ابوبكر القاضى: وعيد الطوفان فينا اّن

ابوبكر القاضى: وعيد الطوفان فينا اّن

علمنا (الشهيد) محمود الثبات و (فتح ) لنا الباب واسعا للموت من اجل وحدة السودان

نسخ (الشهيد) بفعله وموقفه البطولى مقولته (الجهاد ليس اصلا فى الاسلام

اختار الشهيد اعلى درجات الجهاد (قولة الحق امام السلطان الجائر

دعوة للانتقام الايجابى لدم الشهيد محمود

لقد  كتب  الاخوان الجمهوريون ادب المقاومة باحرف من نور — وقدم الشهيد محمود محمد طة رقبته بلا من — بلا استعلاء– وانما عطاءا لهذا (الوطن — السودان ) وعلمنا الثبات — وفتح باب الموت واسعا من اجل هذا الوطن فالاستاذ لم يكن (كبش فداء) بمعنى (وتركنا عليه فى الاخرين ) — لا — لا  فالوقع هو الذى يقول لا — لان انهار الدم مازالت تجرى فى فى دارفور — وكردفان — وفى الجنوب الحبيب — وشعب جنوب السودان سيختار الاستقلال لانه لن يرضى ان يكون فى وطنه مواطنا من الدرجة الثانية او الثالثة او الرابعة وهذا ما اشار اليه الاساذ الشهيد فى منشوره (هذا او الطوفان ) الذى قاد الاستاذ الى حبل المشنقة — فكان الثبات العظيم — وقاد الجمهوريين للاستتابة — لنمتع اعيننا بهذه الرؤية الثاقبة — بهذا المقتطف من منشور هذا او الطوفان الذى كتبه ووزعه الاخوان الجمهوريون فى مثل هذا اليوم 25 ديسمبر عام 1984


إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة .. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم ، بموجب آية السيف ، وآية الجزية .. فحقوقهما غير متساوية .. أما المواطن ، اليوم ، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها ، وإنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة ، وعلي قدم المساواة ، مع كافة المواطنين الآخرين .. إن للمواطنين في الجنوب حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة ، وإنما يكفله لهم الإسلام في مستوى أصول القرآن ( السنة) — انتهى الاقتباس

لقد اختار الاستاذ الهميم ابن الهميم اعلى درجات الجهاد (قولة الحق امام السلطان الجائر )  — وقدم اعتذارا ممهورا بدمه ومهجته للشعب السودانى — عن كل المدح الذى سطره الجمهوريون فى منشوراتهم التى كانت تكتب تحت اشرافه فى تاييد (سلطة مايو )– اعاد النظر فى كل شئ — وتحديدا نسخ الشهيد مقولته( الجهاد ليس اصلا فى الاسلام) — وفتح بنفسه باب المقاومة للاستبداد الذى يتجلبب بثوب الدين

منشور هذا او الطوفان كان مناهضة جريئة من الشهيد محمود للاستبداد المايوى –وثورة دائمة والى الابد ضد الانظمة البوليسية التى تحاول ان تغطى عورتها المكشوفة باسم الدين الحنيف مثلما يجرى على يد  المطلوب للعدالة الدولية — عمر الشير المتهم بجرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقى والجرائم ضد الانسانية الت ارتكبه نظام المؤتمر الوطنى فى دارفور — ونشير هنا الى خطابه فى مدينة القضارف — الذى اعاد بموجبه الانقاذ الى مربع واحد — ايام بيوت الاشباح — واعلن عن رفضه التحقيق بشان قضية فتاة الفيديو الشهيرة — فقد كشف منشور هذا او الطوفان الخداع الذى يمارسه تجار الدين من امثال( النميرى) و (البشير) باسم الدين فى اهانة الشعب وجلده بالسوط — واقتبس من المنشور التاريخى مرة اخرى

هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب ، وأهانته ، فلم يجد على يديها سوى السيف ، والسوط ، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام ، والإعزاز .. ثم إن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم) — انتهى الاقتباس ..

دعوة للانتقام الايجابى

الشهيد محمود كان معارضا سياسيا لنظام (مايو) — لم يقتله نظام مايو  بسبب افكاره الى ظل يطرحهها فى الشارع السودانى طوال عهد مايو — وانما قتل لكونه (معارضا سياسيا) — ومعلوم ان اى نظام يريد ان يقضى على معارض ما فانه (يشيطنه) ويكفره– ليبرر قتله — ان كل معارض سياسى — وبغض النظر عن صحة او بطلان افكاره فهو عرضة للضرب واقتل والسحل من النظام المستبد — ودونكم ما جرى للمدنيين العزل فى دار حزب الامة بالامس من استخدام العنف ضد العزل والضرب الذى لا اعتقد انه عشوائى — فقد كانت اجهزة امن عمر البشير تتقصد ضرب د مريم الصادق — كريمة امام حزب الامة — وذلك انتقاما منها على مواقفها الشجاعة وخروجها فى مظاهرة النساء ضد (اهانة النساء بالضرب) على اثر فضيحة فتاة الفيديو التى رفض البشير اجراء تحقيق بشانها بحجة اها جلدت تنفيذا للشريعة الغراء

اننا ندعو كل فئات الشعب السودانى للانتقام الايجابى من نظام المؤتمر الوطنى — وذلك برص الصفوف للمقاومة بكل اشكالها — فهذا النظام لا يسقط الا بالمنازلة الشمالة — فهو نظام قمعى  — لم يقدم لهذا الشعب سوى الجوع والفقر — وقد تم تحويل كل عائدات البترول الى الحسابات الخاصة

اننا حين نحى ذكرى منشور (هذا او الطوفان )– فاننا بالقطع لا نبكى على الاطلال — وانما نحى ذكرى يوم خالد فى تاريخ الشعب السودانى — نستلهم من هذه التجربة  دعوة لمواصلة العطاء — والتمرد — والعصيان وقولة الحق امام السلطان المستبد الجائر مهما كان الثمن — وان يكن المهج والنفوس — انها دعوة للانتقام الايجابى — عطاء حتى الموت من اجل ان يعيش هذا الشعب السودانى كريما ابيا

ابوبكر القاضى

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *