مسؤول المؤتمر الوطني عن ملف أبيي لـ «الشرق الأوسط»: نفط أبيي لا يكفي محطة وقود

مسؤول المؤتمر الوطني عن ملف أبيي لـ «الشرق الأوسط»: نفط أبيي لا يكفي محطة وقود

الدرديري قال إن «أبيي» ستظل معضلة إذا انضمت للجنوب أو ظلت في الشمال.. ولن نبيع الأرض حتى بالذهب
الدرديري محمد أحمد (رويترز)
فيينا: بثينة عبد الرحمن
لم يتبق على استفتاءي جنوب السودان ومنطقة أبيي، إلا نحو 56 يوما.. ولا تزال الخلافات بين شريكي اتفاقية السلام التي أنهت الحرب الأهلية في السودان، على ترتيبات الاستفتاءين. ودخلت أخيرا النمسا كوسيط لنزع فتيل الخلافات السودانية، وتستضيف منذ أيام مؤتمرا للتفاكر يشارك فيه عدد من قيادات المؤتمر الوطني والحركة الشعبية شريكي الحكم واتفاقية السلام. وأجرت «الشرق الأوسط» مقابلة في العاصمة فيينا بالسفير الدرديري محمد أحمد، مسؤول المؤتمر الوطني عن ملف أبيي، الذي تحدث عن الخلافات في المنطقة، وآفاق الحل.

* نبدأ بالسؤال عن حقيقة النفط في أبيي، خاصة أنه قد سبق لكم أن صرحتم بأن نفط أبيي لا يكفي لمحطة بنزين واحدة في الخرطوم.. هذا في حين جرت العادة ومنذ ظهور النفط في أبيي ألا يذكر اسمها إلا متبوعا بـ«الغنية بالنفط»؟

– هذا صحيح.. فالنفط هناك لا يكفي محطة وقود واحدة في الخرطوم.. وكما أوضح وزير النفط خلال هذا المؤتمر فإن إنتاج حقل «وفرة» الموجود في أبيي لا يبلغ 5 آلاف برميل في اليوم.

* يعتقد كثيرون أن حل مشكلة تبعية أبيي للشمال أم للجنوب يمكن أن يكون بقرار إداري يعيدها للجنوب، شبيها بالقرار الإداري الذي ضمها للشمال عام 1905؟

– لقد اتفق الطرفان على أن مواطني أبيي يخيرون باستفتاء كما خيروا من قبل في زمن الاستعمار لأكثر من مرة، مفضلين البقاء مع الشمال، وبعد عدة مشاورات تمت بين الإنجليز وناظر قبيلة الدينكا (كبرى قبائل المنطقة).. فهل من المعقول أن نتخذ الآن قرارا إداريا لتحديد مصير أبيي، في حين أنه لم يتخذ الإنجليز قرارا دون مشورة المواطنين.

* سبق أن طالب قادة من المنطقة بضرورة أن تبتعد الحكومة بطرفيها وألا تتدخل وأن تترك لهم حرية أن يتشاوروا فيما بينهم باعتبارهم أقدر على حل مشكلاتهم؟

– نرحب بفكرة إعطاء الأمر لأهله، وقد اصطحبنا معنا وفدا كبيرا من أعيان المسيرية (القبيلة العربية في المنطقة) والدينكا المؤيدين لطرح المؤتمر الوطني لأديس أبابا الشهر الماضي، حيث رتبنا لهم لقاءات مع الوسطاء، من ضمنها لقاء مع الرئيس أمبيكي (الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا الذي يقود فريقا للتفاوض بتكليف من الاتحاد الأفريقي). وحرصنا باستمرار أن نترك الأمر لأهله وأن نشجع الحوار بينهم.

* اصطحبتم فقط المؤيدين لطرحكم؛ ماذا عمن يخالفونكم الرؤية من سكان المنطقة من الدينكا؟

– هؤلاء من واجب الحركة أن تأتي بهم للحوار.

* يتهم المؤتمر الوطني باستغلال أبيي كرهينة وفقا لأجندة خاصة يسعى لتحقيقها؟

– ليس للمؤتمر الوطني أجندة خاصة بأبيي، ونحن على استعداد لقبول كل ما يقبل به المسيرية وأهل المنطقة عموما.

* وماذا عن قلق المسيرية من أن المؤتمر الوطني يستغلهم وسينساهم حين يستنفد أغراضه؟

– التقت قيادات المسيرية مرارا بالمؤتمر الوطني وبالرئيس البشير، ويعرفون أن موقف المؤتمر الوطني موقف استراتيجي لا يقبل المساومة.

* ما رأيكم حول ما أصبح يشار إليه بـ«فيتو أبناء أبيي» كما جاء في تعليق لمدير جهاز الأمن السابق رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات أديس أبابا حول أبيي، الذي قال بعد فشل المفاوضات إن أبناء وقيادات الحركة الشعبية من أبيي يملكون فيتو لنقض كل ما يتم الاتفاق حوله (في إشارة إلى أن لهم أغراضا خاصة، منها البحث عن مواقع ومناصب في حالة الانفصال، وتأكيد جنوبيتهم بعد أن طالتهم اتهامات بأنهم أميل للشمال)؟

– الحقيقة أن أبيي ليست رهينة لدى المؤتمر الوطني، وإنما الحركة الشعبية رهينة لأعضائها من أبناء أبيي. وعلى الرغم من أن المصلحة العليا ومصلحة الحركة على وجه الخصوص في عدم استثناء المسيرية من التصويت، لكونهم أصحاب شأن ولا يمكن تحقيق سلام في أبيي دون موافقتهم، فإنه من الواضح أن الحركة لكونها رهينة لأبناء أبيي، فإنها تحاول استثناء المسيرية.

* من أشهر أبناء أبيي المقصودين بذلك الفيتو الكوماتندو، والدبلوماسي «دينق الور»، القيادي المعروف بالحركة، الممسك بملفها لأبيي، وزير التعاون الإقليمي بحكومة الجنوب، ووزير شؤون مجلس الوزراء الأسبق هل تحسب، دينق الور، شماليا؟

– كل دينكا نقوك شماليون بحكم وجودهم في أبيي الشمالية.

* لماذا يعرقل المؤتمر الوطني قيام الاستفتاء في أبيي ويسعى لتأجيله عن تاريخ 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، الذي اتفقتم عليهم وفق اتفاقية السلام؟

– نحن أحرص على إجراء الاستفتاء، فقط نشترط أن يكون نزيها وعادلا ويشمل كل ذوي العلاقة بالمنطقة من المسيرية الرحل.

* ماذا قدم لكم السيناتور، جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، قبل زيارته الأخيرة للخرطوم بشأن أبيي؟

– كيري قدم تصورا عاما لكيفية تجاوز القضايا العالقة، ومن بينها «حزمة» تدعو المؤتمر الوطني لقبول طرح الحركة في أبيي، وقد رفضنا ذلك.

* ما تعليقكم حول ما أعلنه ابن أبيي، لوكا بيونق، وزير شؤون مجلس الوزراء، من أن الحركة تقبل مقترحا أميركيا بأن تعود أبيي للجنوب بمرسوم رئاسي مقابل محفزات للشمال؟

– يرفض المؤتمر الوطني مقترح ضم أبيي للجنوب مقابل حوافز للشمال؛ فالأرض لا تُستبدل حتى بالذهب.

* لماذا يرفض المؤتمر الوطني نشر قوات أممية تحفظ السلام بالمنطقة؟

– نرفض تدخل المجتمع الدولي بهذا الشكل، وهو أمر لا داعي له، وليس هناك ما يبرره، وهذا ما وصلت إليه الأمم المتحدة نفسها الأسبوع الماضي.

* وماذا عن النداء الذي قدمته قبل ساعات، ومن فيينا، للمجتمع الدولي للمساعدة في حل مشكلة أبيي؟

– ندعو المجتمع الدولي لتشجيع الطرفين على السلام، وللبقاء في حالة تفاوض مستمر، وألا ينحو نحو حل انفرادي، خاصة في أبيي، وهذا لا يعني أن ندعو للتدخل عسكريا.

* هل تؤمنون بضرورة منح الجنسية المزدوجة للمواطنين في حالة الانفصال؟

– الجنوبي جنوبي، والشمالي شمالي.

* هل تخشون أن يتخذ الجنوبيون قرارا منفردا بخصوص أبيي، وهل يمكنهم ذلك دون حرب؟

– نعم، نعتقد أن الحركة الشعبية تخطط لقرار منفرد بشأن أبيي، ونقول إن هذا القرار سوف يرهن مستقبل الجنوب كله برغبات أبناء الحركة الشعبية من دينكا نقوك.

* هناك توقعات وانتظار لصفقة تعقد في آخر لحظة..؟

– لن تكون هناك أي صفقات.

* أبيي ستظل معضلة إذا انضمت جنوبا أو ظلت شمالا؟

– أبيي تظل معضلة إذا لم يتم حلها حلا تفاوضيا يضع اعتبارا للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *