ذكري اكتوبر ال 48 ربيع الانقاذ الكاذب وثورة الهامش

ذكري اكتوبر ال 48
ربيع الانقاذ الكاذب وثورة الهامش
حسن اسحق
هناك مثل شعبي يقول كلما تضيق تفرج ،في السودان اذا ضاقت ازدادت ضيقا
،يزداد التشاؤم ،ويبعد الامل ،تنغلق كل طرق التغيير ،شوارعه وممراته تنبت
فيها الاشواك ،ابواب الحرية تسرق مفاتيحه ،وهناك من يتعمد اضاعته او
ادعاء نسيانه في مكان مجهول يصعب تذكره او معرفته ،ورغم الصورة القاتمة
واللوحة التشاؤمية التي تطلقها حكومات العسكر ،ومبتكرو الانقلاب علي
الديمقراطية ،ستنجح الشعوب في استرداد حقها المفقود ،ان الخوف والرعب
يحاصرها ،والمستقبل من المجهول يحيط بها ،كل هذا ،هي تدرك متي تثور ،وما
الالية التي تستخدمها ضد الطغاة ،لا ننس ايضا ان الحكومة غير الشرعية
المنقلبة علي حقوق الشعوب ،تتجرأ بوقاحة ساذجة ،وتنشر دعاية رخيصة ،انها
محبوبة الشعوب ولولاها لضاعت البلاد وتشرذمت ،وكل هذه الاكاذيب هدفها
تخدير مؤقت لكسب مشروعية في الاصل غير موجودة والاستمرار في بطشها وقتلها
واعتقالها واغتصابها للمطالبين بالحرية والعيش الكريم في وطن حقيقي يسع
الجميع دون تمييز علي اساس اللون والدين والعرق والاقاليم .وهذا ما نحلم
به ،وهو حلمنا الذي سنحققه مهما ضاقت علينا من انقلابيو 1989 ،ووصفوه
بدون خجل انه ربيع سوداني انجزته وقامت به الحركة الاسلامية السودانية
،عمره اكثر من عقدين،ان نظام عمر البشير الانقلابي قتل اكثر 300الف مواطن
دارفوري في الحرب الدائرة الان في الاقليم الغربي وكارثتها الانسانية في
ازدياد فظيع ومستمر،واحداث كساب وكلمة ومقتل طلاب جامعة نيالا …الخ
.وايضا منع الاغاثة من غذاء وادوية علي سكان جبال النوبة والنيل الازرق
،ومواطني هذه المناطق صاروا لاجئين في دول الجوار ،ونازحين في الداخل
،تضربهم الطائرات الحربية وتحرق قراهم ،ويمنع عنهم الغذاء ،واي ربيع هذا
الذي يتحدث عنه مجرمو 1989،وفي فترته قسم السودان الي شمال وجنوب
بسياساته العرجاء وافكاره الدينية البلهاء ،تتجاهل واقع البلاد التعددي
،وتقسم علي نفسها ان تحكمه بكتاب الله ،واي كتاب هذا يجبر الاخر المختلف
دينيا ،ان تدخله في الدين مجبرا او مكرها ،واي عقل هذا يدمر مشاريع كانت
دعامة للاقتصاد الوطني ،وبيع اراضي السودان الي دول اخري ،وحرمان
المواطنين من حقهم ،ونقولها ،اي كتاب هذا يجلب اناس من دول اخري لاسكانهم
في مناطق وقري السكان الاصليين ،وما دارفور الانموذجا ،يراه العالم في
نازحيه ولاجيئيه في تشاد والمهاجرين في اسرائيل ، ان هذا كتابهم وحدهم
،والشعوب السودانية في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق والشمال النوبي
وشرق السودان ادركت حقيقة هذا الكتاب المزيف الخادع ،وانها لن تكون حقل
تجارب ،لاي فكر يستمد مشروعيته المزيفة منه ،والكتاب الذي تدركه هذا
الشعوب ،انه كتاب احترام التنوع والتعدد الديني والاثني واللوني واللغوي
والاقليمي كما اسلفت القول .
ان ثورة اكتوبر التي بدأت شرارتها في ال 21 من اكتوبر 1964 ،واطاحت بنظام
عبود العسكري الانقلابي الذي يوافق ال21من شهر اكتوبر الحالي الذكري ال
48 ،اكدت الشعوب السودانية عندما ازاحته من الكرسي الذي استمر في حكمه
6سنوات عجاف علي البلاد ،اشتداد للحرب في جنوب السودان الذي صار دولة
مستقلة ،ونال استقلاله العام الماضي ،واوضاع اقتصادية متردية وعوامل
اخري ،ادركتها الشعوب السودانية في حينها ضحت الشعوب السودانية في سبيل
استعادة الحرية والديمقراطية ،وايقاف الحرب في الجنوب .ان الشعوب قد يسكت
صياحها ،وليس للابد ،قد يخيفها ويرعبها النظام الانقلابي ،لكن ستستعيد
شجاعتها للاطاحة به ،ورميه في سلة غير المرغوب فيهم لاحقا ،والشعوب
السودانية استعادت حريتها عندما ثارت ضد نظام جعفر نميري 1985 في ثورة
ابريل ،اعتقد نميري انه محبوب الجماهير السودانية وراعيها ،لكن للظلم
حدود يقف عندها ،وبعد هذين الثورتين السودانيتن عامي 1964 و1985 ،اثبتت
الشعوب السودانية ،انها ام الثورات ضد الانقلابيين والسفاحين ،وهي الربيع
السوداني ،اذا ما قارنها بما جري في تونس ومصر وليبيا واليمن ،هذا النظام
يدعي ان الشعوب السودانية ترغب في استمراره ،وما هذا الا كذب وادعاء ،لا
تسنده اي ادلة واقعية ،وكل مواطن سوداني له حق التساؤل المشروع ،اذا كان
المؤتمر الوطني محبوب الشعوب السودانية ،لماذا خرجت الجامعات ضده وتطالب
بزاوله ابتداءا من الخرطوم ،بورتسودان ،كسلا،القضارف ،نيالا والفاشر
ومعظم مدن الولايات الشمالية تخرج ضده ،ومن قبل الخروج الجماهيري ،حاملي
السلاح في الاقليم الغربي ،وجبال النوبة والنيل الازرق ،وماهذه التظاهرات
وحمل السلاح ضده ،دليل علي انه منبوذ ومكروه ،والمؤتمر الوطني بقيادته
الهتلرية ،يقول ان الشعوب السودانية اعطته المشروعية ،في مسرحية انتخابات
2010،ونتائجها كانت تزوير لارادة الشعوب السودانية ،والاجراءات التي سبقت
المهزلة الانتخابية ،من تعداد سكاني ،وغيره ،كلها نتائج جاءت لصالح نظام
الانقلاب علي الديمقراطية .ان اكتوبر اخري قد تتحقق وتنجزها شعوب هذه
البلاد،وكل من يريد الحرية قد يستخدم الالية والطريقة التي يراها مناسبة
له ،وفي مقالات سابقة ذكرت هناك من يفضل الطرق السلمية وكذلك التظاهرات
في المطالبة بحقه المشروع ويؤمن بالحل السلمي ،وهذا حقه ،ولكن هناك من
يري حمل السلاح وسيلة لتحقيق حلمه الكبير ايضا ،وهناك من ينتقدوه
،ويعتقدوا ان البندقية جالبة للخراب والدمار ،وان من يطالب بحقه بالطرق
السلمية ،اذا حرقت قراه في مناطق الصراع الدائرة الان ،سيدرك لاحقا
،سيدرك ان من يجبر علي ترك موطنه لاخر مستجلب ،سيدرك ان عقليه كهذه
،الطريق الوحيد التي يعيدها الي رشدها وتسمعه وتنصت اليه للتفاوض ،هو
صوت البندقية ،علي الرغم من علم الجميع ،ان السلاح مدمر للاستقرار ،ان
اكتوبر وابريل قادمة ،وهذه المرة لن تندلع في الخرطوم وحدها ،بل في
دارفور ،والنيل الازرق،جبال النوبة والشرق والشمال النوبي ،والكل سيخرج
ضد نظام عمر البشير ،ستكوب اكتوبر وابريل حقيقية يشارك الجميع فيها لتصنع
الوطن الكبير الذي يسعنا كلنا ،او سيجري استفتاء في مناطق الحرب ،وفي
الايام السابقة وقعت لندن مع اسكتلندا وثيقة اجراء استفتاء في اسكتلندا
،هل يريدون البقاء ضمن التاج البريطاني او الاستقلال ،شعوب الهامش تحلم
بوطن كبير او استقلال.
حسن اسحق
صحفي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *