إتحاد ابناء دارمساليت تحي الذكرى الثانية لإستشهاد القائد: صديق مساليت رئيس هيئة أركان حركة تحرير السودان
إلى جماهير شعبنا الآبي
التاريخ لحظات حاسمة وللرجال الأشداء والشرفاء مواقف ولا ينال هذه المواقف إلا من يستحقها، مواقف هؤلاء الرجال هى من صنعت وتصنع تاريخ الشعوب، ولنا فى التاريخ رجال غيرو مجراه وأصبحوا رموزاً يقتدى بهم.
فتاريخنا الدارفورى مليئ بهذه المواقف المشرفة والبطولية، التى تصدت للظلم والعدوان على مختلف حقب التاريخ والذى شكل لنا تراث نضالى كبير نستمد منه قوتنا وصلابتنا فى تصدينا اليوم للعقلية المركزية المستعمر الجديد.
القائد صديق مساليت
تمر هذه الأيام الذكرى الثانية لرحيل المناضل البطل الشهيد القائد صديق عبدالكريم ناصر الوجه البارز والحاضر والقوي في الثورة الدارفورية ونحن إذ هذه الذكرى نحيى فية ذكرى جميع شهداء الثورة والنضال فى دارفور.
كان القائد صديق مساليت منفتحا على الاخرين بكل إنتمائاتهم القبلية وتجلياتهم الفكرية وكل قادة الفصائل الدارفورية، دون ان يشعر احدا من هؤلاء ان للقائد صديق موقفا مسبقا منه لانتمائه القبلى أو الثورى أو الفكرى. الا ان يد الخيانة باغتته، فتم تصفيته لصالح النظام، فكان فقده خسارة كبيرة لثورة المهمشين احس به شعبه فى معسكرات اللجؤ والنزوح اصدقاؤه وحلفاؤه مثلما أحس به أهله ورفاقه في النضال وكل الذين قدروا مواقفه الشجاعة ونبل أخلاقه
وان روحه الطاهرة حاضرة بيننا ترفرف على اجتماعاتنا ولقاءاتنا تحثنا الخطى لمواصلة النضال، والتعاضد من أجل إسترداد حقوق شعبنا المسلوبه، وتشعرنا بإن دارفور للدارفوريين بمختلف مكوناتهم الإجتماعية والثقافية والسياسية.
لله در هذا الشعب الأبى…كلّما فقد بطلا من أبطاله إلاّ وقام مقامه بطل أبلى بلاءه أو زاد عليه ورغم الخيانة طغيان الأعداء لم يعجز الشعب يوما عن رفد ساحات النضال برجالات وأبطال كثر من إجل الحرية والعدالة والإنعتاق.
وغاب عنّا و غادرنا حبيبنا وقائدنا و شهيدنا ” صديق مساليت ” ـ نحسبه والله حسيبه ـ بعد أن فتح جبهة جديدة للقتال فى أقصى جنوب دافور لطالما تخوّفت منها حكومة الخرطوم و حلفاؤها وعملاؤها.
أيها القائد
لقد شاءت الأقدار أن تفارقنا و أنت في قمة عطائك الثورى، وكنت تعد العدة للجولة الحاسمة مع الطغمة الحاكمة فى الخرطوم بعد أن إجمع كل المكون الإجتماعى لدارفور على لوائك.
