التعذيب فى السودان

الأعمال الإجْراميّة التى أُرتكبتْ فى حقْ الأُستاذ  الصحفى– الدومة إدريس حنظل
الضحيّة الأن طريح فراش المرض
أعمال المؤتمر الوطنى تماثل أعمال (نيرون) صاحب الهطرقة والمطرقة

حمّادْ وادى سندْ الكرتى
محامى وباحث قانُونى
[email protected]
قبَيحُ هُو وجْهَكَ المرْسُومْ مِن أشلاءِ قتْلآنا
جَباَنُ هُو سَيْفُكَ المسمُومْ فِى أحشاءِ موْتَانا
وَضِيعُ هُو صَوتُك المرْصُودْ فِى آنّاتِ آسْرانا
بالتُوارةِ – والإنْجيلِ – وقرْءانَا – والقيِمْ والضمِير الإنْسَانى الطبيعِى
وَيسْألنِى فِى دَارفُور المنكُوب آمامَ القبرُ طفلاً – لماذا لايزور الموت والشقاء أوطاناً سوانا؟
ماذا فعل الأستاذ – الدومة إدريس حنظل , للكى يُعذب بهذه الطريقة الوحشيّة الجبانة؟

 من حقْ كل إنْسان أنْ يُعبر عن رأيّه بحريّة تامّة , ومن حقْ كل إنْسان قادر على توضيح وكشف الحقائقْ  للجمهور , من حقه أنْ يفعل ذلك بأى صورة , سواء كان ذلك فى شكل كتابات ( مقالات ) , أو من خلال مخاطبة النّاس بصورة مباشرة من خلال الندوات والسمنارات أو المؤتمرات الصحفيّة , ولكن الأمر فى ظل ديكتاتوريّة  جماعة المؤتمر الوطنى فى السُّودان خطير للغاية .
لقدْ حاول الأُستاذ- الصحفى – الدومة إدريس حنظل – أنْ يوضح الحقائقْ – حقائقْ الإبادة الجماعيّة والتطهير العرقى فى السُّودان ( إقليم دارفور – المنطقة الواقعة فى غرب السّودان الذى يشهد فصولاً من العنف والإساءة ضد قبائل عرقيّة معينة بقصد محوها من الوجود بصورة كُليّة أو جُزئيّة) ,  لقدْ تجرأ الأُستاذ – وكتب وتكلم وعبّر ما يمليله  ضميره, نعم لقدْ كتب عن مدى جبروت طُغاة السُّودان وعلى رأسهم – المُتهم الهارب – عمر البشير – تحدّث عن النيّة الإجراميّة للطغمة الحاكمة فى السّودان , للتخلص من أهل اقليم دارفور , وذلك عندما خاطب رئيسهم مجموعة من الرعاة فى مدينة كلبس – قائلاً لهم : ( لا أُريد جريحاً أو أسيراً – أُريدها أرضاً محروقة خاليّة من البشر ) , لقدْ أعلنها صراحة وبصورة مباشرة وأمام الملأ .
لقدْ تحدّث الأستاذ – عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنْسانيّة وجرائم الإبادة الجماعيّة فى إقليم دارفور, نعم تحدّث عن الدمار الشامل للقرى , نهب الممتلكات , إغْتصاب النساء  , قتل الرجال والأطفال والنساء …الخ  . ومن ثمّ تمّ الزج به فى معتقلات المؤتمر الوطنى لفترات زمنيّة متفرقة, كان أخرها فى العام 2008 م , وخرج من المعتقلات شبه مشلول , حيثُ قدماه لاتستطيعان حمل جسده الضعيف , وذلك بعد أنْ تعرض لصنوف من التعذيب الجسدى والنفسى .
لقدْ كان نتيجة التعبير , الإعْتقال التعسفى والإخْفاء القسرى للأستاذ – الصحفى – الدومة إدريس حنظل – حيثُ تمّ إعتقاله من قبل زبانيّة وأذناب المؤتمر الوطنى , ومن ثمّ أنكرت الحكومة إعتقاله كعادتها , بل وأنكرت مكان وجوده تمهيداً لإخفائه بصورة قسريّة وإلى الأبد , ولكن مدافعى حقُوق الإنْسان فى السّودان والعالم , بل وأسرة الصحفى , كانواْ يعلمون علم اليقين أنّ الأستاذ الصحفى معتقل فى إحدى معتقلات المؤتمر الوطنى , وحسب بيان صادر عن محامى دارفور , حيثُ أكد البيان أنّ ( الدومة ) مُعتقل ويتعرض للتعذيب النفسى والجسدى بصورة خطيرة , وأنّ حياة الأستاذ فى خطر , كنتيجة طبيعيّة للإصابات البالغة التى تعرض لها فى أجزاء متفرقة من جسده خاصّة منطقة الظهر , ( السلسلة الفقريّة) وها هو الأن طريح فراش المرض فى احدى مستشفيات مصر , ويعجز تماماً عن الحركة .
