في العمق: السودان ما بين ” جزمة البشير وعجرفة نافع
حسن نجيلة
ابتلي الشعب السوداني صبيحة 30/ يونيو 89 بمصيبة ام امصائب يوم انقلب البشير ورفاقه علي نظام ديمقراطي سليم جاء بانتخابات حرة وسليمة وشفافة ، قال فيها الشعب السوداني كلمته بأمانة وشجاعة دون خوف او ترهيب دون غش او تعذيب .
جاء نظام ديمقراطي منتخب من الشعب في ابريل 1986 وبدأ الشعب يتنفس الصعداء والحرية بعد انظمة شمولية عسكرية وديكتاتورية قاهرة سلبت الراي والكلمة وخطفت حرية الناس .
ثار الشعب في ابريل 1985 بانتفاضة شعبية بازاحة الظلم واستعادة راي الحرية وعهد الديمقراطية ، تأمر من تآمر بسرقة السلطة مرة اخري بانقلاب عسكري فاشي وظالم اتي بهؤلاء الذين يحكمون ويتحكمون بحرية الشعب السوداني من حبس واعتقال بعد حرية وعدل ونشروا الرعب وبيوت الاشباح والفصل التعسفي من العمل والقتل والاضطهاد .
حلفوا واقسموا بانهم جنود شرفاء لا ينتمون لاحد جاءوا لانقاذ اهل السودان ثم اتضح الامر بانهم ينتمون الي حزب من الاحزاب الذي كان ينعم بواحة الحرية والديمقراطية ثم انقلبوا علي اخوانهم
صدقوا في انقاذ انفسهم من براثن الفقر والعوز ، صاروا اغنياء بعد ان كانوا فقراء في فقر مدقع انتقل فقرهم الي الشعب وصاروا فقراء ولاجئين ونازحين غير آمنين علي ارواحهم وأنفسهم شردوا من بلادهم داخليا وخارجيا هلكوا الزرع والنسل ودمروا التعليم والصحة وانتشر الجهل والفساد ، كان بلدا موحدا الان ربما يكون دولتان او ثلاث والمتشائمون يقولون خمس دول .
كان في السودان خمس احزاب والان ثمانون حزبا او يزيد اشعلوا الحروب والفتن ، اشعلوا حربا في الجنوب واخري في الغرب والشرق وكانت أزمة دارفور اكبر كارثة في العالم وأكبر مأساة في العصر الحديث .
انتشر الفساد في البلاد وصنفت الدولة فاسدة الثانية في العالم ، وصار البلاد من الحضيض ، وصنف السودان من افقر الدول في العالم والدولة الفاسدة والفاشلة بعد الصومال .
هل رجال اوصلوا حال السودان الي هذه الدرجة يحتكمون الي انتخابات حرة ونزيحة وشفافة ، كيف تدعوا الي نظام ديمقراطي وانت انقلبت علي هذه الديمقراطية واتيت بنظام شمولي ، هل يمكن ان تسلم السلطة بطريقة ديمقراطية سلسة ، ولماذا الاصرار علي طرد المراقبين الدوليين اذا كنت واثقا من نفسك ، الكل يعرف السجل الانتخابي المزور .
متي يفهم هذا الرجل بانه غبي ولا يفهم كل العالم تحت جزمته ما هذه الكلمات السوقية ولالفاظ البذيئة ، كل اناء بما يندح .
والطامة الكبري ما يسمي نافع الذي لا يحترم نفسه ويتكبر علي الناس ويقول مستهزا وساخرا من احد قيادي الجنوب المناضل ادوار لينو المرشح لمنصب الوالي لولاية الخرطوم حتي يطالب بتسليم نفسه . (لا يسخر قوم من قوم عسي ان يكونوا خيرا منهم )
وانا اقول لو يعرف نافع كيف يحتقره الشعب السوداني لهرب الي خارج الكون كيف يحكم السودان مثل هذه العقول الفاشلة والفاسدة والحاقدة ( والمكر السئ لا يحيق الا باهله ) .
ونواصل
حسن نجيلة