السودان يترقب قرار “الأمة” و”الحركة الشعبية” بشأن الانتخابات
الخرطوم – عادل صديق ووكالات:أكدت المفوضية القومية للانتخابات أمس بعد الاجتماع بالمبعوث الأمريكي الخاص سكوت غريشن، ان الانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية السودانية ستجري في مواعيدها في حين لا يزال يتعين على الحزبين الرئيسيين في الشمال والجنوب تحديد موقفيهما منها. وفي حين لا يزال ينتظر ان يعلن حزب الامة التاريخي بزعامة الصادق المهدي موقفه من المشاركة في الانتخابات التي طالب بتأجيلها، وان تقرر الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون سابقون) ان كانت ستشارك في انتخابات الولايات الشمالية، قال الهادي محمد احمد رئيس اللجنة الفنية للمفوضية القومية للانتخابات “لا تاجيل للانتخابات، لا تاخير للانتخابات”. واضاف خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم الثلاثاء “تحضيراتنا اكتملت بشكل اساسي ونؤكد ان الانتخابات ستجري ايام 11 و12 و13” ابريل. وقال محمد احمد بعد الاجتماع مع غريشن “المبعوث الأمريكي طلب الاجتماع معنا اليوم ولم يقدم اي مقترحات بالنسبة للانتخابات وانما سأل بعض الاسئلة حول التحضيرات”. ولطالما اكدت الولايات المتحدة انها تفضل اجراء الانتخابات في موعدها رغم مطالبة احزاب من المعارضة السودانية بتأجيلها. وطرأ تغير بسيط على الموقف الأمريكي الاثنين عبر عنه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي بقوله “نقر بانه ربما ينبغي تأخيرها بعض الشيء لكي تقدم الحكومة ردودا على المخاوف المشروعة للاحزاب”، متحدثا عن “قيود جدية على الحريات السياسية”. وفيما اعلنت بعض احزاب المعارضة السودانية (الحزب الشيوعي وحزب الامة للاصلاح والتجديد بزعامة مبارك المهدي) مقاطعتها للانتخابات، سحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون سابقون) مرشحها الى الرئاسة، ياسر عرمان. وابدى غريشن السبت ثقته في اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية والاقليمية “في الموعد المقرر”، معتبرا ان هذه الانتخابات وهي اول انتخابات تعددية في السودان منذ 24 عاما، ستكون “حرة ونزيهة قدر الامكان”. ومن المتوقع ان يعلن حزب الامة السوداني موقفه بحلول مساء الثلاثاء من المشاركة في الانتخابات التي شكك بنزاهتها. ولا يزال السؤال الكبير حول مشاركة حزب الامة في الانتخابات التي شكك بنزاهتها وان كان زعيمه الصادق المهدي تحدث بخطاب ايجابي مساء الاثنين مع ابقائه الامر معلقا. وقال المهدي في خطاب القاه في الخرطوم “تمت الاستجابة لتسعين بالمئة من شروطنا ونحن على قناعة انه لن تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة بنسبة مئة في المئة في أي مكان في العالم”. لكن الهادي احمد محمد اكد من جانبه خلال المؤتمر الصحافي ان مفوضية الانتخابات “لم تتسلم أي مذكرة من حزب الامة” حول شروطه بشأن المشاركة في الانتخابات، مضيفا ان “كل ما يدور نسمع به في اجهزة الاعلام فقط”. وبدوره لم يعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي أي موقف نهائي بعد. اما الحركة الشعبية لتحرير السودان التي وقعت اتفاق سلام شامل مع الحكومة الجنوبية في 2005، فقد اكدت، بعد ان سحبت مرشحها الى الانتخابات الرئاسية، انها ستشارك في انتخابات الولايات الجنوبية التي تتولى ادارتها في ظل حكم شبه ذاتي منذ اتفاق السلام، لكنها ستقاطع الانتخابات في ولايات دارفور المضطربة الثلاث، غرب السودان. وينتظر ان تعلن الحركة الشعبية الثلاثاء قرارها النهائي بشأن مشاركتها في الولايات الشمالية. في هذه الاثناء، نظمت امام مقر المفوضية وسط الخرطوم مسيرة شارك فيها نحو خمسون من الشبان والشابات الذين اطلقوا على حركتهم اسم “قرفنا”. وحمل المتظاهرون صندوق جنازة لفوه بالاسود ورفعوا شعارات تدعو لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة. وقال المتحدث باسمهم سراج الدين عمر لمراسل فرانس برس “نريد ان نعلم العالم بان هذه الانتخابات لن تكون حرة ولا نزيهة وندعو لتغيير المفوضية ونطالب العالم بالضغط على الحكومة من اجل قيام انتخابات حرة ونزيهة”. وسار الشباب بهدوء حاملين اعلاما برتقالية كتب عليها “قرفنا”. وتختتم الجمعة الحملة الانتخابية في هذه الانتخابات المعقدة التي يتعين على الناخب فيها ان يملأ حتى ثماني بطاقات في الشمال، و12 بطاقة في الجنوب، في بلد تظل نسبة الامية فيه عالية.