذلك لان مقياس الإيمان وليس الإسلام في القلوب ولست الألسن. فقد نجد انسانا بسيطا لم ينل من العلم أو الفقه أو الثقافة شيئا وكذلك لم ينل حظا من هذه الدنيا قلبه عامرا بالإيمان أكثر من الطيب مصطفي نفسه حتي وان كان من أهل الكتاب … بحكم انه لم يشتم أحدا ولم يسب وكذلك لم يقلل من شأن احد أو يزد بإيمانه أو كفره..
لا ادري ما المسوغ الذي يمتطي به الطيب مصطفي ظهور الجميع في السودان وكأن أحدا غيره لم يكن؟؟؟ وما هي الفوارق التي تجعله يعلوا صوته فوق الجميع وصراخه يشق البوادي ولم يسلم منه ومن لسانه أحد..
يتكلم في كل شيء وبكل شيء وعن كل شيء وبدون تخويل من أحد.. حتي خاله نفسه يتبرأ عنه في بعض المواقف كما حدث مؤخرا عندما تطاول علي ليبيا والتي لا تعرف المزاح بطريقة الطيب مصطفي.. وكاد أن يفقد عنقه لولا ستر الله..لأنه داخل احدي المناطق المحرمة علي أمثاله
لذا أقول للطيب مصطفي أتنطط فقط في الداخل ولا تحاول أن تمد نفوذك إلي خارج الوطن…ساعتها ستفقد عنك ..ومافيها خالي ولا خالك..برة ليست زى جوة…
سكوت الإخوة الجنوبيين عن الطيب مصطفي طيلة السنوات الست الماضية لم يكن خوفا أو استهانة بموطيء قدم بل لبلوغ الأمل وها هو يتحقق بحجة أن الشمال لم يفعل شيء ليحافظ علي السودان موحدا.. والطيب مصطفي احدي العوامل التي أججت نار الانفصال..فهذه حقيقة لا يجب أن ننكرها..بل وفي هذه المرحلة ..الترابي أبي أن يتكلم عن الجهاد الذي كان..
فعلا لم يتم فعل شيء.. ولو انتبه القائمين علي الأمر الي السوس الذي كان يبثه الطيب مصطفي لينخر به جسد الوحدة لأراحونا وأراحو الطيب مصطفي من عقدته العقائدية الخرقاء وتكفيره غيره دون رادع أو وازع.. بل هذه هي الردة بعينها.. نعم الردة الوطنية التي تعتبر خيانة عظمي إذا أدت هذه الردة الي تفتيت الوطن ويعتبر عمل عدائي… وتخربيا للوطن يعاقب عليه القانون إذا ما تم تطبيقه بحذافيره تجاه الطيب مصطفي وتغعيل المادة التي تحرض علي القتل والاقتتال و إثارة الفتنة والخروج عن الجماعة وعلي القانون..نعم علي القانون .. فمنذ ست سنوات والطيب مصطفي خارج علي القانون وليس من رادع..
يسب ويلعن ويشتم من يشاء وبما يشاء ولا حسيب.. ويكتب ما يشاء فيما يشاء ولا رقيب..وحتي يفعل ما يفعل بدون احترام حتي لراعي الرعية ابنه..ناهيك عن مخالفة الدستور والقانون والآخرين من بني جلدته.. يضرب بعصاه يمنة ويسارا ولا أحد يقرعه..
ملأ النفوس أحقادا بحقده..وزرع فيهم الكراهية بكراهيته وبث بين السودانيين العنصرية التي لم يعرفوها يوما بعنصريته التي لا ادري من أين جاء بها…
لابد وأن منبعها بأنه يحسد ود أخته علي الحال التي فيها ويريد أن يزيحه.. بل أن الطيب مصطفي وحسب تحليلات ما يكتبه من مواضيع وما يحشر نفسه في أمور الدولة وشئون الحكم ..انه يعتبر نفسه أحق بالرئاسة من ابن أخته.. فهو أولي بها ..لأنه الخال و الكبير في الأسرة.. و أصلا لا يعترف بالرئيس البشير رئيسا عليه ولا علي القبيلة التي يعتبر نفسه هو رأسها.. لذلك يفعل ما يفعل دونما حساب لأحد.. حتي الرئيس وأنا متأكد في قرارة نفسه يقول لمن ينبهه الي ذلك(طظ) فهو لا يختشي أو يستحي أن يقولها.. لأنه في المثل .. إن لم تستح فأفعل ما تشاء أو ما شئت..هذا هو الطيب مصطفي لا يستح .. ويفعل ما يشاء..هذا هو الحاصل بالضبط مع الطيب مصطفي..
ثانيا: الجنوب الذي كان شغل الطيب مصطفي الشاغل راح خلاص وانتهي.. فأين الدور الثاني وعلي من يا تري؟؟
نجد أن الجنوب والحركة الشعبية ومشكلة التمرد وتاريخ عصيان الجماعات الجنوبية كانت العقدة الكبرى لدي الطيب مصطفي وشغله الشاغل ومادته الدسمة خلال العقد الفائت من السنوات. وكذلك فتوحات المجاهدين الذين لم يسوقه شجاعته أو ولهه وولعه العقائدي الإعلامي فقط الي قيادتهم وأن يكون في المقدمة ..لو كان كذلك لأستشهد وأراحنا ..وكان الآن في معيية الحور العين.. وأراح الناس وكذلك نفسه.. ولسوف لن يكون هناك انفصال..
لقد كانت حياته الصحفية مليئة بالمادة التي تخص الجنوب لذا فتح لها جريدة.. ليعبر فيها عن رأيه .فهو الكاتب والمالك والمحرر والرئيس والجيش فيها..ولا أحد قرب ليها إلا مرة واحدة.. وبعد ذلك كله يتفاصح علي النظام عندما حصل ذلك..فإذا كنا في مكانه لا سمح الله وتعرض لنا القائمين علي الأمر لكنت أديت فروض الطاعة ليس خوفا ولكن استحياء لأثبت الي الآخرين أن ما يجري عليهم يجري علي…. وليس هناك خيار و فقوس عند ود أختي.. علي الأقل أفوتها ولو لمرة واحدة عشان خاطر ولدي.. لكن الطيب ما عندوا كبير.وحتي رب العالمين لا يعمل له حساب عندما ينزل في الناس ملطشة شمال ويمين باسم الدين وكأن الرسالة وجهت إليه ليبثها بيين الناس بنبوته..
وكما قلت الجنوب وموضوع وانتهي تأني لا نيفاشا ولا فشودة ولا مريدي ألكرهنا بيها الجنوب الطيب مصطفي في بكائياته العقائدية..
والأدهي والأمر تشاد والتي كان مسلطا عليها لساه ..يتمسح بها الآن بل و يفضل الوحدة معها بدلا من الجنوب.. وكذلك مصر والتي تضم أرضا سودانية خالصة بين جوانحها يتمشدق بالوحدة معها..
لو كنت راجل جيب سيرة لي موضوع حلايب…لأنه لم يتبق موضوع غيرها بعد الجنوب..عشان تشوف المصريين يسووا فيك شنو… لان الإخوة المصريين لسانهم أطول منك..ويعرفوا كيف يسكتوا أمثالك.. كدي حاول ولو مرة واحدة.. وما بتفرق معهم إذا كنت خال الرئيس أو الرئيس..
ثالثا: المهمة لم تنتهي بعد.. من سيناريو تفتيت السودان علي يد الطيب مصطفي تنقصه الملفات التالية:-
ملف مشاكل حدودنا السودانية الإثيوبية ومنطقة الفشقة ومشاكل المزارعين هناك.. فلماذا يتجاهل الطيب مصطفي هذا الملف المهم ونازل في إخواننا الجنوبيين ملطشة؟
لذلك إذا أراد الطيب مصطفي أن يجزء السودان من ناحية الشرق فليفتح فمه في هذا الموضوع مع إثيوبيا
ملف مناطق دلتا القاش وطوكر من الجهة الحدودية الشرقية الاريترية السودانية ومجموع الأراضي الزراعية التي طرد منها قاطنوها وضاع محصولها.. لماذا لم يتناولها الطيب مصطفي؟ ألم تكن جزءا من الأرض العزيزة السودان؟… وما خفيذا أراد أن يساعد علي تقسيم السودان وضايق جزءا هاما منه فليفتح فمه ويتناول الشقيقة اريتريا..وما خفي أعظم..
ملف مثلث حلايب الذي تلاشي من خريطة السودان في الأمم المتحدة وعلي خارطة العالم في نشارات الفضائيات الجوية ..وحدود السودان مع مصر التي أصبحت خطا مستقيما بقدرة قادر كما ذكرنا..والذي تناوله بعض إخوتنا في الشرق والمشاكسين للمؤتمر قبل فترة….فقام عليهم إخوانهم وأبناء عمومتهم المشاركين في السلطة زى جبهتنا جبهة الشرق..لأنهم جزء من حكومة الوحدة الوطنية..وموضع حلايب خط أحمر بالنسبة للشرق لأن إثارتها بتزعل إخواننا في الشقيقة مصر .وربما ستؤدي مشكلتها الي ضياع المزيد من الأرض..
فليتناول هذا الموضوع أخونا الطيب مصطفي إذا أراد أن يتسبب في فصل الشرق وتفتيت البلاد. وخلق مشاكل مع الشقيقة مصر البوابة الشمالية للوطن…فليتناول هذا الموضوع ويحاول أن يثيره كما فعل في جنوب الوادي..فأقول له إما إن نفقد الشرق أو سنفقد رقبته.. والثانية هي الأرجح والأرخص ثمنا..
أما ملف دارفور والممسكة بخيوطه الشقيقة ليبيا..وهو ملف خطير ..لم يحاول الطيب مصطفي حشر أنفه فيه بصورة مباشرة لانشغاله بالجنوب.. وقد ناوش في موضوع وجود خليل في ليبيا وكاد أن يحدث أزمة سياسية وأحرج ود أخته مع طرابلس.. وانتهي الأمر بسلام.. ولا يستبعد أن يتفرغ لهذا الموضوع منذ الآن ..لأنه لا يوجد ملف ساخن في السودان غيره الآن..فإذا أراد أن يزيد الطين بله..ويؤذم المواقف..وينشبك مع سرتانا الذي لا يرحم ولا بيعرف المزاح..فليفتح النار علي الدار فوريين.. فهو كما ذكرت لا يعير اهتمام لابن أخته أصلا.. لأنه لم يتعامل معه بحزم..ومن خلال القانون..
وإذا حاول الفلسفة في موضوع دارفور هذه المرة فلابد وأن يمر علي انجمينا وطرابلس والاثنان الجو فيهما حار جدا جدا..والدخول في اجوائهما سيعقد الموقف وسيحرض احد الجارين أو الأقوي فيهما لتبني خيار قيام دولة أو مملكة دارفور الكبرى والحدود مفتوحة ولا يتستغرق الموضوع ساعات هذه المرة حتي تكون دارفور دولة مستقلة ..ولا تحتاج الي استفتاء وتوقيع حق تقرير مصير..إذا ما فعل الطيب مصطفي بليبيا أو جاراتها كما فعل بالجنوب..
ليست فيلة تحذير للحكومة في الدرجة الأولي لكبح جماح الطيب مصطفي هذه المرة.. والي الطيب مصطفي هذه المرة واحذره قائلا.. ليست في كل مرة ستسلم الجرة…
ثم التحذير الأهم لأخونا الطيب مصطفي.. إن الذين كان نازل فيهم سلخ.. انسلخوا عنا وأراحوا أنفسهم و لا شك في ذلك الآن.. وإذا ما استمر في توجيه سهامه نحوهم بعد الآن. ربما تسبب في حرب بين الدولتين الجارتين المتوقعتين
ولم يتبقى له هذه المرة غير أكل لحم بني جلدته في الشمال. وإذا ما حاول ذلك..وأصبح يضرب شمال ويمين .فهذه المرة ستكون المواجهة ممن يعرفونه ويعرفهم..وهنا لا يجد حجة شمالي وجنوبي أو مسلم ومسيحي ..فماذا باتري سوف يصف إخوته فيما تبقي من الوطن؟؟ هل سيصنفهم الي قبائل أيضا؟؟..فأحذره أن يحاول .. لأنه سيجد الأشراف والأسياد والمشايخ..وقبائل لا تعرف المزاح بطريقته التي كان يسلكها مع الاخوة الجنوبيين.. وستكون المواجهات هذه المرة اذا ما أراد اثارة الفتنة أعنف. وستخلف دمارا عاما لن يستثني أحد… لأنه ليست هناك حدود أو قوات عدوة أو صديقه… والشبه باين حافلة واحدة والألوان متقاربة وكذلك السحنات..والشبه باين…كلوا لابس عمم…وأغلبية الجيل والقبائل الأخرى بدون شلوخ…والبلد كلها أولاد جعل ورطانة..
وإذا كان الطيب مصطفي لا يعبه بشيء فليجرب هذه المرة..إذا أراد أن يوقظ الفتنة الإقليمية ويضيع السودان..كما أضاع نصفه الجنوبي..
هديك… عينو ليها. .ليبيا ليست بعيدة.. وتشاد علي مرمي حجر..أما الحبشة فجيرانها النيل الأزرق وسنار..واريتريا فاتحة ذراعيها للشرق ومصر لديها الحضن الدفيء…
و سوفذا كنت شاطر..و سوف تري.. وأنا بغني ليك:-
المدفع الرزم. يا أسد الخلا… المافي زول بصلو
النار ولعها.. وأدفي فوق جمهرا..
والتسوي كريت ..تلاقي في جلدها..
وعينينا مفنجلة لما سيحدث.. إذا ما أقدم الفارس المغوار الطيب مصطفي وواصل سرد تاريخ المشروع.. ولنا لقاء في حلقات..مصطفيات
فإلي اللقاء
خضر عمر إبراهيم
باحث وناشط سياسي وحقوق
– مركزية جبهة الشرق- بريطانيا