الوحدة غير ممكنه ولو كانت جاذبه فصل طالبات دارفور بالجامعة لماذا
عصام على دبلوك
[email protected]
أفصحت تصريحات سيلفا كير عن الموقف الرسمي والموقف الغير معلن رسميا، فحلم أهل الجنوب قديم بإقامة دولتهم وما حملوا السلاح منذ عام 56م إلا لأجل ذلك ، وبرغم اختلاف الشعارات والايدولوجيات التي ظللت كل مراحل الصراع والقتال إلا أن كل ذلك كان ضرورات أملتها مراحل الصراع والتوجهات والاحتواءات الدولية والإقليمية , وبعضها كان فرضته الظروف فرضاً وآخر أملته الظروف السياسية .
تقلبت الحركة شمالا وجنوباً وأقصى اليمين وأقصى اليسار شأنها شأن اى حركه لاتملك قاعدة أو مكونات الدولة التي تمكنها من اتخاذ خط واضح ولكن ظل الهدف محدد وواضح وهو إقامة دوله جنوبيه إلى أن جاء عصر الهيمنة الأمريكية وعصر القطب الآحاد ي ويصادف ذلك وصول اليمين المتطرف الذي غير كيان الخارطة الدولية وغير انظمه ومزق سيادات دول في حمله صليبيه مسنود بقوة عسكريه هائلة لايردعها اى رادع ولا واعز أخلاقي , فعلت بالعراق وأفغانستان الأفاعيل , صادف ذلك وجود قياده (جون قرنق) ذكيه تعرف ماتريد من اخطر القيادات التي مرت على حركات الجنوب قاطبة , وصادف أيضا ذلك وصول الحركة الإسلامية المتطرفة سدة الحكم في السدان.
ثلاث عوامل اليمين المتطرف الامريكى والسوداني ووجود قرنق إذن أدت إلى ما هو قائم الآن , تأثير كل عامل يختلف ولكنه صب في اتجاه تكوين ملامح إقامة الدولة الجنوبية، اليمين الامريكى مدعوما بالكنائس ودور الكنائس قديم منذ أيام طيبة الذكر بريطانيا العظمى تحت ستار المساعدات الانسانيه والطبية وعملت على خلق لوبى مناصر للجنوب داخل أروقة صنع القرار الغربي وجاءت الإنقاذ وصبغت الحرب بالصبغة الدينية الخالصة تنفيذا لأجندة الحركة الإسلامية التي تخطط لحكم الشمال منفردة باعتبار أن الجنوب اكبر قوه منظمه عسكريا , وهو وحده من يستطيع مناهضة المشروع الخاص بالجبهة , وما يحدث الآن من تنفير وتبغيض يدفع الجنوبيين دفعا للانفصال وواضح جدا للعيان ولا يحتاج أن نستدل بأدلة . اليمين الامريكى يحمل نفس أجندة الحركة الإسلامية مع فارق القوة ووضع أمريكا مقارنة بالسودان ولكنة يحمل ذات التوجهات علي الأقل فوضع مبدأ كارثي (من ليس معنا فهو ضدنا) جعل الأنظمة المتهالكة والضعيفة تركض ركضا , السودان كان هدفا مباشرا لليمين المتطرف وتوج ذلك (بنيفاشا) المولود الذي ولد وساعدت في استيلاده أكثر من قابلة قانونيه وغير قانونية
والجبهة جذلى بحق تقرير المصير الذي أقرة علي الحاج بألمانيا دون أن يطرف له طرف , وفرت الجبهة لليمين الامريكى كل مبرر يساعد في انبطاحها وتلاقت المصالح .
بعد وفاة قرنق الذي كان يميل للوحدة جاء سيلفا كير وهو رجل استخبارات لايدرك الكثير عن حيل وألاعيب السياسة – ومن أكثر بهلوانيه من ساسه الحركة- واختلطت الساحة الجنوبية وكثرت التصريحات من أكثر من طرف ومن أكثر من جهة والفريق حائر مابين اختلاط الساحة السياسية ومحاولة نزع ألغام الجبهة التي تزرعها من انفصالات لفصائل وتمرد ودعم عسكري وجاءت تصريحات الكنيسة لتعلن أن الرجل فرغ صبره وعبر عن امانى وأشواق الجنوبيين نحو إقامة دولتهم , وتجنبا لدفن الرؤؤس في الرمال فلا وجود لمقومات وحدوية مبررة على ارض الثقافة والواقع أو الدين وعل اجتماع جوبا أتاح الفرصة لقادة أحزاب الشمال أن يدركوا حجم الكراهية لجيل شباب الجنوبيين الجديد الذي نشأ في كانتونات اروبا وأمريكا واستراليا , شأنه شأن جيل الشماليين الذين نشأوا في نفس الظروف , أوصل ذاك الجيل الجنوبي رسالة واضحة أن لا أمل لأي وحدة وزاد الحجم ذلك الإدراك وجود عراب الحركة وصانع ميلشيات تديين الحرب الترابي بكل ارثه الثقيل الذي أوصلنا لما نحن فيه الآن ,يبقى إذن الاقتناع وعدم جلد الذات بأن مبرر جاذبه او غير جاذبة هو الذي يمكن يغير طريقة تفكير الجنوبيين بصوره عامة , بيد أن هذا الافتراض يجب ان لايصرفنا أن الجبهة قدمت كل المبررات والمسوغات للحركة في اتجاه الانفصال من مراوغة في تنفيذ الاستحقاقات في تهميش الفريق سيلفا نفسه, في تهميش وزراءه, فى عدم إقامة مشاريع التنمية اللازمة بالجنوب, في افتعال المشاكل مع عرمان, باقان اموم , ادوارد لينو , تصريحات نافع النارية والمستفزة ليس للجنوب وحدة بل للجميع .
الجنوب لم ولن يقتنع يوما بفكرة الوحدة مع الشمال سواء أكانت جاذبة ام العكس وليس أدق تعبير من ماسا قه الفريق سيلفا كير من (مواطن من الدرجة الثانية) وان كنت استهجن هذا التعبير فما جرى من تهميش على مستوى القيادة السياسية ووزراء سيلفا كير يتحمله هو بعدم اخذ رد فعل قوى ومناسب من البداية ليلزم الشريك الآخر ويبلغه رسالة قوية بضرورة احترام الطرف الثاني وماذكرة من ثنائية المواطنة لاتنطبق على المواطن الجنوبي العادىالذى يلقى كل تقدير واحترام في الشمال بكل مدنه ولا ستطيع مواطن الشمال أن يعيش أو أن يتمتع بربع مايعيشة الجنوبي بالشمال تلك حقيقة كان على الفريق سيلفا أن يعيها . وحتى الوحدة الاروبية التي
أتت كنتاج لضرورة اقتصادية وأسباب كثيرة ليس هنا مجال ذكرها وتحققت برغم الاختلافات العرقية والدينية ولكنها تحققت بوجود وعى وإدراك تام لضرورتها وهو ما لم يتوفر بالسودان لتحقيق تلك الوحدة لتدنى مستوى الوعي والنضوج اللازمين لدى الشريكين والجانبين الشعبيين .
فصل طالبات دارفور لأحداث مضت من يونيو الفائت فصل اقل مايقال انه تعسفي لايسندة لامنطق ولا قانون فالفصل لم يصدر إدارة الجامعة بل صدر من أجهزة الأمن كتوصية أو كقرار واجب النفاذ, ولم يتم الاكتفاء يذلك
بل تعرضت الطالبات لضرب وإصابات خطيرة جدا في ظاهرة جديدة ومستهجنة تماما , كيف يتم ضرب طالبات عزل بعصي وسيخ ضربا يقضى لإصابات خطيرة, من المسئول عن ذلك ومن الذي سمح بذلك ؟؟؟
ان تاريخ قمع وقهر طلاب الجامعات على بشاعته لم يسبق له أن شهد ضرب للطالبات , ومبرر حرق وأحداث البركس لاتبرر أبدا فصل وضرب ورمى الطالبات خارج أسوار الجامعة بهذه الطريقة المهينة, واستغرب سكوت منظمات المجتمع المدني بالداخل وسكوت جماعات حقوق الإنسان رغم أن الأمر يتفاعل الآن خارجيا ويضيف للسجل الأسود للإنقاذ الأسوأ .
ورغم إجراءات مقص الرقيب فإنني اتمتى يكتب كتابنا بالداخل اوعلى الأقل أن يثار تساؤل عبر البرلمان
واستيضاح عاجل عن الأمر برمته ودعم أولئك الطالبات في محنتهن بعيدا عن أهلهن فهن نساء ضعيفات أخر الأمر, والله إنها لمحنه حقيقية أن يمتد العراك السياسي ليشمل النساء الضعيفات واكرر مناشدتي للمسئولين بحل هذه المشكلة وإرجاع الطالبات فلا معنى لان تشرد وتحطم مستقبل اسر كاملة ولا معنى لان تزيد من غضب الآخرين عليك ونحن فى معرض مرحلة تفاوض لإقرار السلام بدارفور الحرة نبيلة فما معنى أن تشر د وتعذب وتضرب فتيات فى عمر الزهور والعالم قرية الكترونية لايمكن ان تخبئ فيه شيئا, وهل نحن بحاجة لتأكيد انتهاكنا لحقوق الإنسان بمثل هذه الكوارث , التي لن تضيف سوى المزيد من الحقد والكرة
جني العداوة لنا آباء سلفت
وللآباء أبناء
ولن تبيد
الاهل بلغت اللهم فاشهد