تباين وجهات النظر في قيام انتخابات آمنة سليمة في البلاد..السودان: خريطة التحالفات السياسية تتجه لتكتل تجمع قوى جوبا
اتفاق قوى جوبا على مرشح واحد لمنصب الوالي يمثل قوى الإجماع
توقعات بأن تقود الانتخابات المقبلة إلى حروب وصراعات وانفصال الجنوب وحدوث أزمة في دارفور وجنوب كردفان
حركة تحرير السودان جناح السلام: لن نشارك في هذه المهزلة وستكون لنا تحركاتنا في مقبل الأيام لمنع هذه المهزلة
حركة تحرير السودان تحذر من تسبب الانتخابات المقبلة في فتنة داخلية
الخرطوم — فتحي العرضي:
تشهد الساحة السياسية في السودان حراكا نشطا استعدادا للانتخابات المقبلة بمستوياتها المختلفة “برلمانية ولائية رئاسية” بعد غياب للممارسة الانتخابية دام عشرين عاما. وتخوض المعارضة المسلحة في السودان غمار العملية الانتخابية للمرة الاولى طوال تاريخها السياسي بعد تحولها من حركات نضال مسلحة تتخذ من البندقية وسيلة لتحقيق اهدافها إلى احزاب سياسية تسعى للوصول إلى السلطة من خلال صناديق الاقتراع. تعد الانتخابات المقبلة فرصة للتعرف على صدقية اطروحات القوى السياسية التي ظلت تنادي طويلا بالتحول الديمقراطي، بالاضافة إلى معرفة اوزانها الحقيقية لدى الشارع السوداني. لمعرفة خريطة التحالفات المستقبلية بين القوى السياسية في الساحة السودانية، وعما اذا كانت هناك مخاطر تهدد التجربة الديمقراطية الوليدة بحدوث احداث عنف مشابهة لتلك التي حدثت في زيمبابوي وكينيا، اجرت “الشرق” استطلاعا في اوساط القوى السياسية لمعرفة خريطة التحالفات المرتقبة في الساحة، والى اين تتجه الاحداث خلال الانتخابات المقبلة… إلى اقرار الية للتداول السلمي للسلطة من خلال صناديق الاقتراع؟، او إلى مزيد من الصراعات وتأزيم الاوضاع المتأزمة اصلا في البلاد؟.
من جهته اشار القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان عضو اللجنة الاستراتيجية للانتخابات إلى وجود فرصة واسعة وكبيرة للتوصل إلى تحالفات سياسية وتوافق في شكل تحالفي خاصة بين أحزاب مؤتمر جوبا. واضاف: هنالك رغبة واتفاق في ضرورة التنسيق للدخول إلى الانتخابات. وكشف حامد وجود اتفاق مبدئي بضرورة التحالفات بين الأحزاب خلال الانتخابات المقبلة. فيما يتعلق بحدوث احداث مشابهة لتلك التي حدثت في كينيا وزيمبابوي عقب الانتخابات هناك، قال: بالطبع ان حدث هذا سيكون ناتجا من طبيعة تراجع المؤتمر الوطني عن مستحقات التحول الديمقراطي وعدم تهيئة الأجواء السياسية. واضاف: في حال الإصرار على هذه الإجراءات بهذه الطريقة ستكون النتيجة غير معبرة عن رغبة الجميع وسيكون هنالك عنف مصاحب لهذه التطورات مما يعيد للأذهان التجربة الكينية وتجربة زيمبابوي. وقال ان كل هذه التجارب والعنف كان نتيجة لشعور الناس بالتزوير فيها. ولضمان لعدم وقوع مثل هذه الأحداث، اكد ان إفساح الطريق لقيام انتخابات آمنة نزيهة سيكون هو المخرج، وان هذا الأمن يرتبط بالنزاهة في الإجراءات المسبقة، وان تدخل السلطات في تزوير الانتخابات قد يؤدي إلى كارثة.
فيما قال اللواء فضل الله برمة ناصر نائب رئيس حزب الامة القومي بزعامة الصادق المهدي “حتى الآن لم تظهر تحالفات بشكل واضح، ولكن ستكون هناك تحالفات في مطلع الانتخابات المقبلة. أما عن تجمع أحزاب جوبا، فقال: “لقد خرج بإجماع يسمى الإجماع الوطني من حيث التحالف والاتفاق”. اما فيما يخص تكرار التجربة الكينية في السودان، واوضح ان التجربة الكينية كانت مؤسفة. وحذر من دخول العملية الانتخابية دون تسوية ومعالجات بعض الاشياء، وقال: “محاولة الدخول إلى الانتخابات بدون معالجة وتسوية بعض الاشياء المعينة يمكن أن تكون هنالك أزمة وخيمة ومريرة، لذلك لابد من الجلوس والتسوية للخروج بآراء متقاربة للعبور بالانتخابات إلى بر الأمان، ولكن في خاتمة المطاف نتوقع أن تكون الانتخابات سليمة وآمنة، ويجب اتخاذ إجراءات أمنية حتى لا تحدث هنالك أي صدامات”.
اما الدكتور كمال عمر امين الامانة السياسية في حزب المؤتمر الشعبي فقال: من الواضح أن الحراك السياسي يمضي في اتجاه تشكيل تحالفات سياسية أقرب إلى التكتل، وان تجمع قوى جوبا هو الأقرب إلى التحالف، خاصة ان التنسيق وصل إلى مراحل متقدمة في هذا الاتجاه لاقرار التحول الديمقراطي ولكن العقبة الآن هي المؤتمر الوطني. أما تجمع جوبا فهو قادر على إحداث التوازن مع بعضه البعض وتكوين دائرة جغرافية وفق برنامج سياسي ضد المؤتمر الوطني. واضاف: هنالك أيضاً إجماع فيما يخص ترشيح الولاة وهو الاتفاق حول والٍ واحد يمثل قوى الإجماع في الدورة الأولى بمنح كل الأصوات، وفي الدورة الثانية يكون صوت واحد. أما المؤتمر الوطني الآن فهو في عزلة تامة وفشل في التحالف مع حزب الأمة والحركة الشعبية والحزب الاتحادي الديمقراطي. أما ملامح التحالف في الساحة فان شكله سيكون تحالفا بين القوى الديمقراطية. وأكد مقدرة تحالف جوبا على عزل المؤتمر الوطني. واشار إلى ضعف الاحزاب المتحالفة مع الوطني، وقال ان الأحزاب التي تحالفت مع الوطني هي خارجة عن الأبوة وعن خريطتها السياسية، وليس لها أثر أو وجود في الشارع السوداني وبالتالي لا تستطيع أن تخلق تغييرا ملموسا.
من جانبه توقع إسماعيل الأغبش رئيس حركة تحرير السودان جناح السلام ان تتسبب الانتخابات المقبلة في خلق أزمة سياسية كبيرة في البلاد خاصة بين الشريكين في الحكم من جهة، وبين القوى السياسية والمؤتمر الوطني من جهة اخرى لعدم وجود توافق بينهما. واضاف: الخلافات التي تحدث الآن على مستوى القواعد داخل المؤتمر الوطني وعدم الرضا عما تم في السجل الانتخابي وعملية التسجيل خاصة ما تم في سجل دارفور الذي لم يكتمل بعد، بجانب قيام الانتخابات بالشكل الحالي وإصرار المؤتمر الوطني على قيام الانتخابات رغم الخلافات قد يقود أولاً إلى انفصال الجنوب وإحداث صراعات وحروب وأزمة أمنية في جنوب كردفان ومشاكل كثيرة إذا لم تؤجل هذه الانتخابات إلى سنة وتأجيل الاستفتاء إلى خمس سنوات ولكن قيامها بالشكل الحالي سيحرم عددا من المواطنين المشاركة فيها إلا بنسبة 30 % فقط وهذا هو المتوقع. واضاف “ليس هنالك حراك بين المواطنين وهذا سيؤدي إلى أزمة وفوضى وانفصال الجنوب لأن هذه الانتخابات ستجري في اطار قبلي. وذكر الاغبش ان برنامج الانتخابات في المؤتمر الوطني جاء في إطار طائفي وقبلي، لذلك ستحدث فوضى وربما حروب حتى داخل المؤتمر الوطني. واستشهد الاغبش بترشح عدد كبير من اعضاء الوطني للانتخابات المقبلة كمستقلين، قال ان الانتخابات المقبلة بشكلها الحالي ستتسبب في حدوث صراعات، واشار إلى ترشح عدد كبير من عضوية الوطني للانتخابات كمستقل مما يعزز فرضية وجود الخلافات الداخلية نتيجة للصراع والعنف داخل القاعدة”. واضاف “حتى الأحزاب الاخرى لم تستعد لحـراك حقيقي أو الدخـول بتكتيك، ولكنها ستـدخل الانتخابات بطرق فوضوية. وحذر من العواقب الوخيمة، وقال ان المؤتمر الوطني يملؤه الغرور الزائف والزائد، وهذا الغرور يؤدي إلى أزمة، أما نحن في الحركات الدارفورية فستكون لنا تحركاتنا في مقبل الايام لمنع هذه المهزلة أو الدخول فيها، ولن نشارك في هذه الانتخابات لأنها ستقود إلى فتنة داخلية.
[email protected]