لقد اختطفتك يد الغدر والخيانة لصالح عدو شعبك فى دارفور مرتكبى جرائم الإبادة الجماعية فى حقهم لأن العدو يحسب لك ألف حساب ويعرف قدرك وقوتك وشراستك فى ساحات الوغى لوحدك، فكيف بك وأنت تقود وحدة أبناء دارفور؟
أيها القائد الحاضر
إن من يريد أن يتحدث عنك حديث رثاء و تأبين، يعجز لسانه و يجف قلمه و لا يجد الكلمات المعبرة، لأنه مهما حاول انتقاء الألفاظ وأوتي بلاغة في البيان أو فصاحة في اللسان، فلا يمكنه إنصافك و ذكر خصالك و مآثرك. بل و يصعب تتبع سيرتك الحافلة في ميدان النضال من أجل الحرية والإنعتاق والتي لك فيها صولات و جولات من قبل أن تتفجر الثورة فى دارفور، تبقى على الدوام تضيء بأفكارك و تشرق بأسلوبك و تشع بإخلاصك و تنبئ عن حركتك و نضالك الجاد المخلص، الذي يبقى نبراسا يحتذى به
لقد رأيت النور في مدينة مستريه بدار مساليت بولاية غرب دارفور، فى الأول من يناير 1979م (شهادة كل المهمشين الذين يأرخ لميلادهم بيوم الإستقلال)، كنت مناضلاً منذ نعومة أظافرك حيث شاركت بفاعلية فى حماية أهلك حول مستريه والقرى المجاورة لها من هجمات الجنجويد فى منتصف التسعينيات وأنت لم تبلغ الحلم بعد، ثم إلتحقت بقوات الشعب المسلحة السودانية فى العام 1999م سلاح المدفعية لتأهل نفسك عسكرياً لقيادة الجولة الحاسمة مع مغتصبى أرض الأجداد، فلم تلبث أن إلتحقت بالثورة عندما تقلدت مدفعك وأعلنت إنضمامك للثورة أمام القائد العام لحركة جيش تحرير السودان القائد الشهيد عبدالله أبكر مع بداية الثورة، وتركت بسماتك الواضحة فى ملحمة الفاشر ومتورد بجنوب دارفور وكل العمليات العسكرية التى خاضتها حركة جيش تحرير السودان فى دارفور وخارجها، وشاركت فى مؤتمر حسكنيتة 2005 حيث تقلدت منصب قائد ثانى الشرطة العسكرية، ثم أعلنت إنسلاخك المبكر من الحركة فور توقيع إتفاقية أبوجا تحت مسمى حركة جيش تحرير السودان للعدالة والتنمية.
تلك الإتفاقية التى فى نظرك غير ملبية لطموحات شعبك ولم يسترد الحقوق والأرض المغتصبة، فخضت معارك ضارية فى منتصف العام 2006 حتى تمكنت من بسط سيطرتك الكاملة على منطقة دفاق وكل الشريط الموازى من ديم بشارة حتى أم دافوق فكان لا يُسمع صوت رصاصٍ فى تلك السنة إلا من ناحيتك،
وشاركت فى مؤتمر جوبا فى العام 2007م أملاً فى لم شمل الحركة والمناضلين والذى كان يؤرقك كثيراً تمزقها، فكنت أول من تنازل عن الألقاب والمسميات وعمدت على تفكيك مؤسساتك السياسية والعسكرية دفعاً للثوار تجاه الوحدة وأول من ناديت لها، فكان لك شرف تبؤ مقام رئيس هيئة الأركان لتلك الوحدة تقديراً لقدراتك العسكرية ومواقفك المشرفة، ولكن الأعداء كانوا يتربصون بك، فكانوا يدبرون المؤامرات وأنت بصدق القائد لم يدر بخلدك مثل هذه الفكرة الماكرة فكانت الخيانة العظمى للقضية بتصفيتك فى تآمر عنصرى بغيض.
أيها الرفيق القائد
أمام هذه السيرة العظيمة، نعرف أنه لا يمكننا في هذه العجالة أن ننصفك و نوفيك حقك بمثل ما أنصفت به جميع من رافقوك فى النضال، سواء بحسن وحيادية معاملتك أو إرشاداتك وبلائك فى القتال. فقد إستبسلت فى كل المعارك من أقصى شمال دارفور إلى أقصى جنوبها، و كنت رحمك الله، مَثل الجميع في التضحية و أخلصهم إيمانا بعدالة القضية و أشدهم يقينا و أعظمهم عناء و أكثرهم خلقا و فضلا و هديا.
أيها القائد الجسور
فارقتنا، و نحن لا نزال في أمس الحاجة إليك وإلى مواقفك و قيادتك. كيف لا و حياتك كلها إنضباطاً ، درسا في الأخلاق الكريمة و العواطف النبيلة و السلوك القويم، و كنت تتحلى بصفات الكفاءة والقدرة على القيادة و الرزانة و سعة الصدر و هدوء الفكر و عفة اللسان، و التحكم في العواطف و مقاومة الأهواء و الإحساس بالقيام بالواجب، و مثابرا على استرجاع ثقة المواطن في ثورته عبر وحدة الصف الثورى، مؤمنا بإرساء قواعد دولة ديمقراطية جميع مواطنيها فيها سواء فى الحقوق والواجبات تحت دولة السودان الموحد بأرادة شعوبه.
أيها القائد العظيم
إن الموت حق و هو سبيل الماضين و الغابرين و مورد الخلق أجمعين، و في أنبياء الله و سالف أوليائه أفضل العبرة وأحسن الأسوة.
ايها القائد الجسور
إنه لنعم الروح، روح ضمه بدنك و لنعم البدن، بدن ضمه كفنك. ونعم الكفن كفن الشهادة
و اليوم إذ نقف جمعينا رفقاء النضال والمشردين والنازحين والاجئين والفاقد التربوى… نساءً ورجالاً شيوخاً وأطفالاً. إجلالا و خشوعا أمام روحك الطاهرة، فإن عزاؤنا و عزاء أهلك وشعبك و جميع من عرفك و أحبك، هو التمسك بمبادئك والإيمان بعدالة ومشروعية مطالب شعبك الذي ناضلت من أجلها، في إنكار ذات وتجرد، شجاعة، صبر و صلابة في الحق، حزم وعزم و تواضع مع قوة.
جماهير شعبنا الاوفياء
نحن لا نزعم أن رحيل هذا الجبل الأشم و القمة الشامخة ليس فيه خسارة للثورة والشعب
ولكن نقول أن هذا ثمن اختار شعب دارفور أن يدفعه عن طواعية وطيب نفس مقابل أن ترتوي شجرة الحرية والديمقراطية بما تحتاج من الدّماء حتى تستغلظ و تستوي على سوقها فتورق أغصانها مؤذنة بعودة كرامة شعبنا فى دارفور و مهمشين السودان بوجه عام.
إن مصيبة الفقد، و إن جل خطبها و عظم على النفس أثرها، فإن الله تعالى ليعد بحسن الصبر فيك و حسن العوض عنك و كفى بالصبر فضلا أن يُخص صاحبه بما أُختص به النبيون و الملائكة المقربون. ولكن فجيعتنا إنك قتلت غدراً بأيدى من تحسبهم من خلصائك.
فها قد أفو رجالك فى توحيد الحركات وتبوؤا مقامهم بقدر صدقهم وتمسكهم بمبادئك الذى تعلموها منك وهم ما زالوا يجددون البيعة مع ومع كل شهداء الثورة بأن رسالتك ماضية ما حيّوا وستبقى الرسالة باقية تتنقل عبر الأجيال حتى تتحقق الحرية، كما ستظل وحدة الصف الثورى شغلنا الشاغل كما كنت دائما تدعولها.
جماهير الثورة وشعب دارفور
أن فخامة الرفيق الفريق أول سلفاكير كير ميارديت رئيس حكومة الجنوب مطالب أخلاقياً بتمليكنا نتائج لجنة التحقيق المزعومة والكشف عن حيثيات ملابسات إغتيال القائد صديق مساليت تحقيقاً لمصداقيته، خاصة فى ظل إعترافهم بتورط أفراد من الجيش الشعبى بتصرفات فردية فى حادث الإغتيال، فنحن نعتبر أن قضية إغتيال القائد صديق مساليت لم تنتهى بعد.
اتحاد ابناء دارمساليت
البريد [email protected]
هاتف
00447904141922 بريطانيا
0033672263027 فرنسا
الموافق الاحد – 31 – 10 – 2010