ومن الجدير بالذكر أنّ الأُستاذ – الدومة , تعرض مرات عديدة للإعتقال كان أخرها فى العام 2008 م , عنتدما إقتحمت قوات العدل والمساواة مدينة أمدرمان ,’ حيثُ قام جهاز الأمن بإعتقالات عشوائيّة ضد أبناء إقليم دارفور فى العاصمة القوميّة الخرطوم , خاصّةً الطبقة المستنيرة منهم , وقتلت منهم أعداد كبيرة وتمّ دفنهم فى مقابر جماعيّة فى مناطق متفرقة فى شمال السّودان وشرق السّودان لإخفائهمْ عن أعين النّاس – ولكن الحقائق يجبْ أنْ تطفواْ على السطح – إنّ الوضع جدْ خطير ولايجوز غض الطرف عنه .
يأيها النّاس فإننا بالحقْ ننطق , إنّ جماعة المُؤنمر الوطنى فى السُّودان أجْرمواْ فى حق هذا الشعب السّودانى البأس , لقدْ قتلواْ النّاس , ومارسواْ سياسة البطش والطغيان ضد الصحفيين ورافضى الظلم والإسْتبداد , هذا هو تاريخهم , نهبواْ الأموال وحولوها إلى الخارج , تسببوا فى تجويع السواد الأعظم من شعب السّودان الصابر , بنوا القصور الشاهقة , أكلوا أموال هذا الشعب , إنّه الحرام والسحت , ولكن يوماً ما سوف يُساقون إلى الجحيم , كما سيق من قبل فرعون وهامان , نعم سوف يُساقون إلى مصيرهم النهائى سوف يُسجرون , كما سيق من قبل مجرمى النظام النازى , سوف يُساقون صاغرين أذلاء يلعنهم التاريخ والنّاس والرب من فوق سبع سموات , جراء شر أعمالهم , نعم سوف يُساقون كما سيق من قبل نظام الخمير الحُمر فى كمبوديا , سوف يُساقون إلى مصيرهم المحتوم , كما سيق من قبل , نيرون صاحب الهطرقة والمحرقة , الذى أحرق شعبه كما أحرق ( عمر البشير شعب دارفور ) , لقد كان لنيرون الطاغيّة , لذة جامحة فى تعذيب معارضيه , بل وقام بإنفاق أموال شعبه فى الخلاعة والمجون والملذات .
لقدْ تعرض الأستاذ الصحفى – الدومة إدريس حنظل – لصنوفاً من التعذيب , حيثُ تعرض للتعذيب الجسدى وذلك من خلال إلحاق الاماً جسديّة خطيرة بحقه , حيثُ الصعق بالكهربا , ضرباً بالسياط وكعوب البنادق , صبْ الماء الساخن على جسده , الإغراق فى المياه , التعليق , إنتزاع الأظافر سكب المياه المثلجة على الجسم , وهو مكبل اليدين والرجلين ( أى جبن وأى ظلم هذا الذى تعرض له الصحفى – الدومة ادريس حنظل؟؟؟؟.
فى حقيقة الأمر فإننى لا أستطيع أنْ أعبر عنْ ما تعرض له الأستاذ الصحفى – الدومة إدريس حنظل . ولكن تلكم هى الأعمال الإجْراميّة التى تُمارس ضد المثقفين من أبناء اقليم دارفور , الذين مايزالون يتعرضون للإبادة الجماعيّة المنظمة , سواء كان فى إقليم دارفور ام فى ولايات السُّودان الأخرى , إنّه الضيم والظلم والقمع والإضطهاد ضد شعب أعزل- إنّ الوضع جد خطير ولايمكن غض الطرف عنه .

 

حماد وادى سند الكرتى
محامى وباحث قانونى
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *