أحزاب المعارضة و الحركة الشعبية يمتطيان حصانا أسطوريا برأسين
عصام على دبلوك [email protected]
السودان بلد لا تحكمه قواعد السياسة المعروفة في العالم وبلد لايمكن التنبؤ بما يحدث غدا ولعل تسميه احد كتاب صحيفة الشرق الأوسط السعودية (السودان بلد المليون أزمة ) وواثق أنا أن الكاتب احتار في قراءة المشهد الحاصل الآن بالسودان فلم عنوانا يعبر به عن حيرته سوى هذا العنوان البليغ ، ولعل الحاضرين لنيفاشا وماشاكوس من الأجانب تملكتهم الحيرة وهم يرون مفاوضي الشمال والجنوب يحتضنون بعضهم البعض بأشواق بل ويتذاكرون مواقف بعينها تجعلهم يضحكون ضحكات ضافية ولعل أكثر من علق على هذه الظواهر المحيرة هو الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، ما دفعني لذكر ذلك مشهد احتضان باقان أموم والدكتور حسن الترابي وصل إلى حد التقبيل بين الاثنين , وبين الرجلين سابقا ماصنع الحداد!!
إنه السودان بلد المتناقضات العجيب فالحركة الشعبية فرزت (كومها) من نيفاشا وأجاد الراحل قرنق توظيف واستغلال المعارضة الشمالية أحسن توظيف استفاد من المنابر الإعلامية التي هي في فائدتها لاتقل عن البندقية التي يحملها مقاتل الغابة ومن ترحاب القاهرة متدثرا بدثار المعارضة الشمالية وعند قطف الثمار ضن الرجل عليهم بسوي النوى !! كرت ودارت الأيام ليحسب كل منهم أنة يمتطى حصان طروادة الآخر أو(المغفل النافع معكوسا بالطبع) فكان الاثنين ، وتكمن التعقيدات حتى لانقول المشكلة في أن الأمر أشبه بلاعبين محترفين وهواة في الساحة السودانية فمنتخب الإنقاذ لايمكن أن ينبئك مثله خبير في لعبة التظاهرات والحشد الجماهيري فهو تخصص الإنقاذ بامتياز والمعسكر الآخر يستعين بخبرة الشيوعيين التي علاها الصدأ وتعتمد الحركة الشعبية على حزام باقان اموم الذي هدد به سابقا وظهرت أنيابه في الاثنين الأسود ولم يتم توظيفه بعد خشية استغلال الإنقاذيين لذلك واستعداء الشماليين بالعاصمة وتصوير الأمر على انه تحرك جنوبي للاستيلاء على الحكم يعنى انقلاب عسكري مسنود بقوات الحركة الموجودة بالعاصمة وهى القوة العسكرية الوحيدة لموقعي إعلان جوبا من هنا يأتي ضعف الزخم الجماهيري لعدم وجود مانفستو واضح للتحرك الأخير أو تسلسل منطقي للأحداث يفترض طرحة على الشعب ليكون على بينه .
لكن بذلك الغموض لن يتاح للمعارضة أيما نجاح لاى تحرك خاصة وأن الحركة الشعبية تتجه نحو الانفصال والشواهد كثيرة ليس اقلها رفض الفريق سيلفا كير ميارديت الترشح عن تجمع جوبا لرئاسة الجمهورية وكان يمكن ترتيب الأمر دستوريا رغم كونه شريك (الم اقل لكم أن السودان بلد المتناقضات) وكان يمكن أن يفوز مسنودا من الجميع ولكن كان من ضمن الأسباب الرئيسة أن الجنوب ماض في انفصال بعد عامين فعلام الترشح ؟؟؟ من هذه النقطة يأتي الشك في مشروعية أهداف الحركة الشعبية والسؤال العريض لماذا الحركة حريصة على الحريات وقوانين الأمن إلى آخر اللائحة المغطاة بالسوليفان والهدف الصريح هو إسقاط نظام الإنقاذ عبر انتفاضه ويقفز السؤال لماذا الحركة الشعبية حريصة على ذهاب الإنقاذ والإجابة بسيطة مطلوب حكومة ضعيفة على اقل الفروض تتحكم فيها الحركة الشعبية لان السادة المعارضة الشمالية ليس لهم سند شعبي بسبب او بآخر من ضعف ممارسه تتيح خلق ذلك السند أو إيقاظ الخلايا النائمة في بيات شتوي امتد عشرون عاما هي فترة الإنقاذ وانعدام لكوادر عسكرية متشربة بالولاء لتيارات المعارضة المختلفة كأثر مباشر لتمكين قيادات الحركة الاسلاميه بالقوات المسلحة وإفراغها عبر جيل كامل بطريقه ممنهجة وعلميه ، كل تلك العوامل تجعل من المعارضة كبديل عقب الفوضى الخلاقة المنتظرة من التظاهرات والصدامات المنتظرة , وتكمن الخطورة في تضاد أهداف الحركة الشعبية مع المعارضة وتتمسك الإنقاذ بالانتخابات وتقول بان التفاوض هو السبيل الوحيد وان هنالك طرقا دستوريه وبرلمانيه تتيح الحصول على الحقوق غير الفوضى وتجد حجة الإنقاذيين التأييد الشعبي خوفا من الفوضى التي ستحدث لعدم وضوح أهداف الحركة والارتياب من كونها منفصلة منفصلة فمالجديد لكي تدعم المعارضة الم ترمى نفس هذه المعارضة واستأثرت بالكيكة كلها مع الإنقاذيين المعارضة ويبدو أن الاثنين يمتطيان حصان اسطورى برأسين كل يريد وجهة مضادة للآخر مع الاتفاق على أن التظاهرات هي الوسيلة الوحيدة لإسقاط نظام الإنقاذ .