حدث في مثل هذا اليوم
بقلم د. إيثار خليل ابراهيم
في مثل هذا اليوم العاشر من مايو ٢٠٠٨ دخل ثوار اشاوس من العدل والمساواة بقيادة زعيمهم الخليل إلى عاصمة البلاد لدك معقل الفاشية والعنصرية والموت ؛يغيرون ذلك بأرواحهم ؛والجود بالنفس أقصى غاية الجود#
في مثل هذا اليوم تعلمت معنى أنه لا يكتمل ايمانك بما تفعل إلا اذا كنت مستعدا للموت دونه.
في مثل هذا اليوم تعلمت المعنى الحقيقي لأن تحسن اختيار شريك حياتك ؛رأيت أمي كيف تدير هذا الامتحان بثبات ورباطة جأش تحير وعرفت لما كان أبي يصفها (أمك دي أفضل جيش عندي)
أكثر ما كان يدهشني رغم الذي كان يحيطنا ‘أبي يقود العملية واعلام الدولة يتحدث تارة عن مقتله وتارة عن فقده لأحد أطرافه وأمي معتقلة وأغلب أفراد أسرتي تم اعتقالهم والباقي منهم في الجبهة يداوسون وبيتنا محاصر لا داخل ولا خارج ؛تأتي أمي اليوم الثاني من اعتقالها تعمل الشاي واللقيمات وتقول هاك وديهم للشباب البرا؛اردها شباب منو يا أمي ؟إن شاء الله قاصدةالأمنجية ؟اخدت لي زمن عشان اعقل الكلام دا؛فباغتتني بقولها: ديل ضيوفنا وكان مابتوديه انتي بوديه انا! :قلت ليها طيب البخليهم يشربوا شنو؟امكن يفتكرواإنك خاتةليك مصيبة فيه ؛قالت نكون العلينا سويناه وهم على كيفهم؛ شلت الشاي والسيدة اللقيمات على قهر وديتها؛ ظاهر عليهم التعب والسهر ونفسي تحدثني إنهم حيرفضوا ؛فإذا ب أحدهم ينط من التاتشر ياخذ مني الشاي ويشكرني ؛قلت ليه هسع أمكن خاتين ليكم سم ؛ قال لي انتو ما بتسمموا انتو بتواجهوا ونحن والله يا بت اخوي عبد المأمور بس ومن ذاك الوقت وحتى ١٥يوم أمي تطعمهم وتقول ما بيرفض بزاده إلا البخيل. تعلمت أن لا غبينة شخصية وأن الأخلاق ثوابت مع أي كان عدو ام صديق حكما ام خصما وأن العفو سعة لا يملكها الا كبير
من مثل هذا اليوم تبين الخبيث من الطيب والصديق من العدو و النجيض من الني ولكن كعادة الثورات أن الخبيث والعدو والني هم من يتكلمون بإسم الثورة اليوم وعن التضحيات لا يرف لهم رمش في بِدّل وتياب وكثيرون في جلاليب !
وأشياء آخر كثير.
أين نحن اليوم من القضية ومن المشروع ذاك هو السؤال والتحدي.
الرحمة لمن مات دون قضيته ولمن صمد وثابر ومابدل وماتبدل.