إختطاف وإخفاء مواطن سوداني
علي أبو زيد علي
الموضوع الذي تم تداوله بين عدد من الناشطين والمستنيرين في مجالات العمل الإنساني والعون المدني والقانوني وحقوق الإنسان نهار السبت الماضي بقاعة منظمة أفريقيا العدالة بالخرطوم بتدبير من عدد من الناشطين في مقدمتهم هيئة محامي دارفور وقيادة شبكة تمام الموضوع يتعلق بحالة المواطن السوداني من ولاية شمال دارفور رجل الأعمال الصادق صديق آدم المخفي قسرياً في دولة الإمارات العربية المتحدة والذي تجمعت القرائن والاحداث ومهاتفاته انه رهن الحبس الإجباري والقسري منذ 5 نوفمبر 2007م وحتى يومنا هذا.
المعلومات التي تم تقديمها للنشطاء الوطنيين لحالة المخفي قسرياً الصادق صديق انه تم إلقاء القبض عليه من قبل السلطات الأمنية لدولة الإمارات في مطار دبي وتم اعتقاله في مدينة أبو ظبي وفي الفترة من 23 سبتمبر ي2007م بداية اعتقاله وحتى 5 نوفمبر 2007م أجرى عدد من المحادثات من هاتفه النقال مع أفراد اسرته وشريكه في بريطانيا من الواضح انه يتحدث بوجود آخرين وابلغهم باختطافه رهينة ومنذ ذلك التاريخ انقطعت اخباره عن اسرته ودخل في حالة ما يعرف بالاخفاء القسري نتيجة انقطاع المعلومات عن منطقة تواجده بدولة الإمارات والتي لم يغادرها منذ إلقاء القبض عليه بمطار دبي الدولي.
أن حضور الناشطين في مجالات العون الإنساني والمدني للتداول حول الموضوع يمثل اوجب واجبات المنظمات الإنسانية والحقوقية التي ظلت في القرن الماضي وهذا القرن تتضامن من اجل الحقوق الأساسية للإنسان متجاوزه في ذلك الحدود الجغرافية والقطرية إلي التضامن العالمي وعبر نضالاتها المتواصلة حققت انجازات كبيرة في بنية المجتمعات المتحضرة والدول المتطورة وأصبح دور تمثيل ضمير هذه المجتمعات كما اعترفت بها الاسرة الدولية من خلال تطوير الهيئات والوكالات الأممية التي تتابع وترعى وتباشر أوضاع حقوق الإنسان في كل الدول العضو بالامم المتحدة وتقوم بممارسة الضغوط والعقوبات على الخارجين من القانون الإنساني الدولي.
أن منظمات العون المدني والقانوني الوطنية تدرك اهمية التداول في حالة المخفي قصرياً المواطن السوداني الصادق صديق من خلال عدد من المناظير في مقدمتها الوضع الإنساني للمخفي من حيث تعرضه للاعتداء والاختطاف وما ينتج عن هذا الاعتداء لشخصه من وضع بدني ونفسي وتقييد لحريته وانتهاكاً لكرامته وتقييد للعدالة التي ينبغي أن يتمتع بها كانسان كما أن حالة الجريمة تؤثر على اشخاص آخرين يتمثلون في أفراد اسرته زوجته وابنه الطفل ووالديه واخوانه واخواته ومجتمعه المحلي في دارفور ومساهماته الاقتصادية القومية.
أيضا فان الحالة التي تم تداولها تعتبر حالة اممية لها علاقة برمزية الإنسانية فالاخفاء القسري والاعتداء على الحقوق الأساسية للإنسان جريمة حرمتها الرسالات السماوية والمواثيق والعهود والاعلانات الدولية ودساتير الدول وكلها تؤكد على ضرورة الحفاظ على حرية وكرامة الإنسان دون تمييز للدين أو اللون أو الجنس وفي حالة المخفي الصادق فان الاحداث التي جرت له تطابق عدداً من الجرائم المتواصلة في حق إنسان لم يرتكب جرماً ولم توفر له حقوقه القانونية في المحاكمة العادلة بل تأكد أن المختطفين اخذوه رهينة وهي ممارسة يعتبرها الدين الإسلامي من كبائر المحرمات وفي القانون الدولي من الجرائم المستمرة لاستمرار الحالة.
وقعت الجريمة ضد هذا المواطن في دولة إسلامية عربية شقيقة ظلت علاقاتها بالشعب السوداني علاقات مقدرة في عهد السلطان زائد الخير الذي عرفه السودان من جوبا إلي حلفا بالمؤسسات الإنسانية والخيرية فلهذه العلاقة المميزة ينبغي على سلطات دولة الإمارات وشعبها الكريم المحافظة عليها وان كرامة المواطن السوداني بعضاً من كرامة المواطن الاماراتي وان تسعى لاطلاق سراح الشاب الصادق صديق من خلال الإجراءات العاجلة التي تحفظ حقوق الاخاء والقيم الإنسانية والسعي لعدم تفاقم المشكلة وتاثيرها على الرأي العام بين الشعبين وعلى الرأي العام العالمي فنحن في منظومة الدول الإسلامية والعربية نعاني من الاهانات التي تقوم بها المجتمعات الغربية لعقيدتنا وثقافتنا ونظرتها لنا باننا امة متخلفة عن التحضر والتمدين وراعية للارهاب ونظمها تقوم بانتهاكات لحقوق الإنسان وتغييب العدالة والحرية بممارسات ضد الإنسانية بالاحتجاز للرهائن وعمليات الاختطاف والقهر والاخفاء القصري فلا ينبغي علينا أن نقدم لهم الحجة والبرهان مما ينعكس على المنطقة باسرها.
أن تداول النشطاء الوطنيين حول جريمة اختطاف واخفاء المواطن السوداني الصادق آدم لثلاثة سنوات وأكثر بدولة الإمارات العربية يأتي لدعوة مؤسسات الدولة الرسمية الدبلوماسية والقنصلية للعمل على حماية الإنسان السوداني والحفاظ على حقوقه الأساسية وتقييد حريته من قبل اية دولة أخرى كما نص على ذلك الدستور واوجب عليها القانون ورعاية حاملي الجنسية وجوازات السفر السودانية وهي دعوة متجردة من المنظمات الإنسانية التي ظلت في الفترة الماضية ترفض الاعتداءات الأممية باسم العدالة على أهل السودان ووقفت في كل المنابر تندد بسلوكيات ما يسمى بالجنائية الدولية.
والتحريض موصول للمنظمات الحقوقية والمعنية بحقوق الإنسان في بلادنا ومنظمات المجتمع المدني ممثلة في تقابة المحاميين السوادنين وشبكة حقوق الإنسان السودانية والمجموعة السودانية لحقوق الإنسان وملتقى منظمات دارفور – شراكة حقوق الإنسان بالهيئة الشعبية لتنمية دارفور والناشطين في مجال العون المدني والقانوني وحقوق الإنسان بوقفة للمناصرة والنضال من اجل اطلاق سراح المخفي قسرياً بدولة الإمارات العربية المواطن الصادق صديق آدم تحقيقاً لقيم الاديان السماوية ومبادئ القانون الإنساني والدولي.
أن دولة الإمارات العربية لن تخذل امتها وعروبيتها ومبادئها في وضع نهاية جيدة لمعاناة المواطن السوداني الذي اخفي والعمل على اطلاق سراحه بعدالة ليعود إلي بيته واسرته ووطنه.
ولله الحمد ،،،،،