ارتباك سوداني بشأن موعد زيارة البشير للقاهرة

مساعد الرئيس السوداني يؤكد أن زيارة البشير إلى القاهرة ستتم في موعدها (السبت المقبل)

الحزب الحاكم في السودان لم يستدع إخوان مصر إلى مؤتمره، وعودة الترابي إلى صف المعارضة تقض مضجع النظام. 
المصدر: العرب  
 الخرطوم- شهد المؤتمر الصحفي الذي عقدته مؤسسة الرئاسة السودانية حالة ارتباك في ظل تضارب التصريحات حول زيارة الرئيس السوداني إلى القاهرة، حيث أعلن مساعد البشير عن تأجيل هذه الزيارة ليتراجع بعد ذلك معلنا الإبقاء على موعدها.
تراجع إبراهيم غندور، مساعد الرئيس السوداني، عن تصريحاته بشأن تأجيل عمر حسن البشير زيارته للقاهرة، مؤكدا أن الزيارة في موعدها السبت المقبل.
وكان غندور قال في بداية مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم، الثلاثاء، إن البشير أجل زيارته لمصر إلى نهاية الشهر الجاري لارتباطه بالإعداد للمؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم.
غير أن أحد معاوني الغندور تدخل ونبهه إلى أن الزيارة في موعدها ليعود الغندور في نهاية المؤتمر الصحفي ويتراجع عن تصريحه بالتأجيل.
كمال عمر: غياب الديمقراطية لن يسمح بإجراء انتخابات نزيهة

ومن جانبه أكد السفير السوداني بالقاهرة عبدالمحمود عبدالــحليم سفير الســودان على أن السـبت المقبل سيكون موعد زيارة الرئـيس.
وقال السفير السوداني، في تصريحات للصحفيين، أمس، زيارة البشير التي تستغرق يومين “ستعطي انطلاقة جديدة لعلاقات البلدين الشقيقين في كافة المجالات”.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده بالخرطوم، تطرق مساعد البشير إلى قضية منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها بين مصر والسودان، والتي أثارت جدلا كبيرا مؤخرا، بإعلان السودان حلايب ضمن الدوائر الجغرافية التي ستجرى بها الانتخابات العامة المقررة في أبريل من العام المقبل.
وقال غندور “منطقة حلايب وشلاتين لن تكون مادة إعلامية بين القاهرة والخرطوم ولن تكون مثار خلاف بين الدولتين”.
وتتنازع مصر والسودان السيادة على مثلث “حلايب وشلاتين وأبو رماد”، جنوب شرقي مصر، وهي أرض تحت السيطرة المصرية منذ عام 1995، بينما يردد السودان أنها جزء لا يتجزأ من أراضيه.
ويقع هذا المثلث على الطرف الأفريقي للبحر الأحمر، وتبلغ مساحته 20.580 كم2، وهو ضمن الأراضي المصرية، وفق اتفاق ترسيم الحدود إبان الاحتلال البريطاني في 19 يناير 1899.
 مساعد الرئيس السوداني قال أيضا إن حزب المؤتمر “لن يقدم” دعوة لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الأخوان المسلمين بمصر، للمشاركة في مؤتمره العام.
وأضاف غندور “حزب الحرية والعدالة لن يكون ضمن عشرات الأحزاب من 48 دولة حول العالم دعيت للمشاركة في المؤتمر العام”.
ومضى قائلا “لن ندعوهم للظروف التي يمر بها الحزب” (يقصد الحرية والعدالة)، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، منبثق عن الحركة الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.
ويشهد الحزب هذه الأيام، مع اقتراب موعد مؤتمره العام الذي سيحسم خلاله مرشحه للرئاسة، أزمات عديدة تهدد بانفراط عقده في ظل تعالي الأصوات من داخله الرافضة لإعادة ترشيح الرئيس عمر حسن البشير.
وكان القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني نافع علي نافع قد أماط اللثام في وقت سابق عن سعي مجموعات من داخل الحزب لم يسمّها للدفع بمرشح بديل للرئيس البشير في الاستحقاق الانتخابي القادم.
ونقلت، الاثنين، شبكة “الشروق” السودانية عن نافع قوله إن تلك المجموعات التي تسعى للدفع بمرشح بديل سعت حتى للتأثير على هياكل المؤتمر الوطني لتضمن فيها الأغلبية.
وأشار إلى أن “هناك أناسا سعوا إلى ترشيح البشير لولاية جديدة وهؤلاء هم الأغلبية، لكنّ هناك أشخاصا كانوا يتمنون مرشحا غير البشير”.
ووجه نافع انتقادات شديدة اللهجة إلى قيادات (لم يسمهم) كانوا قد ابتعدوا عن مركز القيادة في الحزب الحاكم وهم يسعون اليوم لإعادة الظهور وتقديم أنفسهم كبدلاء عن الرئيس الحالي.
ويتولى عمر حسن البشير قيادة السودان منذ 1989 تاريخ انقلابه على حكومة الصادق المهدي.
ويسعى الرئيس الحالي إلى إضفاء شرعية على حكمه من خلال انتخابات 2015 التي يحرص على إجرائها، ضاربا عرض الحائط بالمناشدات الدولية وآخرها تلك المتأتية من الولايات المتحدة الأميركية، هذا فضلا عن الضغوط الداخلية المتزايدة.
وإلى جانب التمرد الذي يواجه البشير في صلب حزب، فإن هناك أزمة لا تقل خطورة وهي تهدد بنسف محاولات النظام للسير في انتخابات ترفضها معظم قوى المعارضة.
هذه الأزمة تمثلت أساسا في الإعلان المفاجئ لحزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي عن عدوله عن المشاركة في الانتخابات، الأمر الذي أحدث صدمة كبيرة على الساحة السياسية، وساهم في إضعاف قدرة النظام على المناورة لبلوغ الاستحقاق الانتخابي.
وكان مسؤول رفيع في حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض، قد أعلن، الاثنين، أن الحزب سيقاطع الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل، موضحا أن “غياب الديمقراطية لن يسمح بإجراء انتخابات نزيهة وهو ما يقلل من مصداقية العملية الانتخابية”.
وقال كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي “إنهم سيقاطعون الانتخابات لأنه لا يوجد مناخ موات للانتخابات مع اندلاع حروب في البلاد وانعدام الحريات”.
واعتبر عمر أن إجراء الانتخابات في هذه الظروف “كارثة”، وأن حصولها دون توافق وطني يجعل من الحوار عبثيا.
يذكر أن حزب الترابي كان من القلائل الذين أيدوا فكرة الحوار الوطني التي دعا إليها الرئيس السوداني في يناير المقبل “دون شروط”، في المقابل ذهبت معظم أطياف المعارضة إلى ربط موافقتها على إجرائه بتأجيل الانتخابات.
ووصفت تصريحات القيادي بحزب المؤتمر الشعبي بـ”المزلزلة” باعتبار أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير كان يعول كثيرا على دعم حزب الترابي في مواجهة المعارضة، وأن أخذ الحزب لهذه الخطوة من شأنه أن يعمق جراح المؤتمر الحاكم، ويضيق الخناق عليه.
يذكر أن العلاقات بين الوطني والشعبي كانت قد شهدت منذ يناير الماضي تحسنا ملحوظا، إلى حد تحول حزب المؤتمر الشعبي إلى أداة لتلميع صورة الحزب الحاكم، وفق تصريحات قيادات المعارضة.
إلا أن حزب الترابي وباتخاذه مثل هذا القرار المتمثل في مقاطعة الانتخابات يعلن من جديد عودة قوية له إلى صف المعارضة.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *