عبدالمنعم سلمان يكتب….واذكر في هذه اللحظات جبريل

وأذكر في هذه اللحظات (جبريل)

الأنباء القادمة من الجبهة الشرقية تفيد بان القوات الإثيوبية الغازية تجمع صفوفها في الجهة الأخرى وتحشد قواتها بالأسلحة الثقيلة والمدفعية لمعاودة الغزو وإحتلالها للأراضي السودانية التي استردها جيشنا الوطني ببسالة وتضحيات جنوده وبطولاتهم.
ان بلادنا تعيش خطرا بالغا يستهدف سيادتها وأرضها وانسانها ومواردها، ما يتطلب وقوف الجميع يدا واحدة لمواجه هذا الخطر، والحفاظ على وحدة البلاد وترابها وشعبها، وهي معركة من أجل سلامة البلاد وليست لصالح طرف ثالث كما يردد بعض السذج وساسة الساعة 25، وكما ردد المخادع رئيس وزراء حكومة الغزاة، في إشارته المسيئة الملمحة بان جيشنا إنما يحارب لصالح مصر وليس دفاعا عن البلاد وأرضها وسيادتها ، وهي إشارة إستفزازية مهينة تقدح في كرامتنا وتستهين بنا وبحقنا في الحفاظ على سيادة بلادنا، فالسودان لا يخوض حربا لصالح مصر أو أي دولة خارجية أخرى، والحقيقة التي لا يريد مواجهتها رئيس جيش الإحتلال هي ان هناك أراضي سودانية محتلة وان هناك إعتداءات متكررة على بلادنا، فقدنا فيها أروح كثيرة وعزيزة، وهذه الأراضي ليست أراض مصرية وتلك الدماء التي أزهقت غدرا ليست دماء مصرية، بل دماء سودانية وطنية خالصة، فكيف نحارب من أجل أحد وقواتنا لم تحتل ولم تبدأ الغدر والحرب؟ ومن هو صاحب الأرض ومن الغازي والمحتل والمعتدي الأثيم؟ ولو كان هناك من يحارب لأجندة أحد وفقا لهذا المنطق البائس فلا شك انها القوات الإثيوبية المحتلة التي بدأت الإعتداءات، والباديء أظلم!
اما قول رئيس قوات الإحتلال بان مناطق الفشقة والمناطق الحدودية الأخرى ستكون مناطق تكامل تعكس روح الأشقاء والعلاقات التاريخية، فهذا لعمري استفزاز ليس من بعده استفزاز، وهو تطاول كريه وخداع واضح القصد منه كسب الوقت لترسيخ الإحتلال وجعله واقعا على الأرض، ومثل هذا المقترح الخبيث لا يقبل به إلا من هو يفتقد للوطنية ويرتع في مراتع الخنى والخيانة، فلا حل سوى بترسيم الحدود بين البلدين، وفقا للحدود المعروفة دوليًا ، وبعد ذلك فلنتحدث حديث التكامل والعلاقات التاريخية وما يتطلبه، فحسن الجوار والتكامل والعلاقات التاريخية تتنافى مع الغزو والإحتلال.
ان الأوضاع الحالية تطلب وحدة جميع المكونات، مدنية وعسكرية، ودعم قواتنا المسلحة، بجيشها، وقوات الدعم السريع، وقوات حركة العدل والمساواة، والجيش الشعبي لتحرير السودان-شمال، وقوات تحرير السودان- الجبهة الثورية وكل القوات الموقعة على السلام، وربما هي سانحة وطنية جاءت في اوانها الوطني قبل الزمني، لتوحيد كل هذه القوات تحت راية الجيش الوطني الواحد، وبعقيدة وطنية وقتالية واحدة، للدفاع عن هذا الوطن الواحد الموحد، والحفاظ على سيادته واستقراره واستقلاله وسلامة شعبه.
التحية والتقدير للدكتور جبريل ابراهيم، قائد حركة العدل والمساواة، وهو يتجه شرقًا نحو جبهة القتال ويعلن من هناك جاهزية قواته للإنخراط مع قوات الشعب المسلحة في معركة الدفاع عن الوطن، وهو موقف وطني محترم يحسب للرجل في ميزانه الوطني، وهو والحق يقال رجل وقور ومحترم على الصعيد الشخصي، ويمكنني القول، ومن خلال معرفة لصيقة به، وقد تجاورنا طويلا وتحاورنا كثيرا، وبيننا خبز وعيش وماء وود، إبان غربتنا القسرية السابقة – لا أعادها الله- انه ومهما اختلفت معه ومع أفكاره السياسية – وانا مختلف معه سياسيا وسأظل- إلا ان المرء لا يملك سوى احترامه وتقديره، فرط تهذيبه ودماثة خلقه وعفة لسانه وتقبله للاختلاف والحوار الهاديء البناء من أجل هذا الوطن.
#العزة_للسودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *